مـــواطـن غـــريــب!


ليت المواطن الأردني (تغليباً لا تعميماً) يقرأ و يردد و يتفهم و يحلل قول الحق تبارك وتعالى في سورة الرعد: إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ

يريد تغييراً يخالف كل قواعد الكون ، تغيير معيشته، وظيفته، مسكنه، و ربما حتى زوجته، ولكنه ..... لا يستطيع تغيير نفسه!!!

المواطن الأردني الذي يرى كل من حوله فاسدين و خونة دون دلائل، بينما لديه المعرفة و الدليل على فساده و لا يحاول إصلاح نفسه .

حاول أن تذكر اسم مسؤول رفيع أمامه لتسمع شتائم و دعوات لا نسمعها على اليهود، و لتسمع حقائق عن "المسؤول الرفيع" من المواطن البسيط تسمعها لأول مرة و حصريا .. ولي في ذلك قصص كثيرة سأروي لكم واحدة منها فقط.

كنت في أحد المجالس و ذكر اسم مسؤول يعتبر من أعمدة الوطن
فابتدأ الهجوم من عدة محاور و كان هجوماً ساحقاً، و لفت انتباهي رجل في السبعينات أو الثمانينات بشماغ أحمر و عقال مائل و مزنوك و بيده سيجارة الهيشي، فانهال بالسباب على المسؤول الذي سماه هو "حوت"، و عندما حاولت الاستيضاح عن سبب الهجوم و السباب

قال: انت يبنيي بعدك صغير ما بتعرف كيف دمر البلد هاظ !!
ثم ابتدأ يتحدث عن حقائق لم أسمعها من قبل، فاكتشفت أن ذلك "الحوت" هو سكير عربيد عميل ماسوني يعمل لحساب ال سي آي إيه و قد سرق الخزينة و هرب أموال الأردن للخارج و قضى على رموز و رجالات الوطن و نهب خيرات الدولة و استأثر بالمناصب لأقاربه و معارفه و أنه يدير عملية تهريب و ترويج المخدرات في الأردن.

قلت لنفسي: أين أنا من كل هذا؟؟؟ و كيف عرف هذا الشيخ كل هذه المعلومات و التي لا أعلم أنا شيئاً منها على الرغم من أنني متابع للفضائيات و المواقع الإخبارية الالكترونية، لا بد أن هذا الشيخ قد خدم مع ذاك "الحوت" أو في معيته. و حين سألته
صرخ الشيخ غاضباً و كأني قد اتهمته بالزنا: أعوذ بالله! و لا عمري شفته!!

فقلت لنفسي: لربما أحد أقارب أو معارف الشيخ هو من خدم مع "الحوت" فأخبر الشيخ عن فظائعه، فسألت الشيخ مرة أخرى
فأجاب: يا زلمه الله يبعدنا عنه، قرايبي و معارفي أشرف من إنهم يخدمو مع مجرمين مثله!

لم يبق لي إلا أن أفكر أن هذا الشيخ قد عمل مع جهة أمنية فاكتشف من خلال عمله جرائم ذاك "الحوت" و عندما سألته مجدداً
أجاب: يخوي أنا عندي هالأرض أحسن من كل وظايفهم، خدمت بالمدفعية 20 سنة و تقاعداتي مكفياتني انا و الحجة. كان هذا الجواب أشبه ب"سطل" من الماء البارد أريق على رأسي، إذن من أين لك بكل هذه المعلومات التي سردتها عن الرجل؟
فقال بثقة: شكلك نايم على أذانك عموه! كل الناس بتعرف! انتا وين عايش؟؟؟؟؟

فهمت المعادلة حينها، إما أن أشبع كل مسؤول سباً و شتائم و اتهامات من نسيج خيالي أو أن أكون "نايم على أذاني"

من هنا أوجه نداءً لجميع القراء الأعزاء: ابحثوا جميعاً عن مسؤول و ابدأوا بسرد حقائق و اتهامات حصرية له و "العنوا سلسفين اللي خلفوه" حتى لا تكونوا "نايمين على أذانكم"

"ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد"
"وهل يكبّ الناس في النار على مناخرهم الا حصائد ألسنتهم؟"



تعليقات القراء

منكد
أحسنت يا أخ مالك.. من أسهل ما يمكن على أي منا كيل التهم جزافا وكيفما اتفق بدون دليل أو قرينة، وهذا ما لا يصح أبدا.. فقد علمنا ديننا الحنيف أن الإتيان بالدليل هو الأصل في كل شيء وخاصة حينما يتعلق الأمر بالناس فلا يجوز التجني على البشر بأي شكل وتحت أي ظرف لأننا محاسبون على كل ما يصدر عنا من ألفاظ بنصوص الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة. شكرا للكاتب المحترم وشكرا جراسا وأكثروا من هذه المقالات الجيدة.
25-03-2012 10:43 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات