الناطق الإعلامي و الرسائل الخلوية و اذاعات ف م ..


جمعتنا في بيت أحد وجها محافظة الطفيلة مساء الخميس الماضي جلسة ودية كانت تتناول في جلّها هموم المحافظة والمعتقلين من الأحرار ، الجلسة كانت بإنتظار موعد الإفراج عن معتقلي المحافظة من أحرار الطفيلة ، وفي كل بيت حشد ينتظر عودة الأحرار من معتقلهم ، القهوة السادة والتمر والبخور وبعض مظاهر الاحتفال كانت حاضرة في الديوان ، لم يكن أحد ليشك لحظة أن الناطق الرسمي باسم الحكومة قد يخذل الناس ويبدو "صغيرا "بحجم حكومته إن كان تصريحه بإطلاق سراح الأحرار بالون اختبار لردود فعل الناس ، أو أن الرجل " ُغرر " به بتلك السهولة دون سند رسمي ، وانتهى ليل الخميس وطلع فجر الجمعة ، وكل منا يخمّن موعد الإفراج ، والبعض من الحضور قدم تحليل أمني في ضرورة أن يكون الموعد ما بعد صلاة ظهر الجمعة لتفويت الفرصة على المعتقلين والناس من المشاركة وحشد أكبر قدر ممكن من اهل الطفيلة في المسيرة ، ولكن الجمعة مرت دون خبر يطمئن او يفرح الناس ، وكانت أكثر "اللعنات والإدانة " توجه للناطق الإعلامي الذي أكد موعد اطلاق سراحهم يوم الخميس الماضي ، ومن الناس من طالب بضرورة ان يبادر الرجل لتقديم استقالته لأنهم غرروا به بذلك التصريح ، فأسم الرجل ومكانته وتاريخه الإعلامي ما كان يسمح لضابط أمني أو حتى رجل عدلي أن " يغرر به " ويمرر له الطعم ويلتهمه ، ومنهم من قال أن الرجل قد فهم اللعبة وسار مع الركب تاركا وراء ظهره كل ذلك التاريخ والأسم والمكانه التي بدت مهزوزة جدا ، فيما كان البعض يؤكد أن الرجل سيستقيل وينتصر " لكرامته " جراء تلك الخديعة !!
صادف أن تحدث البعض عن الفساد والأزمة الاخلاقية المتفجرة في بلادنا ، وكان من بين تلك المناقشات المتعلقة بالأزمة الأخلاقية ، موضوع " الخاوات " التي تفرضها إحدى شركات الإتصالات الخلوية على المواطن من خلال أنها تلزمه عنوة بالمشاركة في مسابقات " مزاجك " من خلال رسالة تبارك له دخوله الى تلك المسابقة – تكلفتها الاسبوعية 2 دينار ، وإن رغبت بعدم المشاركة ترسل اليهم رسالة تطالبهم بالتوقف ، وتلك رسالة تكلفك دينار واحد ! اي انهم يورطوك دون موافقة على المشاركة قسرا في تلك المسابقة ويلزمونك بدفع دينار لتوقف المشاركة ، او تستمر عملية " السرقة " ديناران كل اسبوع دون علمك ، لأن الكثير من الناس لم يعد يقرأ او يكترث أصلا بما تتضمنه لتعدد الرسائل القادمة اليك كل ساعه ، فتجد نفسك متورطا بالمسابقة بدون موافقتك لمجرد عدم الرد الذي يعني الموافقه !! وكنت انا شخصيا من بين الذين نالت مني سياسة الخاوة من الشركة ولم أرد على تلك الرسائل ، فاعتبر عدم الرد موافقة كلفتني 6 دنانير على مدار الأسبوعين الماضيين ، وصباح اليوم ارسلت اليهم رسالة لوقف تلك المهزلة وكلفتني 2 دينار ... !! فتخيل حجم تلك الرسائل وحجم الخاوات والأتاوات التي تدفع من قبل الناس لهذه الشركة الأولى في الخدمة كما تصف نفسها أحيانا !!
عدنا الى عمان مساء السبت بعد أن خذلتنا حكومة الأزمات دون أن نستقبل الأحرار ونحظى بلقائهم ، وصادف أن بحثنا عن محطة إذاعية " تسلينا " مسافة الطريق الى عمان في ساعة متأخرة من تلك الليلة ، توقفنا عند محطة تحمل اسم ف م تتبع لأحدى الأجهزة الامنية في بلادنا ، وبحجم السخط والإستياء الذي شعر الناس به حيال " كذب الحكومة " في موعد إطلاق سراح المعتقلين ، وبحجم خاوات شركة الإتصالات التي تفرض على المشتركين ، كان نفس السخط و الإشمئزاز يتكرر بإتجاه تلك المحطة ، حيث بثت تلك الساعة البرنامج المفتوح على الهواء في ساعة متأخرة من الليل ( الساعه 10 مساءا ) ، و يتحدث مقدم البرنامج عن المنسف بالجاج ، وردود فعل ابناء الوطن الذين يرفضون المنسف بالجاج !! وتوالت التعليقات على طلب الأغنية الخاصة
" منسف بالجاج ما ينفع أردنية " ومحاولات المذيع " النشمي " تقليد بعض الأصوات المتواصلة مع البرنامج ، أو الرد عليها بطريقة تثير في النفس الأسمئزاز وتخلق أجواء استياء وسخرية من قبل الناس ، واستمرت سهرة "المنسف بالجاج " لساعة متأخرة من الليل في منحى إعلامي خطير يشير الى استمرار واستفحال الأزمة الإعلامية وشدة هبوط مستواها .
كنا نتسائل جميعا عن الهدر الكبير في أموال تلك الأجهزة الأمنية ، والرواتب العالية التي تمنح للمذيعين في قنوات لا تحمل اية رسالة ، ولو اكتفت تلك المحطة بإغنية لأم كلثوم أو ندوة التعامل مع رجل الأمن والسير وغيرها من المواضيع التي تهم الناس ، لقلنا أن الجهاز يحاول التغيير أو أنه ينشر رسالة الوعي والتثقيف ، لكن أن تبث تلك الحلقات وتذاع ويستمع اليها الناس فذلك أمر جلل وتردي لا نحب أن يلامس إعلامنا بالرغم من إجماع الأغلبية على تراجع وتدني مستوى الإعلام الأردني قياسا بمحطات وإذاعات خارجية وحتى داخلية منافسة ، وكنت أود لو أن مدير الجهاز الذي تتبع له تلك المحطة كان يستمع لتلك السهرة في تلك الليلة لنرى ما يمكن له أن يفعله ! لكن ، والحمد لله أن بث البرنامج في ساعة متأخرة كفيل أن لا يستمع اليه إلا القلة من الساهرين مثلنا والعائدين لبيوتهم ، أو من قبل سائقي التريلات والخطوط الخارجية الذين لا يستمعون اليه بكل تأكيد للمتعه والإفادة بل لأجل الونس لا أكثر !



تعليقات القراء

ناصر معايطه
كيف يقبل ....يضعوه في هذه الورطه ، ولو كنت مكانه اقسم اني ساستقيل ، على الاقل لو كان تصريحه يتحدث عن قرب اطلاق سراح وليس تحديد موعد ... ماذا سيقول الناس او قالوا عنه خاصة ابناء المعتقلين ،
08-04-2012 09:50 PM
احمد المحيسن
الناطق الاعلامي وزير الدوله لازال في منصبه بالرغم ما اثاره من " مسخرة "تصريح حول اطلاق سراح المعتقلين ، وتؤكد مصادر مقربه من الرجل أنه منزعج ولكن ليس كثيرا مما اوقعوه به وجعلوه يظهر عليه ..
08-04-2012 10:42 PM
عماد صالح
المشكله انهم في الشركات الخلوية يخصمون عليك دينارين دون ان توافق ، واصلا لم اسمع انه في ناس ربحو جوائز مزاجك .. قصدهم بمزاجك نسحب منك الرصيد . غلاء معيشه
08-04-2012 10:59 PM
خالد الشوابكه
ينطبق على الوزير مقولة .. تيتي تيتي .. زي ما كنت صرتي .. ويا ريتك ظليت باسمك وسمعتك وتاريخك بدون هالمنصب اللي اساء لك اكثر مما فادك
08-04-2012 11:12 PM
عادل روسان
اذاعة اف ام أمن ، بحاجة لرقابة من قبل الجهاز ، والحقيقه فيها مشكلات كبيره ، خاصة البرامج المسائية ، وشكرا للكاتب ولجراسا
08-04-2012 11:19 PM
طفيلي نازح
...
رد من المحرر:
نعتذر
09-04-2012 12:14 AM
جميل البدور
حين تعم الفوضى ... فمن الطبيعي ان تجد تلك المظاهر ، الفوضى والتلفيق والفساد والكذب واستغلال المؤسسات وجشعها ،... والاخوان كما نشعر بداوا يزيدون الفوضى لأن مسودة قانون الانتخاب ليس في صالحهم . وهذا عائد للفساد ... ، الاخوان وافقوا وشاركوا في انتخابات الصوت الواحد بل وباركوها سابقا ، فماذا استجد ...
09-04-2012 06:55 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات