مع هذه الأيام.. أيام الوفاء للحسين طيب الله ثراه، الذي أسس و أراد دولة المؤسسات. و البيعة لأبي الحسين الذي حمل الراية و حمل هم تطور و رفعة الأردن. الأردن الذي هو بحجم بعض الورد لكنه له شوكة أوجعت العدى.

مع هذه الأيام شهد حفنة من الأردنيين إنتصارا لدولة المؤسسات و الحق، و لكن للأسف مع تأجيل أو لا سمح الله وقف التنفيذ..
بعدما طغى و بغى وحش المحسوبية و نخر و فت في عضد الأردن – لا عاشت يد الغدر و الظلم – و ما زال يؤخر التقدم و النمو و الإزدهار مختبأ في عباءة العشائرية تارة، و في عباءة الشللية تارة أخرى، يسرق من الأردنيين أحلام الحرية و الأمل ببناء أردن يليق بالهاشميين و الأردنيين، أردن يكون منارة للعالم في الحرية و العلم و الحق.

بعدما طغى و بغى المفسد رئيس الأكاديمية العربية للعلوم المالية و المصرفية فرع دولة المقر أ. د. محمد الطراونة و قاد الأكاديمية نحو الحضيض و الدمار مستهترا بالسواعد و العقول التي بنت نافذة للأردنيين لكي يحلموا بغد أفضل و بأردن أفضل.. أردن يمكن أبناءه من التحصيل العلمي العالي و نيل حلم شهادة الدكتوراة في تخصصات دقيقة و هم في وطنهم ليفاخروا بوطنهم العالم و يفخر الوطن بهم. بعد أن تبين بما لا يترك مجالا للشك أنه يقود هذا الصرح نحو النهاية عن قصد حقدا و مرضا و طمعا، تدخل مجلس الأمناء -- و لو كان تدخله متأخرا – و قام بتسمية د. الخرابشة رئيسا لفرع الأردن و معالي د. عصام زعبلاوي – وزير التعليم العالي الأسبق – رئيسا للأكاديمية خلفا لمعالي د. محمد الحلايقة.

الإنتصار جاء من قرار مجلس الأمناء لوقف الفساد، و وقف التنفيذ جاء من الفساد في جسم وزارة التعليم العالي و التي يطلب مصادقتها على الرئيس المسمى. فبدأ مشوار المماطلة و الابتزاز، فهذا – محمد الطراونة - يبتز الأكاديمية بمكافأة نهاية خدمة لا يحلم بها رئيس الوزراء، و ذلك – خليف الطراونة و شديفات- يماطل و يؤخر القرار من عند وزارة التعليم العالي التي باتت للأسف مطية للفساد و للمفسدين و التي تساهم بشكل كبير مع بعض المتنفذين و المستثمرين في إفساد قطاع التعليم و تحويله لتجارة لا تهتم بالتعليم بقدر اهتمامها بالربح المادي، حال قطاع التعليم المتقهقرهذا بدأ يؤدي لخسارة نوعية مخرجات التعليم و سمعة التعليم في الأردن حتى أوقفت السعودية مثلا إيفاد طلابها للأردن.

إن الأردنيين الذين ساهموا ببناء الأردن بدمائهم من شهداء – كالشهيد محمد الطراونة – ليتبرأون من كل من يدعي انتماءه للأردن و لآل الطراونة الشرفاء ممن انسلخوا عن جذورهم العربية و الإسلامية الأصيلة و ارتموا بأحضان الفساد و الاختلاس تحت شعار الأردنة و العشيرة.

إن تعطيل دور القانون و المؤسسات في الأردن، و الرجوع للوراء للعشائرية و المحسوبية مع الفساد، لهو انزلاق خطير قد يقود – لاسمح الله – لانزلاق أخطر نحو شريعة الغاب. فإن عم الظلم و فقد الإنسان ثقته بالنظام الاجتماعي المطبق، سيذهب عاجلا أو آجلا لشريعة الغاب ليأخذ حقه بيده، فليس بعيدا إن استمر الحال على ما هو عليه أكثر قليلا أن نسمع خبر اعتداء على الطراونة أو شديفات من أحد أرباب الأسر المتضررين باستمرار وقف صرف الرواتب. فإن فقد الرجل أسرته من وراء لصوص فمن يمنعه من الانتقام!

يا أبا الحسين، و نحن نعيش أيام الخير بعد انحباس المطر، من للأردن غير الهاشميين ليدفعوه نحو الخير و الحق و العدل. و من غيركم يا أبا الأردنيين يملك القدرة و الشجاعة لاقتلاع الفساد من مؤسسات الدولة، حتى يتحقق للأردن دولة المؤسسات.