" أم عماد "


لي جارة اسمها "أم عماد" ، وهي خفيفة الدم والظل . وأحيانا تستوقفني للحديث ، انا أحب أحاديث هذه السيدة ، بصراحة يعجبني عمق اللهجة البدوية – بحكم الزواج - وتعجبني أصالة "الكال" في حديثها .

أمس تحدثنا من خلف السور لمدة ساعتين ، رغم انها قالت لي تفضل يمه ، الا اني اخبرتها بأني مستعجل ، لذا مرت الساعتين رغم عجلتي بدون أن أشعر .

تحدثنا عن العمل وعن الحياة ، وعرجنا على الأحداث التي تدور هنا وهناك ، وأعطتني نصيحة لعلاج القرحة التي أرهقتني . لكنها أخفت دمعة حارة عندما سألتها عن عماد ، وقالت : " بحكي معي بس السنة مش جاي " .

للعلم أم عماد مزعوجة من قانون المالكين والمستأجرين وخائفة من ارتفاع الأسعار المبطن ، ويعنيها بقاء أسعار الكهرباء والمشتقات النفطية على حالها . وهي مهتمة بالربيع العربي وتغويها المسلسلات التركية ، وهي حزينة أيضا على خروج "يوسف عرفات" من أراب أيدول ، وبرأيها أن هناك موامرة حيكت على " دنيا بطمه " .

أم عماد لا تقرأ ولا تكتب ، ولكنها ست بيت مرتبة ، وهي خبيرة متمرسة في صنع " الدوالي " و" المسخن " ، تتابع الأخبار من الملل ، وتسمعها من باب " تطير الزهق لا أكثر .

حاولت في غمرة الحديث سؤالها عن رأيها الشخصي في ما يجري على ساحتنا الداخلية وطريقة التعامل مع المواقف التي تدور هنا وهنا .

أفحمتني بالجواب رغم أميتها ، رغم جهلها في السياسة وعدم علمها ، قالت لي "يمه يا خلدون في مثل بقول :

" الخيل لغارات ما بتنمسك من أذنابها " .

أم عماد .... مساءك سعيد يا خالة .


المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات