عندما يصنع الرجال لأوقات الأزمات الشخصية وليس لأوقات أزمات الوطن تصبح البلاد في طريقها للهاوية ، هذا أفضل وصف لما يحدث الان في ملف الفوسفات ولن ادخل في تفاصيل القصة ومن هو المسؤول ومن هو الذي عليه أن يتحمل تبعات القصة ، بل الذي يهمني هنا أن البلاد تقاد من رقبتها نحو الهاوية نتيجة للطريقة العقيمة التي يتم من خلالها إختيار من يتولى أمرها من رؤساء حكومات وبالتالي من وزراء وما يتبعها من مراكز قيادية في مفاصل الدولة ككل .
دولة البخيت عقد مؤتمره الصحفي في قلب الحكومة الاعلامي ( القصر الثقافي الملكي ) وبحضور صنيعته من الرجال ومنهم من أصبح وزير ومنهم من تقلد إدارة المركز بالتبعية الوراثية الفردية والتي ليس لها علاقة بالجينات الوراثية ، وبهذا الاسلوب الجديد من المعارك بين الرجال في الوطن نكون قد وصلنا الى حافة الهاوية ، وهنا سوف أكررها الف مرة لأننا فعلا قد وصلنا لحافة الهاوية ونحن ننظر وننتظر أن يقوم أحدهم بدفعنا سنتيمترات بسيطة للأمام كي نقع في تلك الهاوية ؟.
ما يقوله دولة البخيت لايعنيني هنا بقدر ما يعنيني هذه الحالة من التيه في الدولة الأردنية وعلى كافة مستوياتها سواء التشريعية أو التنفيذية أو القضائية ، ولنا أكثر من عام ونحن نصول ونجول في ملفات من الفساد جعلتنا نتفنن في طرق التعامل معها بداية من خيم الاعتصام وانتهاء بالمؤتمرات الصحفية للدفاع عن انفسنا ونحن محاطين برجال دولة سابقين صنعناهم بأنفسنا لساعة كهذه الساعة ، ويبقى المواطن هو الخاسر الأكبر من كل هذه المتاهة الوطنية لأنه لايزال يركض خلف رغيف الخبز وسداد فاتورة كهرباء بيته وفاتورة الماء ويجد لنفسه مبررات أن ما يحدث هي جمعة مشمشية وسف تنتهي بسرعة .
ولكن الامور أخذت منحى أخر جعل أخر هم السلطة صاحبة الولاية المواطن ، لأن حكومة الخصاونه ومجلس نوابنا سوف يلتهون لأيام طويلة في الرد على ما جاء في تصريحات حكومة البخيت من مقرها في المركز الثقافي الملكي ، وهي حكومة ممثلة فقط برجل من المالية ورجل من الاعلام ورجل من القانون ورئيس الحكومة دولة البخيت .