ألأمن ، بين كهنة السياسة والحراكش .. !


ليست مصادفة أن يتجاهل كهنة السياسة من مستغلي الفوضى وصيّادي المواقف ، ما تعرض له رمز الدولة والأجهزة الأمنية من شتائم ، إستفزاز وتخوين على الدوار الرابع ، ومن قبل في غير مكان، ليذهب هؤلاء الكهنة وكورسهم في وصلة من الندب والبكاء ، على المُحتجزين أمنيا من أبناء الطفيلة "البتول" ، التي طالما حافظت على عذريتها وستبقى تحميها من أدعياء الوطنية ، والمُكمرجين فوق أمواج ألألم الوطني في سياقه الإقتصادي المتردي ، الذي يصيب بأنيابه الأردنيين جميعا ، وإن ظهر هذا الألم أكثر سطوعا في الطفيلة ، ستبقى ككل عذراء أردنية تموت جوعا ولا تأكل بثديها ، كما لن ترهن كرامتها ، تاريخها وثوابت الوطن بأي ثمن ، تعض مع كل الأردنيين على المعاناة بالنواجذ وتحزم البطون، على أن تسمع إسفافا ، إستغلالاً ، عبثاً أو تطاولاً على الثوابت الأردنية ، التي يتورارثها الأردنيون جيلا بعد جيل ، وهي ثوابت في مُرتكزها الأساس الإيمان بفلسفة الحكم الهاشمي ، وقدسية رسالته التي يعكسها الجيش العربي ،الأجهزة الأمنية ومؤسسات الدولة وإنجازات الوطن .
- وإن كنت في غرفة مُغلقة قد حذرت من كهنة الفتن ، الأنوات المتضخمة ، الأجندات غير الأردنية ، أعداء الأردن في الخارج والداخل الذين يمتطون أمواج الحراك الشعبي وخاصة في الطفيلة ""البتول"" ، ذيبان والمحافظات الجنوبية الأبية، وهو حراك مطالبي وعنوانه الأساس البطالة ، ضحالة فرص العمل أو إنعدامها ، وما يولده من فقر ومشاعر التهميش ، فليست مبالغة إن كررت القول إن بين ظهرانينا من يسعون بقوة لإسالة الدماء في الأردن ، إحداث إنقسام مجتمعي ، أو على الأقل جر البلاد إلى حالة من الفوضى ، لإضعاف النظام السياسي وتقويض صلابة جبهته الداخلية ، لنجد أنفسنا تحت رحمة التجاذبات الإقليمية والدولية وبلا حول ولا قوة ، وعندئذ سنصبح بين مطرقة أهل المال وسندان أهل السياسة ، أو مجرد عزيفة في جوقة ، ويا لها من أهوال ومصائب تصب على الرؤوس الأردنية ، في لحظة غياب العقلانية والجري وراء العواطف ، وما تدبره لنا القوى المتربصة وأجنداتها الخارجية ، وأصحاب الأيدلوجيات غير المُتسقة مع الثوابت ، التربية ، الموروث التاريخي والثقافة الأردنية .
- مرة أخرى ، من هم رجال الجيش العربي ، المخابرات العامة ، الأمن العام ، قوات الدرك والدفاع المدني ...؟ ، هل حقا بينهم مستورد ، عميل ، خائن ...؟ أم أنهم نحن الآباء ، الأبناء ، الأشقاء والشقيقات ، بكل ما يعني النقاء ، الطهر وصدق الإنتماء للوطن والولاء للقيادة الهاشمية ، بسعة صدرها ، برحمانيتها ، بتسامحها ، والتي مهما يعتب عليها الأردني ستبقى في ضميره الحي وقلبه النابض...؟ . وهل حقا أن أردنيا سوياً أو بلا أجندة وغير مبرمج ، يسمح له ضميره ، أخلاقه ، تربيته وثقافته أن يكون مجرد حركش ، أداة إستفزاز وشتائم وتطاول على رمز الدولة والأجهزة الأمنية ، كما فعلت حراكش الدوار الرابع المدفوعة من قوى ذات برامج غير أردنية ، وأهداف تدميرية...؟ ، أليس من حق الأردني المؤمن بوطنه وبقيادته ، على الأجهزة الأمنية أن تحقق فيما وراء هؤلاء الحراكش ، ومعرفة أسباب خروجهم على المألوف وما هي العوامل التي أوصلتهم إلى هذا الحد ، ليكونوا أدوات بأيدي كهنة السياسة ، العملاء وعباقرة التخريب ، وهل يقبل الأردني صادق الوطنية أن يمتطي معاناته الحراكش ومن يقف ورائهم ، يدفعهم وربما يدفع لهم ، ليحرفوا الحراك السلمي المُحق عن أهدافه المطلبية أو الإصلاحية ...؟ ، أليس من حق الأردني أن يتساءَل عن تغاضي أحزاب وقوى سياسية عن أسباب دفاع أجهزة الأمن عن قيادتها وعن نفسها ، فيما تذهب تلك الأحزاب والقوى إلى أبعد مدى في إستغلالها لحمأة أهل الطفيلة في المطالبة بالإفراج عن الشبان المعتقلين ، وهل لا يلاحظ الأردنيون دموع التماسيح التي تذرفها هذه الأحزاب والقوى على المعتقلين ، في الوقت الذي إتضحت فيه نواياها وأهدافها التي تصب في البحث عن مكاسب سياسية ، عبر قانون إنتخاب تريده على مقاسها ، مما يؤكد أن أوجاع الطفيلة وأزمة المعتقلين التي يتباكى عليها القوم ، مجرد وسيلة تأجيج للشارع إن لم تُفصّل الحكومة قانون إنتخاب يضمن لهذه الأحزاب والقوى السيطرة على الحكم ومفاصل الدولة ...؟
- وماذا بعد...؟
- سؤال برسم الوطنية الأردنية ، يحاكي الضمائر الحية ويناجي العقلانية ، في سياق البحث عن سبل حماية الأردن من المتربصين في الداخل ، ودرء المخاطر عنه من النيران المشتعلة في محيطه ، وما تُنبئ به من تداعيات ، لا يمكن التقليل من مساوئها إن نجح كهنة السياسة وحراكشهم في توطين الفتنة ، أو إحداث شرخ بين مكونات المجتمع الأردني ، وهو ما سيبعث الوهن في الموقف السياسي الأردني ، ويفت في عضد جبهته الداخلية التي طالما كانت عصية على أعدائه وحاسديه ، ومن هنا يتوجب على الأردنيين الإنتباه لمن يطلق التهديد بالزلازل ، ولمن يسعى إلى الوعيد ، النُصرة والتحشيد ، وليس بين هؤلاء وأولئك من يريد للطفيلة وأهلها ، أو للأردن الدولة والشعب الخير بالتأكيد ، إنما هي ألاعيب ،أكاذيب ، دمغجة ،تقية وركمجة على ظهور الأخيار والأطهار من شبان الوطن من شماله إلى جنوبه ، وشبان الطفيلة تحديدا تحت عنوان المعتقلين ...!
- ليس بين رجالات الطفيلة ، شيوخها ووجهائها وبين الديوان الملكي ، الدولة ومؤسساتها أو الحكومة أية حواجز ، ولو لم يدفع كهنة السياسة الحراكش لمزيد من التصعيد ، ربما كان جميع المعتقلين غير الجرميين قد أُفرج عنهم ، لكن كهنة السياسة جعلوا من المعتقلين قميص عثمان ، لغايات في نفس يعقوبهم ، وليس يعقوب الوطن ، فهل يقبل الأردنيون عامة والطفايلة خاصة هذا ، والله أني في شك من بغداد إلى جدة.
صحفي أردني
nabil_amro@hotmail.com



تعليقات القراء

غيور
يبدو ان الاخوان المسلمين مش مصليين ع النبي ، وعلى الاردنيين التمعن بكلام عبداللطيف عربيات في جريدة اللواء وحديثه عن وادي عربة ، ساعتها بتفهموا الطابق كله
04-04-2012 08:32 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات