إيران وثورها الأبيض


من سيبدءبالضربة الأولى إسرائيل أم إيران ....إيران أم إسرائيل بهذه الكلمات تتناقل الصحف الغربية واقع الشرق الأوسط الجديد
مشاعر أم تحايل... دراما غربية جديدة على العرب نمطهم المعلن محاولة فك الحصار عن الشعب السوري ( دموع تماسيح ) . تتناقل الصحف الغربية وبعض العربية قيادة حركة حماس تبحث عن مكان امن غير سوريا ( كأن حركة حماس بقطاع غزه بوضع امن ) . التاريخ يعيد نفسه كلمات ردتتها الصحف الغربية أيام تشكيل جبهة الرفض العربية من سبعينيات القرن الماضي سؤال سئل كثيرا من قبل المحللين الصحفيين الغربيين آن ذاك من سيبدأ الضربة الأولى سوريا ام إسرائيل ؟؟ تناقلت لتترجم الصحف العربية فكانت النتيجة حصار بيروت وخروج المقاومة الفلسطينية عام 1982 من لبنان دون ان تطلق دولة الصمود والتصدي طلقة على إسرائيل . المتعامل مع العقلية الإسرائيلية يفهم أنها تعيش ضمن ملكوتها وتتقن نقل المعارك لخارج أراضيها بالوقت والزمان المناسب فهي موجودة أصلا من اجل بقاء الصراع بالمنطقة لا تخجل من ضرب أي بقعة بالعالم العربي او الإسلامي , وإيران تسعى لإيجاد صدى لمرحلة القرن الماضي وتقود المرحلة بمنطق التعالي مستغلة ضعف الواقع العربي الهش قبل ثورات شباب العرب الحديثة التي تحاول ايجاد قوة لها بالعالم الحديث بطريقة عفوية الذي تغذي بمقوله الهزال العربي . لم يكن الربيع العربي ميلاد لحظة أو حدث قاد الجماهير العربية للتفكير بموقعها لولا ذاك الإرث التاريخي الداكن في أعماق أعماقه , إن المتبع لما يحصل او ما حصل بالعالم العربي قد يربط الأحداث التي حصلت مع نهاية السبعينات من القرن الماضي بإيران إن الشعب الإيراني قام بكل قوة وعنفوان لمحاربة شاهم وجاليته التي اشاعت بأرضهم فساد , فكان الإنسان الإيراني يسعى بقوة إلى التخلص من ديكتاتورية الشاه ليجد نفسه بعد ما يزيد عن ثلاثون عاما بدكتاتورية ثورية تقوم على منهج إلغاء الأخر ( ديموغيا ثورية) مما جعل الإنسان الإيراني يفكر بالفرص التي كانت مع إيران ولم تكن القيادة بادراك مدى التأثير الذي قد يحصل فيما لو إن إيران استغلت تلك المواقف بل وجدها تعاونت مع الاستعمار الامبريالي الأمريكي بعد احتلال العراق عام 2003 بطريقة غير مباشرة بالرغم تنازل النظام العراقي السابق عن ارض عربستان ( موضوع الحرب الإيرانية العراقية التي استمرت لأكثر من عشر سنوات )التي هي ارض عربية أصلا كما ان الاسكندرون وفلسطين عربية إلا أن النظام العراقي وبعد فرض سلطته بالكويت عام 1990 تنازل لإيران عن الأرض العربية ( السبب المباشر للحرب ) تجنب لحياديتها او أشاركها بالحرب معه بوجه العدو الجديد الذي ادخل بثوب عربي للمنطقة . عام 1991 كانت فرصتها الاولى الا إن ثورة ايران لم تحرك رصاصة أو تفكر بإغلاق الخليج العربي ( كما تهدد حالياً ) وتم محاصرة الشعب العراقي لاكثر من ثلاثة عشرة عاما وطوال تلك الفترة كانت ايران تدك بعمق العراق إسفين التشيع مستغلة أعداد الشيعة بالعراق الذي يمثل أكثر من ثلث المجتمع العراقي . عام 2003 جاء الزحف الاستعماري الامبريالي واحتل العراق بكامل عضويتها وإنسان إيران ينظر الى حكومته الثورية التي تتعامل مع الأمر كأنه ليس ببلد مسلم , فسقطت بغداد ويزداد دعم النظام الرسمي لشيعة العراق ساعياً لاقناع المجتمع الشيعي العراقي ان معركته إظهار المذهب الشيعي و محاربة المستعمر الأمريكي ثانياً مع ان ا المجتمع العربي والإسلامي طوال الحقب الزمنية الماضية يتعامل مع الشيعة بشكل تلقائي كأي مذهب إسلامي ومع اطلالة عيد الاضحى يعدم الرئيس صدام حسين وبدء أوراق الثورة الإيرانية تحرق بالعالم العربي وبداخل إيران لاحقاً .
مع انتصار الثورة الايرانية الانسان العربي ببساطته راهن على ايران بقوة فهو ما زالت رائحة دم شهداء إيران بلبنان اثر حصار بيروت عام 1982 تشم مسكها بضواحي بيروت وزقاق المخيمات الفلسطينية , فالوضع الطبيعي أن تكون إيران بعمق الشعب العربي والذي راهن على إسلامية الثورة الخمينية دون السعي لاستعذاب أفكار الخميني او أهدافه فكل ما كان يقال أن هؤلاء مسلمون وانا يجب أن أقف معهم ولهذا تعاطف الشعب العربي مع إيران بحربها مع العراق لأنها إسلامية وفقط لو ان تلك الحرب كانت زمن الشاه من المؤكد أن المعادلة ستكون معكوسة فشاه إيران منبوذ لشعب العربي بسبب قربه ووقاحته بالتعامل مع العدو الصهيوني منذ احتلاله لفلسطين .
ثورة إيران لم تستغل هذه العواطف الداكنة بأعماق الشعب العربي بعدائها للعراق ونظامه فكانت الاعوام تمر بها مر السحاب ذهب عام 1990 وبعده جاء 2003 وبقي إصرار قادة ايران تعيش على مبدأ الصيت ولا الغنى مستغله واقعنا الرسمي العربي القائم على قوة الفساد ببناء أمم أخرى على حساب خيبة الامل للشعوب العربية وقد استغلت ايران هذه الهشاشه لصالحها . الدول العربية اصرت بقوة فسادها بناء نجاح الامم الاخرى على حساب خيبة املها وفسادها الذي أوصلها للغرق بالقواعد الأمريكية مع نهاية القرن الماضي وها هي سوريا تسمح بتواجد قاعدة روسية بأراضيها وإسرائيل القائمة اصلا على التوترات تعيش بتخمتها من جديد على دم العرب مغازلة إيران الساعية لتطبيق منهج الفاتح الإسلامي الوحيد بالمنطقة
تتناسى إيران الشعوب العربية وإصرارها التعامل مع الموقف الرسمي ضمن بوتقته الضعيفة افقد إيران هيبتها بالمنطقة وكان إصرارها بشطب الأخر كون منها عدو بالباطن ويظهر موقفها جلياً بوقوفها مع النظام بسوريا الذي يتفنن بشكل يومي بقتل الشعب السوري وحجة انه نظام وطني يقف بوجه الامبريالية والصهيونية العالمية متناسية كعادتها حقيقة هذا النظام وانه لم يفكر بإطلاق رصاصه واحده من أراضيه إلى الجولان ألمحتل من أراضية منذ 1973 والى الان .
فعناق النظامين السوري والإيراني أمسى الشباب العربي والإيراني يعيش بحيرة جديدة
فطوال العقود الأربعة الماضية والشعوب العربية تعيش بحيرة من أمرها بتركية النظام بسوريا ( الذي تحالفه إيران بقوة ) فهو يعيش بحالة الانفصام يحارب الامبريالية بإعلامه وحليف لها بالباطن بهدد بالكلام وفقط بالرغم من ضرب أراضيه أكثر من مرة من قبل إسرائيل وإعلامه يردد : -
سيكون رد سوريا بالزمان والمكان المناسب ؟؟؟؟ ...؟؟؟
كلامه لا يجد مكان إلا بأعماق بمياه نهر بردى او دجلة والفرات وأحيانا كثيرة لا يسمع إلا صوت رصاصته بنهر العاصي ليكون الهدف الإنسان السوري وفقط
وهذا يسوق للقول ان إيران تصر على تعنتها لتسوق بنفسها على الخسارة الثالثة بالمنطقة العربية متناسيه المثل القائل (أكلت يوم أكل الثور الأبيض وتتطاير الدعم المالي لأهل غزه )



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات