رئيس فلسطين السورية


بمناسبة يوم الأرض خرج السيد أحمد جبريل رئيس الفصيل الفلسطيني المسمى ( الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين / القيادة العامة ) ، ليشن عبر بعض الفضائيات والصحف السعيدة بالغم الفلسطيني هجوما عنيفا على الرئيس الفلسطيني محمود عباس ( ابو مازن ) رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية ورئيس أكبر فصيل وتنظيم سياسي وعسكري فلسطيني ( حركة التحرير الوطني الفلسطيني / فتح ) وقائد الشعب الفلسطيني أينما كان ووجد وحل ، وضابط إيقاع الشارع والجمهور الفلسطيني بما يتناسب ويتناغم مع المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني .

والسبب الوجيه برأي السيد جبريل هو عدم استجابة الشارع الفلسطيني في سوريا ولبنان لدعوته ولتوجهاته القديمة الجديدة والمتجددة دائما بسحبه لمعارضة القيادة الفلسطينية ، فهو وكما يبدوا حريصا دائما على أن لا يعارض إسرائيل إلا بما يفيد قضية معارضته لمنظمة التحرير الفلسطينية ، فهو مثلما أراد من فلسطيني سوريا ولبنان الالتحاق بركب الانشقاقة والانقلاب على الشرعية الفلسطينية عهد الرئيس عرفات بعيد وبعد الغزو الإسرائيلي للبنان 82م ، ومثلما أراد دائما من كل القوى العسكرية الفلسطينية ضرب الصمود الفلسطيني وقصف المخيمات الفلسطينية في كل لبنان وبخاصة تلك الموجودة في شماله بعد لجوء القوات والقيادة الفلسطينية إليها ، واحتضن حماس ليس لأنها مقاومة كما أشاع وأشاعت بل لأنها مثله معارضة للحق الفلسطيني ، كان وما زال دائما أمله ويريد من الشعب الفلسطيني الانسلاخ عن هويته والالتحاق بالهوية السورية وركب الممانعة للحق الفلسطيني مع الاعتزاز بالهوية العربية السورية التي يفتخر بها ، والانسلاخ عن عروبته والارتماء بحضن الفارسية الإيرانية والقرمطية الشيعية ونسيانه عدوه الأول المتمثل بإسرائيل الكيان ، مع كل التقدير للشعب الإيراني المسلم .

وما زال السيد جبريل الحكيم يحلم بنكوص الشعب الفلسطيني على نفسه وقيادته كما نكص هو ، وما زال يصر على تسليم الملف والقرار الفلسطيني لمن أياديهم لم تحمل ملفات بلادهم بأمانة ، فلا الجولان حرروها ، ولا المعارضات والشعوب أنصفوها ، بل قاتلوها وقتلوها ، فرغم أنّ جبهة الصمود والتصدي قبروها بأيديهم وأيدي الكافرين دون أن يعتبروا ، ثم جبهة المقاومة والممانعة المترنحة التي قلبوها وشيعوها وخانوا فيها بعضهم بعضا ، مبتدئين بخيانتهم جميعا للعراق ثم لليبيا الخرزة الأصغر بعقد الممانعة المنفرط ، ثم بخيانة حماس والإخوان لسوريا وإيران وحزب الله رغم العهدة والموثق بينهم الذي قالوا عنه ووصفوه يوما بأنه مقدس ، بقي جبريل معارضا يصفق بجناحيه في سماء سوريا المنغلقة على الجولان ومنها نحو فلسطين ، والتي باتت تتهاوى على أرضه الطاهرة بلابله برصاص قناصيها دون أن يقف مطلقا إلى جانبها .

ورغم أنّ المعطيات الناشئة بالعالم العربي خاصة بعد طقس الربيع العربي الملبد بالغيوم والعواصف والأمطار ، تثبت مصداقية حركة فتح وقائدها وأنصارها ومنظمة التحرير الفلسطينية وميثاقها بعدم تدخلها البتة بالشؤون العربية الداخلية توافقا مع الرغبة الفلسطينية بعدم الترحيب يتدخل الآخرين بشؤونهم الداخلية إلى من باب النصح والمساعدة ، بقي البلدوزر الفلسطيني السوري الانتماء والولاء يهاجم شعبه وقيادته بمناسبة وبلا ، إرضاء لهوى سوريا ولطموح إيران ولأحلام إسرائيل ، وبقي محافظا على تحالفات أو يصنع أخرى طبعا ليس لمواجهة إسرائيل المرتاحة جدا بتحالفاته وتقولاته وهجوماته الحادة على شعبه وقيادته ، بل كلها من ألفها إلى يائها ضد شعبه وقضيته وتحديدا ضد قيادته ، وهي المهمة التي تحول إليها وقبل بها منذ تكليفه بالمهمة السورية الإيرانية المشتركة لمواجهة منظمة التحرير الفلسطينية ، ويبدوا أنه ما زال حالما بتنفيذ المهمة ودوره رغم أنّ الفأس الشعبية السورية اقتربت من الرؤوس الدكتاتورية .

لقد ثبت من خلال الوقائع على الأرض رغم مناجاة البعض المعارض والمعادي بالإثم للمناسبات الوطنية أنّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس ( أبو مازن ) بوصفه القائد والرئيس الشرعي للشعب الفلسطيني هو من يضبط الشارع الفلسطيني داخل وخارج الوطن ، وهو من يحدد مصيره ومساره وخياراته لا أحمد جبريل ولا حماس المتقلبة ، فما يحدث بالشارع العربي بما يخص ألوانه ومطالبه ومحاوره وأماكنه هو شأن عربي داخلي لا علاقة للفلسطينيين بأحداثه أو أفعاله أو التأشير على خياراته ، من منطلق إيماني فلسطيني بحت وميثاقي شرعي .

أما القضية التي أثارت جبريل هذه المرة وجعلته يباشر اعتداءاته التشهيرية على القيادة الفلسطينية الشرعية ، فهي برأيه عدم جدية أو فاعلية ومحدودية المشاركة الفلسطينية بفعاليات يوم الأرض الأخيرة على جبهة الجولان المعطلة المقاومة السورية فيها حتى يحكم الله أمره ، وفي جبهة جنوب لبنان التي زاحت عنها مقاومة حزب الله كيلومترات عديدة للوراء ودارت إلى الداخل اللبناني ، فهي أثارته لأنه أراد من أحداثها سحب الشباب الفلسطيني إلى جبهة الجولان لحضور مسيرة لساعات ولأهداف تخصهم وخططوا إليها بعتمة ، بعدها يعود الشبان لبيوتهم دون ثمار بل بخفي حنين ، ويحرم عليهم بعدها مجرد النظر من خلالها لسفوح وسهول وتلال فلسطين ، لقد أرادها مسيرة وتظاهرة فوضوية لتكون رافعة للنظام السوري كوسيلة ضغط على إسرائيل ليس لتهديدها بأنها إن لم تعد الجولان خلال عشرين يوما سيشن الجيش السوري والبلدوزر الفلسطيني والثوريين الإيرانيين هجوما مشتركا لاستردادها ، بل لإقناع إسرائيل أنّ النظام الحالي حليفهم هو خير من ضبط ويضبط الحدود .

فالمزاودين على قضية فلسطين وقيادتها من معارضين وعارضين وفوضويين لأهداف في نفس يعقوب لو كانوا حقيقة مقاومين ممانعين مجاهدين فاعلين كما اسموا أنفسهم وروجوا ، لما انتظروا يوما بالسنة اسمه يوم الأرض مع قدسيته ، أو احتفالية اسمها يوم القدس العالمي مع أهميتها ليلتفتوا إلى فلسطين وشعبها ، ففي كل يوم تهان الأرض وتداس ، وفي كل يوم تدنس القدس والمقدسات ، وفي كل يوم يقتل شعب فلسطين ، وفي كل يوم يسمع الشعب الفلسطيني المظلوم والمقهور قرقعة إسرائيل وأصوات طبولها للحرب ، ومع ذلك هو لا يسمع إلا جعجعتهم ضد نضاله وقيادته ولا يرى لهم طحنا ، لا في يوم الأرض ، ولا في يوم القدس العالمي ، ولا في أي يوم من أيام السنة .
Alqisi_jothor2000@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات