"في يد الغد"


عندما كنت في عمر الصبى هائما، كانت من شيمي الأحلام، والأحلام إبحار بلا قيود، وفضاء بلا حدود، وما أن تدغدغني أشعة الشمس بإشراقتها الرقيقة، افتح عيني متهللا مستبشرا، يخفق قلبي بأحلام الليل، ويأخذني الحنين إلى الغد.
وها أنا ألأن في يد الغد.
ما زالت الشمس تشرق بإشراقتها الرقيقة ذاتها، افتح عيني متثاقلاً من تعب الأمس، ويأخذني الحنين إلى أحلام الصبى، وأستعيذ بالله مما هو آت.
يا الله إن هؤلاء الناس يقيسون الحياة بمقياس مختلف، أشخاص تربعوا على زمام أمورنا، استأثروا بالحياة لأنفسهم، ويحققوها من أحلامنا، سمحت لهم مناصبهم ليكسروا زجاج نوافذنا، ويعبثوا في مواردنا وحقوقنا، فكانوا كالنار في الهشيم تحرق الأخضر واليابس، ما تطاله أيديهم لهم، وما لم تطاله أيديهم، يكسروه بحجارتهم، فبتنا ننام ونصحو على رفات الوطن، ونحن لهم الحقول، ونحن هم الزارعون، ونحن الثمار، وهم المستفيدون، وفي المساء يغسلون أيديهم كأن لم يكن هناك شيء.
ومع ذلك، ورغم كل ما عملوا ورغم نقصي أجدني فيهم كاملا، فما زالت يداي بيضاء وكرامتي ملكي، وبكل جهلي إذا ما حضرت فيهم عالم، فما زلت احفض أمانتي، نعم أنا صغير في حجمي كبير في إيماني، وهم كبار في حجمهم صغار في إيمانهم.
وما زلت للأن في يد القدر، وما زلت حالما، وسيعقب هذا الشروق شروق اخر



eyas_abood@yahoo.com



تعليقات القراء

إسلام بني عبود.
يسلمو على هذه الخاطره الجميله .



أبدعت ايُها الكاتب بجميع مقالاتك السياسيه والشعريه وغيرها , فأتمنى من الله ان يزدك علما وفصاحه ,وأتمنى ان تبقى يداك دائماًوأبداً بيضاء من غير أي تلطيخ .



وإيمانك القوي ان شاء الله سيكون سبباً في رزق إن شاء الله .



جزاك الله خيراً
03-04-2012 04:47 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات