رسالة مفتوحة إلى نصر الله


سعادة الأمين العام لحزب الله اللبناني
الشيخ حسن نصر الله الموقر،


لا بد أنكم استمعتم إلى تصريحات المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد المقدسي والمتمثلة في قوله إن "القتال على إسقاط الدولة انتهى، وبدأ القتال من أجل استقرار الأوضاع والسير نحو سوريا جديدة"، وبودنا أن نقول لكم إننا كنا من متابعي خطاباتكم منذ أكثر من عشر سنوات، وإننا نعرف أنكم من المتابعين الجيدين لتصريحات القادة على المستوى الإسرائيلي والعربي والعالمي، ومن هنا فلا بد أن تصريحات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد وجدت صدى لدى أسماعكم، وهي المتمثلة في أمانيه بأن نظام الرئيس السوري بشار الأسد لن يسقط، وبدعوته إلى عدم تسليح المعارضة السورية.


وأما الأهم، فهي تلك التصريحات التي أعلنتموها سعادتكم مؤخرا ، والتي تتمثل في قولكم إنه "لن يحدث أي تدخل عسكري أو إسقاط للنظام في سوريا"، إضافة لدعواتكم المتكررة لما تسمونها بالمعارضة السورية إلى الحوار-فنحن نسميها ثورة شعبية.


يا شيخ حسن، أن يتحدث النظام السوري المتهالك بما يتحدث به، وأن يعلن بأن أسده سيظل وحشا في الغابة إلى الأبد، فيبقى ينهش بأنيابه المهترئة أجساد الأطفال المسلمين السنة ويغتصب شبيحته -المرسلين من أطراف ملالي إيران ومن طرف المالكي الشيعي العراقي ومن طرف سعادتكم- أعراض الحرائر المسلمات السنيات، ويفتكوا بالشيوخ والعجائز والشباب من المسلمين السنة الذين يشكلون أكثر من 90% من الشعب السوري العظيم، أن يتحدث أزلام النظام السوري وجلاوزته بمثل هذا، فهذا لم يعد أمرا مستغربا ولا مستهجنا.


ولكن أن يتمنى المالكي عدم سقوط الأسد وأن يعارض تسليح الثوار السوريين الأبطال، فتلك والله مفارقة، فالمالكي نفسه جيء به إلى سدة الحكم الطائفي المتهالك في مؤخرة دبابة أميركية وقفت فوق جسر يربط نهري دجلة والفرات. فالمالكي، كما تعرفون، من ربائب حزب الدعوة الإسلامي الشيعي، والذي يمتد بنشأته وجذوره إلى مدينة قم الإيرانية، وأنتم أسياد العارفين بقم وأهداف قم وأهداف ملالي قم، فهم وباعترافهم من سلم بغداد وسلم من قبلها كابل إلى الأميركيين.


يا شيخ حسن، وحيث أنكم من المتابعين الجيدين لما يجري في العالم، فلا بد أنكم استمعتم لتصريحات محمد على أبطحي نائب الرئيس الإيراني للشؤون القانونية والبرلمانية الذي وقف بكل الفخر والاعتزاز في ختام أعمال مؤتمر الخليج وتحديات المستقبل في أبو ظبي مساء الثلاثاء 15/1/2004م ليعلن أن بلاده "قدمت الكثير من العون للأميركيين في حربيهم ضد أفغانستان والعراق، ومؤكدا على أنه "لولا التعاون الإيراني لما سقطت كابل وبغداد بهذه السهولة".


يا شيخ حسن، أنتم ممن يغوصون في كتب التاريخ، ولا بد أنكم تعلمون أن أي من "إبن العلقمي أو نصير الدين الطوسي" حتى أبا رغال لم يجرؤ على التفاخر بفعلته، كما تجرأ الأبطحي، معترفا بأن ملالي إيران سلمت حرائر كابل وحرائر بغداد للجيوش الغازية. والفارق بين الجيوش الأميركية والبريطانية الغازية لكابل أو لبلاد الرافدين ولعاصمة الرشيد لم تفعل بأطفال وحرائر أفغانستان والعراق ما فعله ويفعله شبيحة الملالي في إيران وشبيحة المالكي العراقي وشبيجتكم -أيها الشيخ الموغل في دماء الأطفال وأعراض الحرائر من المسلمات السنيات، و"أيها الشيخ المتذاكي الكريم"- وشبيحة الأسد الصغير المتهالك من بعض العلويين، ما فعلتموه جميعا أيها الموغلون جميعكم بدماء أطفال وأعراض وشرف حرائر سوريا وحرائر -بلاد الشام- المسلمين الأبرياء والمسلمات السنيات الطاهرات!


أيها الشيخ، كنا في حرب يوليو/تموز 2006 نستمع إلى صوتكم، ونتابع خطابكم، وذلك لوقوفكم وقفة شجاعة ضد الكيان الصهيوني، ولكننا اليوم نكاد نجلد أظهرنا ندما على انخداعنا بكل خطاباتكم، ونكاد نلطم وجوهنا أسفا لما بدا من حالكم، بعد أن انكشفتم على حقيقتكم، فأنتم اليوم تشكلون للإسلام فتنة ما بعدها فتنة، فأنتم لستم تحرضون الأسد المتهالك كي يغرز بقية أنيابه المهترئة في أجساد أطفال المسلمين السنة، وتحرضونه ضد أعراض المسلمات السنة، بل أنتم تشاركون في قتل الأطفال وفي اغتصاب الحرائر، فالويل لكم من الله، ولكم منه أشد الغضب والانتقام والويل والثبور.


يا شيخ، أنت طائفي حتى النخاع، وهذه لعمري ليس بمذمة، وحزبك حزب طائفي بامتياز، وكذلك هم أزلام الملالي من أمثال نور الدين المالكي، فلماذا تحرمون أغلبية سنية ساحقة من الشعب السوري العظيم، يزيد تعدادها عن 90% من أن تحكم نفسها بنفسها؟ ولماذا تريدون إبقاءها تحت نير الاحتلال الأسدي وتحت ظلمه وقمعه واستبداده؟ ولماذا تتآمرون مع روسيا والصين وشذاذ الآفاق من أجل إذلال الشعب السوري العظيم؟


لماذا يا محور الشر تعارضون تسليح الجيش السوري الحر، أَوَليس حزب الله مسلح بأسلحة أولها في قم وآخرها في كربلاء، ورأسها في تبريز وذيلها في شاه بحر، وأطرافها ممتدة من مشهد إلى خرام شهر؟
بقي القول، عليكم أن تعلموا جميعكم أن الدعم العسكري والاستخباري الإيراني والروسي للنظام السوري المتهالك لن يفلح في شيء، فإن ظننتم أن الثورة الشعبية السورية الأبية ستتوقف، فأنتم مخطئون، وإن اعتقدتم أن المجتمع الدولي بأسره سيترككم تواصلون دك المدن والبلدات السورية على ساكنيها من المسلمين السنة بالطائرات وبالمدافع الثقيلة والصواريخ الحرارية وبراجمات الصواريخ، فأنتم واهمون! -وعلى ذكر الحرارية، تعالوا نترحم الله على روحي الشهيدين رفيق الحريري وكمال حنبلاط!


وأما نظام الطاغية السوري، فأنت يا شيخ حسن خير من يعلم أنه على وشك الانهيار، ونحن والكل يعلم أن النظام السوري الأسدي المتهالك هو لكم بمثابة الحبل الذي يوصلكم إلى البئر الإيراني، ولكن حبلكم بات مهترئا، فالنصيحة نزجيكم أن تسحبوا شبيحتكم الذي يقتلون الأطفال ويغتصبون الحرائر ويدنسون المساجد في كل أنحاء سوريا، وتسبحون معهم عملاءكم من غرف العلميات الحربية للنظام الأسدي.

فها هم أبطال الجيش السوري الحر بدؤوا يدكون أحياء دمشق، ويقتربون من وكر الأسد المتهالك، ويخطفون أزلام النظام ومخابراته من جحورهم، وقريبا جدا –بعون الله- سنصلي في المسجد الأموي، وسنلعن من على منبره كل من قتل أطفالنا أو انتهك أعراضنا أو حاول الدوس على كرامتنا، سواء أكان من أحفاد العلقمي وأبي رغال والطوسي أو أبي لؤلؤة المجوسي، فالأسد انتهى، وأما أنتم يا سعادة الشيخ، فانكشفتم للعالم أجمع على حقيقتكم، وانحدرت شعبيتكم -التي كانت- من قمتها إلى أسفل القاع.



*إعلامي أردني مقيم في دولة قطر.
Al-qodah@hotmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات