نستعدّ في هذه الأيّام ونهيّئ أنفسنا للفرحة الكبرى، فرحة المعلمين التي لطالما انتظرناها عبر عقود خلت تخلّلها إهمال وإجحاف لكثير من حقوق المعلمين.
إننا نعيش في هذه الأيام ولادة نقابة للمعلمين ونتمنى أن تنجح وأن يتمخض عنها أشخاص علىٰ قدر المسؤولية همّهم المعلم .. حمايته ورعاية مصالحه والمطالبة بحقوقه ورقيّ مستوى التعليم إلى أعلى مستوياته.
ولكن للأسف أنّ ثمّة إرهاصات وعلامات تشير إلى تجيير النقابة لصالح فئة معيّنة لا ينتفع منها المعلمون .
إن ما يدمي القلب أن ترى أشخاصًا كانوا بالأمس ينظرون إلى اضطرابات المعلمين نظرة سلبية ونجدهم اليوم من أوائل المرشحين لتمثيل المعلمين والدفاع عن حقوقهم، وما يدمي القلب أكثر أن نجد بعض المدارس، وعلى سبيل المثال نذكر أن إحدى مدارس عمّان وبالتحديد في ماركا الشمالية تقوم مديرة المدرسة بعقد اجتماع للمعلمات أثناء الحصص الدراسية حتى يتمكّن مشرفو ورؤساء أقسام في وزارة التربية والتعليم من إبداء بياناتهم الانتخابية وتشويه صورة المرشحين من اللجان الأخرى المكوّنة أصلًا من معلمي الميدان، في حين انتزع هذا الحق من المعلمين القادمين إلى المدرسة نفسها وتمّ الاعتذار منهم بحجّة أن المعلمات مشغولات في إعطاء حصصهن الدراسية، فكيف سيتمكّن معلم الميدان من طرح أفكاره وإيصال وجهة نظره إلى زملائه من المعلمين، وهل هذا حلال علىٰ رؤساء الأقسام والمشرفين في مديريات الوزارة، وحرام علىٰ معلمي الميدان إيصال بياناتهم الانتخابية؟!!
وفي مثال آخر جُيّرت اجتماعات قسم مصادر التعلم في إحدى المديريات التابعة لوزارة التربية لصالح مرشّح القسم نفسه للحديث عن نفسه أمام الحضور (المعلمين والمعلمات) فهل يحقّ لهم طلب عقد اجتماع بغرض شخصي! وفي الميدان أمثلة كثيرة شبيهة بما ذكرنا.
إن حديثي هذا نابع من قلب معلّم مقهور في الميدان حاول إيصال رسالة إلى زملائه المعلمين والمعلمات مفادها أن هناك تضييقًا كبيرًا علىٰ المعلمين في الميدان من الخروج من مدارسهم مقابل حرية واستغلال وظيفة لفئات أخرى.
حمى الله الوطن والقائد وحفظ المعلمين والمعلمات ذخرًا لهذا الوطن

alkoshah@hotmail.com