العيار الي ما بصيب بدوش


هدد وتوعد, ارغى وازبد, فتح عيناه وغلى الدم في عروقه, وانتفخت اوداجهُ, وخرج عن صمته بعبارتٍ قمةً في القسوة والعنف, لابل تجاوزت العنف الى حد الشتم , وطلب تحويل كل من اساء لمجلس النواب الى القضاء معتقداً أن هناك هجمةمبرمجةمدروسة عنيفة محمومة وغيرمسبوقة أو قابلةٍ للتوقف على مجلسهم الموقر, فأصابت هذه الهجمة اعضاء مجلس النواب بالدوار والترنح مطبقةً المثل القائل " الطلق إلي ما بصيب بدوش" وهذا هو حالُ نوابنا اليوم .
فاجتمع المجلس لتدارس الامر, وادلى كلٌ من اعضاء ه بدلوه , وتساءلوا عن سبب هذه الحملة الصحفية غير المسبوقة على مجلسهم من قِبل وسائل الاعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة, الورقية منها والالكترونية, لكنهم جميعاً يعلمون الحقيقه, التي لاتحتاج الى ذكاءٍ وفطنةٍ للوصول اليها.
فأول هذه الحقائق أن هناك هامشاً متسعاً من الحرية في التعبير عن الرأي لم يسبق له مثيل, وذلك بسبب انتشار المواقع الالكترونية بشكل غير معهود خلال السنوات القليلة السابقة, واجواء ما يسمى بالربيع العربي, و ثانيها ان عدد من المسؤولين السابقين تبجح بأنه قام بتزوير الانتخابات, وعزاء رئيس الوزراء عون الخصاونة سبب الاحتقان في الشارع إلى تزوير الانتخابات, فاصبح المجلس في نظر الشعب والنخبه منه على وجه الخصوص بأنهُ مجلسٌ غيرُ شرعي, وثالثها: الثقة غير المسبوقة التي مُنحت لحكومة سمير الرفاعي, حيث وُصف المجلس بمجلس "111" , ولم يعي النواب ان سمير الجد وزيد الابن وسمير الحفيد كلهم سقطوا بهبةٍ شعبيةٍ وهو ماعزز الثقة لدى المواطن بأن هذا المجلس وهميٌ كدوائرهِ الوهمية.
وجاءت قصة الكازينو والتي برءَ بها النواب حكومة البخيت من المسؤولية في حين تم اتهام وزير السباحة السابق بالقضية لتضيف الى سجل النواب خيبات جديدة كما يقول الشارع الاردني, ولم يتوقف الامر عند ذلك فالمجلس فقد نصابه القانوني عند عقد جلسة لمناقشة قضايا الخصخصة, ثم شكلت لجان لدراسة مسائل متعلقة بالفساد , تم حلها لاحقاً, وبقيت لجنةُ يتيمةُ لدراسةُ خصخصة الفوسفات, وتوصلت اللجنة الى نتائج معينةً وطالبت مجلس النواب تحويل ملف الفوسفات الى القضاء لاستكمال دراسة القضية, فصوت المجلس على البراءة وعدم تحويل الملف للقضاء مما قتل كل أملٍ للمواطن في صلاح المجلس وأهليته.
لم يتوقف الامر عند ذلك بل تعداه بأن منح مجلس النواب لنفسه والاعيان وكبار الموظفين الحاليين والسابقين جوازات سفرا حمراء إلى الابد, وطالبوا بتمرير قانون لتقاعد النواب .فاصبح لسان حال الشعب يقول لمجلس النواب ما قاله الشاعر :

ارفعوا مشاريعكم عنها قليلا ..
واملأوا أفواهكم صمتاً طويلا ..
لا تُجيبوا دعوةَ االوطن ، وَلَوْ بالهَمْسِ ..
كي لا تسلبوا أطفالنا حلما جميلا !!
دُونَكم هذي الفَضائيّاتُ ،


فاستَوْفوا بجوازكم الاحمر (غادَرَ أوعادَ) ..
وبُوسوا بَعْضَكُمْ ، وارتشفوا قالاً وقيلا !!
ثُمَّ عُودوا .. وَاتركوا البلاد لمولاها ..
فما أَعظَم بَلْواها ..
إذا فَرَّتْ مِنَ الفاسد ، لِكَيْ تلقى الوكيلا !!
طَفَحَ الكَيْلُ !!
وَقدْ آنْ لَكُمْ ، أَنْ تسَمعوا قولا ًثقيلا :
نَحنُ لا نَجهلُ منْ أَنتُم !! غَسلناكُمْ جميعا ..
وَعَصرناكُمْ !! وَجَفَّفنا الغسيلا ..
شكرأً جزيلا ..
لا البياناتُ سَتَبْني بَيْنَنا جِسراً ،
ولا فَتْلُ الإداناتِ سَيُجديكمْ فتيلا !!
نَحنُ نرجو كلَّ من فيهِ بَقايا خَجلٍ ، أَنْ يَستقيلا !!
نَحْنُ لا نَسْأَلكُمْ إلاّ الرَّحيلا !!
وَعلى رَغْم القباحاتِ التي خَلَّفتُموها ،
سَوْفَ لن ننسى لَكٌمْ هذا الجميلا !!
ارحَلوا ...
أمْ تَحسبونَ اللهَ ، لم يَخلقْ لنا عَنْكُمْ بَديلا ؟!
أَيُّ إعجازٍ لَديكُمْ ؟!
احمِلوا جوازكم الاحمر وولُّوا .. لتَرَوا ..
كيفَ نُحيلُ الذُّلَّ بالعدل عِزّاً !!
وَنُذِلُّ المستحيلا !!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات