محميات النفط .. وخليج لا يعترفون به


الآن وبعد مرور 24 عاما على الحرب العراقية الإيرانية ، عندما حارب العراق من اجل الأمة وإضعاف النفوذ الإيراني وإحباط مخططاته التي تهدف لاستعادة القوة الفارسية وبسطها على الأمة العربية .
وبعد سنتان نسى الخليج هذه الوقفة والحرب الطويلة الأمد التي ضيقت على الفارسيين، فوقف الخليج العربي ضد العراق وطالب بإنهائه وهذا ما تم إنهاء العراق ليس نظاماً فقط بل حضارة بأكملها وشعب تشتت.
كما هي العادة يفعل حكام الخليج ما يؤمرون به فبالأمس منحوا أميركا أراضيهم وجعلوا اقتصاداتهم ملكا لها ، قد أكون أخطأت عندما قلت أنهم منحوها لأميركا وأعوانها فهي لم تكن لهم من الأساس فقد كانت الشركات النفطية تأخذ الأرض التي تريد من هذا الخليج والأكثر أسفا أن هذه الشركات كانت توقع اتفاقيات لتتقاسم ارض الخليج فكلنا يعرف اتفاقية الخط الأحمر التي أعطت الحق لبعض الشركات النفطية الأخرى مشاركة الشركات الأمريكية والبريطانية للتنقيب عن النفط في الخليج ، في تلك الفترة كان حكام الخليج غارقون بالمناصب وقتل بعضهم البعض لأجل المنصب وغارقون في ما تجنيه توقيعاتهم على أوراق لايعرفون ما تحويه أو أنهم يعرفون فتلك مصيبة أعظم .
منذ ذلك الوقت وحتى الآن لا يدركون أن الغرب وأمريكا لا يسيران إلا على خطط محكمة وأهداف تسبق تفكير حكام ليس الخليج فقط بل العرب كافة ، هنا نرى الاستماتة من حكام الخليج على تسليح أنفسهم ، ضد من ولمصلحة من يسلحون انفسهم ؟ كيف يسلحون أنفسهم وهم لايملكون من الأرض سوى نسب قليلة يعيشون عليها ولا يحكمون فيها إلا على الشعب فهم محكومين - وان أصحاب هذه الأرض تلك الشركات النفطية – وكما أن هذه الأرض عليها ما يكفي من القواعد التي وضعت لحماية الشركات قبل أن تحمي محمياتهم ولا يهمهم من يديرها فإن لم ينال إعجابهم أو انه قال لا في وجوههم ، يبعثون له ابن أو أخ أو ابن أخ ليقتله ويعطى مقابل ذلك حق أن يدير تلك المحمية ، أما المصلحة فتصب لشركات السلاح التي تزيد من دخلها وتعيد عمالها وتنعش اقتصادات بلدانها التي تعاني من ضعف في هذه المرحلة .
نراهم يدفعون الملايين لحديقة حيوانات في لندن ، بينما يجمعون التبرعات لأطفال غزة قد تصل وقد لا تصل ، ويتساءل بعض الناس لماذا لا يعطي الخليج جزء ولو بسيط من نفطه للعرب وبهذا يكون قد طبق أهم تعاليم الإسلام الاقتصادية وهو التكافل الاجتماعي ؟
كيف لأشخاص تقلدوا الحكم بعد أداء القسم لأميركا وأعوانها أن يقرروا دون الرجوع لمن اقسموا ، اليوم تؤجج أميركا والصهاينة الخليج العربي من أخطار إيران على المنطقة وتدفعهم للتسليح ، ما ذنب دول الخليج إذا كانت الحرب بين إيران والكيان الصهيوني ولماذا تتخوف دول الخليج على نفط لا تنقله ولا ينولها منه شيء سوى القليل ، وكل هذا نرى أن أميركا والغرب والكيان الصهيوني يضعون اسم الخليج الفارسي على خرائطهم ، إيران التي حاربت من اجل عمل هذه الخرائط كما أن دول الخليج تركت المطالبة به أن يكون عربيا ، ومن ذلك تصريح السفير الكويتي في إيران عام 2010 عندما صرح أن هذا الخليج فارسي .
حكام اتخمهم النفط وباليت تخمتهم كانت بعقولهم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات