الولاء .. طفل في قبضة الموت يا جلالة الملك


لم يكن التقرير الطبي الذي يشخص حالة الطفل (الولاء الرواشدة) ، والمتمثل بكونه يشكو من اعتلال شديد في عضلة القلب رافقه منذ الولادة ، وبعد أن أجرى عملية القلب المفتوح في المدينة الطبية (لقلب أحادي البطينين مع زراعة بطارية لضعف كهرباء القلب في العام 2004 ( ، والذي يضيف بأنه تلزمه متابعة دورية في مركز القلب، وزراعة قلب عندما يتوفر ذلك، إلا ليدق ناقوس الخطر اليومي في ثنايا عائلة أردنية تعيش على حدود الألم منذ ثماني سنوات خلت في مأدبا ، وتظل على أعصابها خوفا من أن يحل الأسوأ الذي يترقبونه يوميا- لا سمح الله- لابنهم، والذي يستمر في الحياة بما يشبه المعجزة، وتبقى فرصة حياته رهينة - بعد قدرة الله سبحانه وتعالى-، وما يمكن أن ينقذه من وفاة مفاجئة بزراعة قلب له، وهو الأمر الذي يتعذر حاليا في الأردن كون حالة هذا الطفل المهدد بالموت ما تزال تنتظر منذ ثلاث سنوات على الدور في المدينة الطبية، وتخلف وراءها عائلة تعيش على الألم والحزن، وأم مكلومة تخشى الخبر الأسوأ من أن يطرق أذانها في أية لحظة، خاصة، وقد اشتدت حالة طفلها سوءا مع مرور السنين، وهو ينتظر دوره على قائمة، الأحياء، وربما الأموات...

عائلة استوطن الحزن في أرجائها، وطفل يقف على عتبة الموت أمام ناظري أبويه الذين يفقدان القدرة على ابتعاث صغيرهما إلى إحدى دول العالم كي يحظى بفرصة معالجة حقيقية قد تساعده على الحياة، وفي الأردن تمر السنوات تترا ، وهو في قبضة الخطر الذي يحيق بأيامه الغضة.

والولاء الذي بالكاد يتعايش مع دوره في الحياة المنقوصة، وترافقه أنواع عديدة من الأدوية منذ لحظة ولادته حتى بلوغه اليوم سن العاشرة. وهو يواصل تعليمه المنزلي على يدي أبويه لظرفه الخاص، ويقدم امتحاناته في المدرسة، ليحنو عليه الأهل، ويحظى بالدعوات الصادقة، والآمال الكبار، والأكف الضارعة إلى الله تعالى أن تعاد له طفولته المفقودة، والكل يترقب أن تمنح له فرصة أفضل في الحياة، وهو يتخطى حاجز الألم في سباقه مع الزمن، وجرس حياته يدق في إسماع الآخرين، منوها إلى إنسان يطلب المساعدة في كل حين.

لفتة إنسانية قد تبديها الدولة الأردنية، ستذهب في المكان الصحيح حيث طفل فقير يصارع من اجل أن يحتفظ بحياته أمام خطر المرض الداهم، و تعجز أسرته عن أن ترسله طلبا للشفاء إلى الخارج، وقضيته المؤلمة في نهاية المطاف- كما يأمل ذويه - هي نداء إلى قلب الملك عبدالله الثاني في أن يزرع الأمل في حياة هذه الأسرة التي يفتك فيها الانتظار، وتحسب وقوع الأسوأ.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات