الفنانون اللبنانيون يقتحمون الدراما السورية


جراسا -

دمشق: ليس الحديث جديداً عن حضور الفنانين اللبنانيين في أعمال درامية سورية، بل بات معروفاً أن عدداً من هؤلاء بات يسجل حضوراً متزايداً في الدراما السورية كالفنانين أحمد الزين


وآلان الزغبي وبدرجة أقل الفنان بيار داغر.. وقد مهد لذلك حالة الجمود التي أصابت الدراما اللبنانية، الأمر الذي اضطر الممثل اللبناني إلى الانتقال إلى البلدين الناشطين درامياً، أي سوريا أو مصر، بحثاً عن فرصته الفنية. إلا أن الحضور اللبناني في الموسم الدرامي السوري الحالي يبدو أشد زخماً، حيث يحـــضر الفنانون اللبنانيون في عدد من المســـلسلات السورية بصفة شركاء أساسين في الحكاية لا بصفة ضيوف شرف.

في مسلسل "الدوامة" للمخرج المثنى صبح، يشارك طاقم ممثلين لبناني بلغ حجمه تقريباً ثلث ممثلي العمل، تتقدمهم الفنانة نادية حمزة (عوضاً عن النجمة نادين الراسي) التي تؤدي دور البطولة، بالإضافة إلى النجوم يوسف الخال، جهاد أندري، أليكو داوود، ميشيل أبو شقرا، روجيه صقر.. بينما تستعد الفنانتان اللبنانيتان نادين نجيم ملكة جمال لبنان السابقة ومايا نصري للوقوف أمام كاميرا المخرج نجدت أنزور لتصوير دورهما في مسلسل "رجال الحسم". وفي مسلسله الجديد "شو بيبقى من الرواية" يستعين المخرج السوري محمد زهير رجب بمجموعة من نجوم الدراما اللبنانية، منهم النجمان إلسي فرنيني وأحمد الزين. أما الكاتب خالد خليفة فيضع اللمسات الأخيرة على نص مسلسله الجديد "هدوء نسبي" الذي سيخرجه شوقي الماجري، وأعلن أن فنانين لبنانين سيشاركون فيه بأدوار رئيسية...

مهّدت طبيعة النص الدرامي السوري المفتوحة حكايته على خارج الحدود السورية، إضافة إلى ميل السوريين إلى الاعتماد على ممثلين يتكلمون لهجاتهم المحلية، كل ذلك مهّد إلى حضور لبناني واسع مبرر درامياً في المسلسلات السورية هذا العام، ففي مسلسل "الدوامة" تدور أحداث العمل بين بيروت ودمشق، وبالتالي أبطاله موزعون في البلدين، فضلاً عن أن بطلة العمل هي سورية من أم فرنسية ومقيمة في لبنان. وتتقاطع أحداث مسلسل »شو بيبقى من الرواية« بين سوريا ولبنان، حيث يصوّر بطل العمل فيلما وثائقيا عن حرب تموز 2006، ومن خلال هذه المقاربة سيكشف المسلسل آثار هذه الحرب في المجتمعين السوري واللبناني.. بينما تتناول حكاية "رجال الحسم" قصة عمل استشهادي في الأرض المحتلة في سبعينيات القرن الماضي.

ولعل في الحضور اللبناني السابق ما وافق رغبة حقيقية عند المخرجين السوريين (تلمسناها في أكثر من حوار معهم) بتطعيم نجوم الدراما السورية بوجوه تمثيلية لبنانية، تمنح المخرجين خيارات إخراجية أوسع.

يبدو الفنان اللبناني وفق هذه الرؤية، حجر رهان جديد للمخرجين السوريين من دون أن يعني ذلك أن حضوره سيكون على حساب الممثل السوري. فهنا، وخلافاً لطريقة المصريين في استقطاب نجوم عرب، لا يضع الفنان اللبناني في ماكينة الأداء السوري، ولا يدفع للتكلم باللهجة السورية، بل هو يقدم نفسه لبنانياً خالصاً حتى في الأداء، ولكن هذه المرة برؤية إخراجية سورية.

لا يمكن الجزم بعد بالشكل النهائي لحضور الفنانين اللبنانيين في الدراما السورية، ولا نعرف كيف سينعكس هذا الحضور على الدراما اللبنانية نفسها. إلا أن الأمر، إذا ما قيس بالتجربة السورية في أعمال مشــابهة، فهو يحمل إشارات إيجابية أقلها إعادة نـــجوم لبنان إلى الواجهة العربية الواســعة بعدما غيّبهم غياب الدراما اللبنانية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات