قلبي قمرٌ أحمر ؟


في الثمانيات من القرن الماضي وعندما كنت أفكر بكل شيء يدور حولي سواء من خيانة أنظمة عربية لشعوبها أو تسلط قيادات سياسية فرعية على أوطانها أو فشل أية محاولة لتعريف الأخرين أنني أصلي وأؤمن بالله ولكني أفكر بشكل يساري وأستند إلى أن الاقتصاد هو الذي يسير التاريخ ، كنت أختم حواري مع نفسي بمقطع أغنية لاأعلم الأن من يغينهيا تقول : قلبي قمرٌ أحمر ..قلبي بستان .

والان سيتغنون نوابنا الكرام الحالين والسابقين وزرائنا الحالين والسابقين وأعضاء مجلس أعياننا الحالين والسابقين بمقطع أغينة تقول : جواز سفري أحمر .. ورصيدي في البنك مليان .. ويلعن راس ابو الزعلان ، وهذا الجواز الأحمر سيجعلهم يفعلون النظرية الماركسية للتاريخ من خلال جانبها الاقتصادي فقط وستجدهم يسيرون التاريخ من خلال إقتصادياتهم الخاصة التي أوصلتهم لمقاعدهم ويضيفون عليها السفر والتنقل على ظهر الجواز الأحمر ، وهذا الجواز هو الذي سيفتح لهم كل ابواب سفارات العالم وصناديق قارون من الأموال وكيفية نقلها من مكان لمكان والتلاعب بالزمن والجغرافيا كما يريدون .

قد يقول البعض أنني أضخم الأمور ولكنني هنا أقول وبكل بساطة أن إقرار قانون الجواز الأحمر كما أقره مجلس نواب أنفسهم الحالي هو محاولة لتزوير التاريخ القادم للوطن ، فهؤلاء الرجال لايريدون الخروج من عباءة المجلس من خلال تمسكهم باللقب فما بالك إذا حملوا الجواز الأحمر في جيوبهم للعمر كله ، وكونهم أصحاب فضل على زملائهم السابقون والقادمون سيكون همهم في جولات مجالسنا القادمة أن يتم وضع قانون يسمح بتوريث الجواز الأحمر للأبناء كما تورث الجنسية ، وهكذا يستمر حكم التوريث لدينا من خلال جوازات السفر الحمراء ويبقى قلبي أحمر ولكنه في النهاية بستان بعكس هؤلاء أصحاب الجوازات الحمر لأن قلوبهم أرض يباس وخالية من أية عرق أخضر حتى وإن كان هذا العرق هو ما تبقى من إشارة ضوئية سمحت لأحدهم بأن يقطعها بكل هدوء كما يقطع نوابنا ووزرائنا كل تقاليد وأعراف وأداب السياسة التي ندرسها للطلاب في مدارسنا وجامعاتنا ويبحثون عن قوانين يقروها لأنفسهم بأسرع من سرعة الصاروخ ، فعلا حان وقت الرحيل قبل ما تخبصوا زيادة في حق الوطن والشعب الذي لم يعطكم يوما صوته .



تعليقات القراء

في
(في الثمانيات من القرن الماضي ...)

انا

كنت افكر نفس الشيء

ولكن

في سبعينيات نفس القرن



وكانت

نتيجة التفكير

على حرف ال "ط"

مع عظيم مودتي و احترامي

جراسا
21-03-2012 08:39 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات