الحفار


تعاني الاشجار اللوزيه من آفة زراعية تسمى الحفار , حيث تبدو الشجرة في ذروة القها وحيويتها وازدهارها , كما ان نداوتها توحي بموسم مليئ بالخير الوفيرالذي سيعود بالرفاه وبالثمر الناضج الشهي وبالظلال و(الغبطة المتصلة) التي بشر بها الاندلسيون ونقشوها احرف على جدران قصورهم المترفه .
تتطلع الي هذا البهاء يحدوك التوق لموسم من حصاد الثمر الشهي العفي وتنتظر مستقبلا واعدا يضج بالرفاه والوعد الجميل لك ولمستقبلك ومستقبل ابناءك ومنعة وطنك , فمردود محصول الخيرسيزهر في نيسان ألأمل . تنتظر, ويطول الانتظار وتوقك يشحنك باليقين .
لكن حين تمتد يدك لتقطف ثمن الصبر والعناء والكدح والأمل تكتشف امرا" مريعا فقد سبقتك آفة الحفار ونخرت جسد الشجر وصنعت منه هيكألا متداعيه سلبت عافيته وثماره ونضارة اغصانه الغضة النديه وحرمتك ظلالة المتهدله كهدب الحوريات ومردود كدحك وعناءك وصبرك وأشواقك , سلبك ماضيك وحاضرك ومستقبلك وترك لك كيانا" آيلا" للأنهيار عند اول مجابهة مع عواصف الحياه .
تنهار احلامك عند انهيار الهياكل العفيه للشجر الذي رويته بعرق العمر وأحلامه الوارفه ويقهرك الوجع من الخراب الذي حاق بك, لكنك ستبدأ من جديد يحدوك ألأمل مسلحا" بالتجربه والوعي واسترداد مردود كدحك ونعيم احلامك المليئة بالنداوه ويقين الحق , وبالتصميم على التصدي والنضال ضد كل من يعيث بألحلم والجهد والعرق ويسلبه من صاحب الحق
عاث الحفار بجسد الأردن وطنا وحلما وتركه هياكلا" متداعيه وتنحى يرقب بتحفز ثمار جهد ابنائه لينقض مرة تلو اخرى ليسلبهم ثمار هذا الجهد .كان الوطن ناعم كوبر خوخه منيعا بأبنائة البرره رجالا" ونساء استباحته آفة نهشت فؤاده وخيراته وتركته هيكلا لايتسلح الا بعزيمه نشمياته ونشاماه وبنبلهم واصالة محتدهم وتوقهم لصناعة الغد
كيف يسطو كيان هزيل مشوه التكوين على ارث نشامى العرب وعلى كدحهم واحلامهم ومستقبلهم, كيف وقيمهم ترفض جلوس الرجال مسلوبي الحق والوعي والثروه بمجالس الرجال هي في حالة تحدي لرجولتهم وعزتهم وشرفهم وكرامتهم .
عليهم ان يتسلحوا بالوعي وتراكم الخبرة النضالية والتظامنلأسترداد الحلم المسلوب وكل ما قد يحول دون ان يختطف الحفار الوطن مرة اخرى.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات