جلالة الملك .. العنف الجامعي يهدد مسيرتنا التعليمية


حين يلتقي جلالة الملك طلبة الجامعات داعيهم الى الانخراط في مسيرة الاصلاح والتطوير ونبذ العنف الجامعي مشيرا بذلك الى اخلاق الاردنيين التي ليس لها الا السعي نحو الاصلاح السياسي والاقتصادي وبناء الوطن وتقدمه ما هو الا تحذير من مدى خطورة هذه الظاهرة على المسيرة التعليمية, مؤكدا ان ظاهرة العنف هي طريق يعود بنا الى الماضي بعيداً عن التطور والتنمية كما يهدد الفلسفة والاهداف التي وضعت هذه الجامعات لغايتها في التعلم وصقل الشخصيات بالمواهب والمعارف.
العنف الجامعي يقف بالدرجة الاولى ضد تطور بلدنا ولا بد لشبابنا ان يسيروا بالطريق الصحيح مستغلين هذه المرحلة التعليمية باكتساب العلم والمعرفة والانخراط في الحوار وتقبل الرأي والرأي الآخر .
كل مواطن لديه اهدافه ورغباته, والشاب الاردني مواطن مفكر وشخص فعال يسعى الى خلق مستقبل اكثر اماناً واستقراراً, وهذا شيء لا يحدث دون التفكير بمصلحة الوطن وتطوره وتقدمه في كافة مجالاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية, والسعي الى المشاركة في تطوير العملية التعليمية بصقل هذه الشخصيات لمواهبها في الابحاث العلمية, واختلاق الجديد والمنافسة العلمية تبقى اجل واشرف منافسة من العنف المجتمعي.
بعد هذه اللفتة الملكية لشبابنا بأن يسيروا بالاتجاه الصحيح بعيدا عن الفوضى وتهديد مسيرتنا التعليمية, توقف عددا من الطلبة والمواطنين على عدة اسباب من شانها تؤدي الى خلق العنف الجامعي وهذه الاسباب لن تكون كاملة بل هي مجمل الاحاديث الحقيقية التي تكون سببا في احداث الفوضى ......
السبب الأول - غياب الكادر الاكاديمي الثقافي الذي لديه الجرأة دون خوف من تكليف الطلبة بالقيام بالمهام والواجبات والابحاث العلمية والنشاطات, والمشاركة بالاندية الطلابية التي ترفد الطالب بالمخزون المعرفي والثقافي, والتي تسهم في تعزيز المسيرة الاصلاحية للوطن, وتسير هذه المرحلة التعليمية الى صقل مواهب وقدرات شبابية قادرة على الحوار وتقبل الرأي والرأي الآخر, وغياب هذه الواجبات والتكليفات تضع الطلبة في ظل الفراغ القاتل الذي يهدم المسيرة التعليمية بالفوضى وضياع هذه المرحلة دون اي فائدة سواءً للطلبة او للوطن.
السبب الثاني – لا عقوبات صارمة بحق المخالفين والتي تردعهم عن هذه الافعال وبات اللجوء الى الواسطات العشائرية في حل هذه الظاهرة, ولا بد هنا من وضع حد لتوقف هذه الظاهرة التي باتت الشغل الشاغل في جامعاتنا في الآونة الاخيرة, والعقوبات وضعت حتى تحمي المجتمع من سلوك بعض الافراد التي تضر بالآخرين وتعرض حياتهم للخطر.
السبب الثالث – الزمالة خارج الحرم الجامعي فليس هناك زمالة خاصة وجلسات خاصة في الجامعات فهذا البيت التعليمي والمرفد التعليمي وضع لصقل المواهب والنهوض بالوطن سياسيا واقتصادياً فهناك مشاركة في التعليم, فجلوس شاب وفتاة معظم الوقت بعيدا عن اداء واجبهم التعليمي ما هو الا طريقاً لضياع الوقت وحرمان طلبة كانوا احق منهم بالدراسة وهم لا يعوون ولا يقدرون قيمة ان يحظى طالب بمقعد دراسي وغيره مئات الطلبة يتمنون هذا المقعد, ومستعدون للدراسة وخدمة وطنهم والسير الى الاصلاح الحقيقي, والغاء ذلك المعتقد الذي بات لدى البعض من طلابنا بأن جامعاتنا باتت ملتقى للعشاق او مجرد هدفا للحصول على الشهادة الدراسية بنهاية المطاف وان كان ذلك دون الاستفادة بشيء خلال هذه السنوات.
السبب الرابع – قد يكون الاختلاط غير المشروع للطلبة والفتيات خارج المسار التعليمي هو احد الاسباب التي تثير الجدل والفوضى والنعرات بين ابناء الشعب الواحد وهذا حقيقة لا بد من اصدار القوانين حوله التي تلزم الالتزام بمعايير واسس النظام التعليمي داخل الجامعات وان التعاون لا يكون الا بما ينفع العلم والنهوض بالوطن, والمشاركة الشبابية بين كلا الجنسين في المجال التعليمي تسهم في تشجيع الشباب على المنافسة والنهوض بالوطن واقتصاده الى ارقى ما يكون.
وهنا لا بد من مواجهة العنف بالقوانين الصارمة واللجوء الى ثقافة الحوار وتقبل الراي والراي والراي الآخر من كلا الاطراف بعيدا عن العنف المجتمعي واظهار الفتن, فكلنا ابناء الاردن ونعتز ونفتخر بقيادتنا الهاشمية.
واخيراً لا بد ان يكون لقاء جلالة الملك لرؤساء الاتحادات الطلابية في الجامعات اهمية في التصدي لهذه الظواهر المتمثلة بالعنف المجتمعي وخلق الفتن والنعرات بين ابناء الوطن ومدى خطورتها في تهديد مسيرتنا التعليمية.



تعليقات القراء

بالله
بالله
مشان
الله
22-03-2012 11:52 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات