المعادلة الصعبة سياسياً في الجنوب


في احدى الأيام سألت زميل لي (طفيلي ) لماذا دائماّ ينكتون عليكم فأجابني مباشرة بدون تفكير اجابة ذات معنى ومغزا (لكي نلقي الإبتسامة على وجوه البؤساء في هذا الزمن الرديء ) .
إن طبيعة ابناء محافظة الطفيلة الذين تعاملت معهم عن قرب جدية أكثر مما يشاع عنها (هزلية ) ، فطبيعة الحال الديموغرافية ، وحالة الفقر والحرمان التي جبلوا عليها والتهمش المستمر لهذه المنطقة جعلتها في حالة من اليأس والقنوت الذي قد يؤدي في يوماً ما إلى التمرد .
وبرغم هذا وذاك فلقد أفرزت الطفيلة للمجتمع الأردني جهابذة من العلماء والمفكرين والمعارضين السياسين .
لقد شهدت منطقة الطفيلة في الأعوام السابقة زخماً كبيراً ، من الحراكات تحدث فيها ابرز نخب المعارضة السياسية الأردنية ، لشحن هذه المحافظة سياسياً ، كما أدت هذه الحركات بتصدير الحالة إلى حي الطفايلة في عمان الذين قد توارثوا هذه الطبيعة الجبلية أباً عن جد فقد لاتراهم يضحكون كثيراً وفيهم سمة الجدية اكثر من الهزلية .
فلذلك ترى بأن جميع الحركات التي صُدرت من الطفيلة الى حي الطفيلة في عمان ، ثم الدوار الرابع وباب الديوان الملكي قد تجاوزت الخطوط الحمراء .
مما اضطر قوات الدرك التعامل معهم بعنف وقد لايولد العنف الا العنف ......
وإنني أرى من وجهة نظري (كمفكر وطني ) يجب على الحكومة الأردنية اخذ الحيطة والحذر وتعامل بهدوء مع تلك البقعة الجغرافية الهامة ، وتلبية مطالبهم والحوار الديمقراطي معهم ، خشية امتداد خط المواجه مع الجنوب الأردني الذي أعتقد بأنه يعيش نفس التضاريس ، والتركيبة السكانية ، مع أخذ أعلى درجات الحيطة والحذر من الأغلبية الصامتة .
إن مسألة (الفكر الجنوبي) في معالجة الفساد في ظل الحرمان والتهميش قد نَمى لدى هذه الشعوب القدرة على المواجهة المباشرة بصرف النظر عن السلبيات .
نظراً لتأزم الموقف الرسمي السياسي الأردني ، حيال قضايا كثيرة على مر الزمان عبر الحكومات المتعاقبة من الغش والتدليس والفساد المالي والإداري ، والتي لم تحل لغاية الأن بشكلٍ جدي ، اذا ما علمنا بأن زيارة واحدة إلى محافظة الطفيلة تكفي ، لتبين لك مدى انتشار الحركة الإسلامية هناك وهو أكبر حزب على مستوى المنطقة الأردنية .
حتى أننا قد سمعنا شعارات تطرح من شمال الأردن بالإفراج عن المعتقلين السياسين في الطفيلة .
كنت قد تحدثت سابقاً عن تعبئة حراك الطفيلة الذي بدأ مع نهاية عام 2010م وكنتُ متابعاً لنبض هذا الحراك فمنهم من تحدث عن عدم إمكانية اصلاح النظام ومنهم من تحدث عن أبعد من هذا بسبب مماطلة الحكومات السابقة والحالية في الإصلاح السياسي والإقتصادي .
شاهدنا اليوم ومن خلال صحيفة جراسا نيوز بأن (الأخوان المسلمين سيعلنون عن مفاجئة من العيار الثقيل ) جراء اعتقال ابناء الطفيلة ، والتعديلات الدستورية ، ومحاكمة الفاسدين ، وما موقفهم من الانتخابات النايبة القادمة .
اذاً هنالك تراكمات طويلة ، والمطلوب من الحكومة الأسراع في تنفيذها قبل فوات الأوان لعدم السماح بتدخل اجندات خارجية .
اللهم إني بلغت فشهد

Abosaif_68@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات