الدور الايراني


منذ تفجير الثوره الايرانيه على يد مطلقها الخميني سنة 1979 وايران تعمل جاهدة وبكل ما أوتيت من أمكانيات ماديه وبشريه على تصدير منظومة الثوره لخارج حدودها الفارسيه , وربما لم يثني طهران عن التمدد سريعا ابان اوج قوتها الا النظام العراقي السابق الذي ساهم بشكل فعال في ارجاع ايران عشرات السنين للخلف وكبح جماح الاطماع الفارسيه بالمنطقه العربيه , ومنذ ذلك الوقت والعمل الدؤوب والمنظم يلازم تحركات ايران من اجل تحقيق ما تصبو اليه لذا نراها تبحث عن مناطق الصراع في الوطن العربي لوضع ارجلها ونشر التشيع السياسي والعقائدي ما امكنها ذلك بين الشعوب التي تعاني من الاضطهاد والاحتلال فهي تدرك تماما ان اللعب على وتر الجهاد والمقاومه يدغدغ مشاعر ملايين المسلمين الذين يكنون لايران كل مشاعر الاعجاب وهم بذلك يشكلون اللبنه الاولى والاساسيه لعملية التشيع السياسي والعقائدي .

والملاحظ للاحداث لا ينكر ان ايران في سبيل ذلك تسعى دوما للظهور بمظهر المتبني للقضيه الفلسطينيه واللبنانيه معا مستغلة بذلك غفلة الكثير من المسلمين ( من الذين تخدعهم الشعارات البراقه والاصوات المرتفعه في الخطب ) عن مشاريعها الفارسيه في المنطقه العربيه , ومن مجريات الاحداث نراها تسعى بشكل خفي لتقويض اي اتفاق يمكن ان يساهم في اعلان الدوله الفلسطينيه لانه ما زال امامها الكثير من العمل في المنطقه واي اعلان للدوله الفلسطينيه هو بمثابة ابطال للورقه الرابحه في يدها لمصلحتها في استمرار بؤرة الصراع , ولعل من اكثر المواقف المحرجه والقاتله التي تعرض لها مشروع التشيع السياسي والعقائدي موقف رئيس وزراء تركيا الذي نطق بلسان ملايين المسلمين والعرب في خطوه اعتبرتها ايران سحبا للبساط من تحت اقدامها والخوف من الكابوس المرعب من تنامي نفوذ تركيا صاحبة التاريخ السني , لذلك لا يخفى على وسائل الاعلام الاجتماعات السريه والعلنيه لحكومة طهران لبحث امور هذا الاحراج التركي والرد المقابل لها يكون بتصعيد حدة لهجتها ضد اسرائيل وهو ما يفسر بشكل واضح تهديدات حزب الله اللاحقه للعدوان على غزه والمتأخره التي تأتي في نفس سياق الموضوع وتشكل اثباتا على قوة الهزه التركيه للمرجعيات الشيعيه في طهران .

ومن الواضح ان الكاريزما السياسيه للمرجعيات الشيعيه باتت في خطر حين كان الامتحان الحقيقي والذي تمثل في الاحتلال الامريكي للعراق , فايران التي لطالما تغنت في التهديد والوعيد للشيطان الاكبر ( امريكا ) على حد تعبيرها نراها قدمت الكثير من التنازلات في ساحة العراق وساهمت في امداد الامريكان بالمعلومات الاستخباراتيه والتي كشف لاحقا عن كذبها وتلفيقها بهدف القضاء على النظام العراقي السابق والذي كان يشكل تهديد حقيقي لطهران وما هي الا ايام معدوده حيث قامت الاداره الامريكيه بفضح هذا التعاون وكشف الكثير من المستور عمدا وذلك للتخفيف من حدة التعاطف الشعبي مع ايران وخلاياها النائمه في المنطقه وتحقيقا لاهداف اخرى تجسد السياسه الميكافيليه للاداره الامريكيه

majali78@hotmail.com



تعليقات القراء

قديمة
قديمة يا معام في كتاب كثير تناولوا هاي القضية وحكوا عن الدور الايراني من الاردن و الخارج افتح على مقالات جراسا بتلاقي كثير كتاب حكوا عن هذا الموضوع بدنا مواضيع جديدة مش مستهلكه
12-02-2009 11:51 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات