مجرد رأي .. ختم مدور .. سارق او فاسد


عرفت جريمة السرقة منذ امد بعيد وذكرت في تاريخ الشعوب عبر الحقب الزمنية المتعاقبة ولكونها جريمة تحتاج الى عقوبة قاسيه ورادعه و لها اثار سيئة تلحق بالغ الاثر في المجتمع سنت تشريعات معينة ورادعة للحد منها وخضعت التشريعات الى اجتهادات اختلفت من مجتمع لاخر فمنهم من ذهب الى انزال اقصى العقوبات لتصل الى عقوبة الاعدام للقضاء عليها ، ومنهم من وضع تشريعات اقل صرامة منها . فقد تطرق قانون حمورابي المشهور الى جريمة السرقة ونصت مواده على قتل السارق " اذا سرق رجل حاجة تعود الى اله او قصر يُقتل ذلك الشخص ويُقتل الذي استلم المسروقات من يده " في حين نصت اخرى "بقتل السارق اذا ثبت انه يبيع مفقودات وهي ليست مفقودات "(شراء الاموال المسروقه في قوانينا الحديثه وتنص مادة اخرى على انه اذا لم يجلب صاحب المفقودات شهود اثبات على موجوداته يُقتل و اذا سرق رجل ابن رجل صغير يقتل و اذا قام رجل باللصوصية وضبط يقتل ذلك الرجل " . وهكذا نجد ان هذه المواد مشددة للغاية وصارمة بحيث لا تترك أي مجال للتهاون فيها . وقد توالت القوانين على مر الدهور حتى في عصر ما قبل الاسلام كان يتوجب على السارق ان يظهر ما سرقه ، وباستطاعة الرجل المسروق ان يعلن اللعنة على السارق ، وكان الناس يخشون اللّعان ولذلك كان السارق يعيد ما سرقه ، وكما هو معروف ان الحد لم يكن يقام على الشريف وانما يقتصر على الضعيف ، وجاء الاسلام الحنيف بالتشريع الحاسم للحد من هذه الجريمة والاسلام كما جاء في قوله تعالى (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالا مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) وقول رسول الله : انما هلك من كان قبلكم انهم اذا سرق فيهم الشريف تركوه ، واذا سرق فيهم الضعيف اقاموا عليه الحد ، وايم الله لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها " . وقال لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده ويسرق الحبل فتقطع يده " والسارق الذي يقام عليه الحد البالغ العاقل العالم بتحريم السرقة . وهناك تفاصيل حول قدر النصاب الذي تقطع به يد السارق وتفاصيل اخرى بخصوص سرقة الثمر المعلق وغيره وسرقة مال فيه شبهة ، كأن يسرق الولد من مال ابيه ، والعبد من مال سيده . وهناك كلام كثير بخصوص من يسرق اول مرة ثم يكرر السرقة فقد ورد انه في المرة الاولى تقطع يده اليمنى ، واذا سرق ثانية قطعت رجله اليسرى من مفصل القدم . وهناك اختلاف في حالة تكرار السرقة ثالثة ، وان يتم تعزيره ويحبس حتى تظهر توبته ، والتوبة شرط اساس ولكنها لا تسقط القطع ولا بد من التوبة بعد القطع . ولو تدبرنا المعاني العميقة للاية الكريمة لاكتشفنا الكثير فيها
وقد اعترض الكثير على هذا الحكم وهو حد من حدود الله تعالى واعتبروا ان هذه العقوبة صارمة جدا ، ويدعون ان عقوبة السجن كافية وكان اثر هذه الفلسفة انها لا تستند الى منطق سليم وادت الى زيادة جرائم السرقة بحيث ان السارق يسرق وهو مطمئن لا يخشى شيئا الا ذلك السجن الذي يطعمه ويقضي العقوبة التي فرضها عليه القانون الوضعي ويخرج من السجن وهو الى الاجرام اميل والى الشر اقدر
لقد اوجد الاسلام العقوبة الرادعة حقا والتي هي العلاج النافع لمعالجة هذه الظاهرة الخطيرة و بهذا التشريع يجتث الشر من اعمق جذوره وجعل من قطع اليد الردع الكابح للمجرمين ، ويكون بذلك قد نظم الحياة الاجتماعية ووضع حدا لكل التجاوزات التي من شأنها ان تقوض المجتمع والنظام العام الذي يقوم عليه ، فلم تسن هذه التشريعات الا لخدمة الامه والناس ,وبناء عليه فان معالجة افة السرقه والفساد الذي استشرى في مجتمعنا هو الاخذ بقانون حمورابي والتشريع الاسلامي , ترى لو طبق هذان التشريعان فكم نسبة السارقين سيما وانها مرتفعه خاصة في القضايا والملفات التي حولت الى مجلس النواب وهيئة مكافحة الفساد ولا ضير ان استوردت الحكومه اطرافأ اصطناعيه لتركيبها لكل من اقترف السرقه ولكنا نخشى من ان يعود السارقون ويمارسوا هوايتهم فعندها يتم بتر الايدي والاقدام الاصطناعيه فما العمل
يرى البعض وشم السارق والفاسد على جبينه بختم مدور مكتوب عليه (سارق)(فاسد)وهذا من ضمن بنود التعزير وهي اجتهاديه
وانا اعلم بانها صعبة التطبيق ولكن مجرد اقتراح فما رايكم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات