تأبى المروؤة يا خليل عطية أن تتلفظ بما تلفظت به أمس من مطالب فلسطينية في برلمان يفترض بأنه برلمان أردني لو كانت السياسة المتبعة حيال ما جرى ويجري خلاف ذلك .

فلقد قرف الشعب الأردني ما يجري على ساحته من نكران للجميل, وتقصير بحق الأرض , وتطاول على حقوق الشعب الاصلي, وجلد للذات , واستقواء على الاردن بما يخدم بني صهيون ويعمق جراح فلسطين ويلهب مشاعر الأردنيين.

فالشعب الأردني ملّ تلك العبارات التي تجرح كبريائه و لا تصرف إلا بالبنك الأردني , فقد مللنا سماع تلك الاسطوانات المشروخة التي لا تجدها في بلد غير الأردن مثل " الوحدة الوطنية ووحدة الدم والمصير, وأردن الحشد والرباط, والحقوق المنقوصة , والأردنيين من أصل فلسطيني, والمحاصصة السياسية , وانتم شرقي النهر وهم غربيه" .
استحلفك بالله يا خليل عطية النائب الذي وقفنا خلفه ودعمناه ولم نلتفت الى ما يلتفت اليه من كلام ناقص : هل سمعت بتلك المصطلحات التي تطلقها في بلد غير الأردن ؟, هل الشعب الأردني موحد في نظرك؟, أم أنك تعتبر هناك شعب اخر بحاجة لوطن غير الاردن في الاردن؟.

لا يجوز في عالم السياسة ان يختار كل مواطن سياسة وطريقة معيشة حسب رغبته وشهوته , وكأن الأردن ليس إلا غابة ترتع بها الأغنام الداجنة والمفترسة , كل واحد يُمّيل النار على قرصه , يحّلل كيفما يشاء , ويختار ما يشاء من عبارات تخدش حياء الوطن وتغُضب أرواح شهدائه .

لا ادري كيف يخاطب نائب شعب بعبارة ضعف التمثيل الفلسطيني في الأردن, متسائلا: أو لستم أردنيون يا خليل عطية لكي تتفوه بتلك العبارة الجارحة للكرامة والمقوية والداعمة لاسرائيل ؟ أم هي وسيلة رخيصة انتجتها في لحظة ضعف غرروا بك لقولها لاستقطاب الناخبين ؟.
استغرب واستهجن مثل تل العبارات الصادرة من ممثل امة , فهل كان إخوتكم يا خليل عطيه في غير الأردن يتمتعون بربع ما تتمتعون به من حرية وديمقراطية ؟, أهذا هو رد الجميل لوطن آواكم في عز البرد وحرارة الصيف, ومنحكم كل ما يلزمكم لكي تستظلوا بظله بعد ظل الله ؟ .
بعد مطالبة خليل عطيه بزيادة التمثيل الفلسطيني في برلمان أردني , لم يتبقى للاردني الشريف غير أن يلعن تلك الوحدة الوطنية يا خليل عطيه التي تكبرك بعشرات سنين ولا زالت مشلولة لا تقوى على الحركة لان خلفها مطالب كتلك التي ترغب بتحقيقها.

دعونا من تلك العبارات , ودعونا نقول لكم إما أن نكون أردنيون حتى الثمالة , وإما القول كما قالت عجوز بدوية ذات يوم لابنها "الباب يفوت جمل" ,وليذهب من لا يرغب برؤية الأردن وطنا له للبحث عن اخر تحت أقدام الطغاة , لعله يحن إليه وُيقّبل نعليه حين يفقد لمسة الحنان بغير ساحته , وحين تنتهك الأعراض أمام ناظريه.
فهناك أغنية شعبية يا عطيه يدَبك عليها الشعب في مناسباته وأفراحه يقول مطلعها : يا عطيه ما طواك اللي طواك اللي عليّ " , فدعني أذكرك بالحكمة القائلة لكي تكتمل الفكرة ويلتئم النص " كيفما تكونوا يولى عليكم" ,فنحن إذاً شعب لا نستحق الديمقراطية إذا كان من يمثلنا ويشرع لنا يروج لعبارات يهودية لا تخدم إلا المصالح الصهيونية.

فطوبى للصهاينة اليهود اعداء فلسطين لأنهم أكثر الناس سعادة وسرورا بتلك المفاجأة التي يعتبرها من له اجندة غير اردنية انها من العيار الثقيل يا خليل عطيه .
نحترمك من الاعماق ونرجوا ان تكون تلك العبارة قد خرجت من فاه غير فاه نائب يتمتع باحترام ابن البادية قبل المدينة, ولكن غلطة الشاطر احيانا لا تغتفر.
وقفة للتأمل:" اسكتوا
لا صوت يعلو فوق صوت النائحة
نحن أموات
وليست هذه الأوطان سوى أضرحة
قُسمت أشلاؤها بين ذباب ونسور
وأقيمت في زواياها القصور
لكلاب المشرحة.".