اللي يرافق الـ .. بشيل هدومها يا باشا !!!


لم نتفاجأ بالرقم الذي ذكره عطوفة مدير الأمن العام حول تكلفة الانفاق المتزايدة المتزامنة مع الحراك الإصلاحي في الشارع الأردني، فالـ 28 مليون دينار التي ذكرها ستكون جزءاً يسيراً في فاتورة عالية الرقم إذا ما استمر النظام برعاية الفاسدين وبعدم الجدية في التعامل معهم، وكما يقول المثل ومعظمكم يعرفه "اللي برافق الـــ.... بده يشيل هدومها"، لهذا على الخزينة أن تحتمل هذا الإنفاق وعلينا أن نقبل به لأنه مهما يكن يبقى أسهل بكثير من دفع الفاتورة دماً وأرواحاً بريئة.
رجل الأمن الذي نعتز به هو ابن الأردن، وإذا بلغت الفاتورة 28 مليون دينار سنوياً، بالتأكيد هناك جزء كبير منها مرتبات لأفراد قوات الأمن، لا بأس، "زيتاتنا على طحيناتنا" والأولاد بحاجة إلى وظائف وهذا أفضل بكثير من ذهاب هذه المبالغ لبلاعة الفساد التي لا ترتوي. لأنه إذا لم ينفق هذا المبلغ هنا سيجد من ينهبه من لصوص الوطن.
فنحن وكما أسلفت نعتز برجل الأمن الذي يستظل الشمس في صيفه والغيم والمطر في شتائه حرصاً على بنيان وطننا وسلامة أبنائه. ورغم أن تكشيرة رجل الأمن واضحة جلية لا غبار عليها، وهي جزء من الهوية الأردنية التي استنسخت عبر أجيال، إلا أننا نحترمه ونعلم أنه يقوم بواجبه خير قيام خصوصاً فيما يتعلق بالقضايا الجرمية والقضايا الجنائية بشكل عام والخدمات على الطرق.
نحن لا خلاف لدينا كإصلاحيين مع رجل الأمن، كما نعلم تمام العلم أن رجال الأمن يريدون الإصلاح، ويريدون التغيير لما هو خير بلدهم، كذلك نعلم علم اليقين أن عباءة الوطن هي التي يلتف بها رجال أمننا الأوفياء، لهذا أود أن أهمس في أذن عطوفة مدير الأمن العام بأن لا يسيّس الجهاز، وأن يبقيه جهاز أمن يسهر على راحة المواطن وأمنه وأمن الوطن.
الحراك الإصلاحي الأردني سلمي، والنظرة لرجل الأمن تفاؤلية وأخوية، لكن هناك من يدفع ببعض أفراد هذا الجهاز إلى الشارع بصورة خاطئة، ويعطيهم التعليمات التي لا تخدم المصلحة العامة. فتحريك البلطجية والزعران هو الذي أضر برجل الأمن ورفع قيمة الفاتورة، وجعل من رجل الإصلاح متهماً بينما من يطعن ويحطم ويكسر ويهاجم من "شلل الزعران" هم أصحاب حق، لهذا وقع رجل الأمن ضحية بين هؤلاء وهؤلاء.
دعوني أسأل عطوفة مدير الأمن العام، قمتم باعتقال عدد من شبان الطفيلة إثر أعمال الشغب الأخيرة، فهل اعتقلتم شخصاً واحداً في قضية حرق مقر حزب جبهة العمل الإسلامي في المفرق؟ هل اعتقلتم "بلطجياً" واحداً ممن هاجموا الحراكات والتظاهرات؟ أنا لم أقرأ أي خبر حول هذا، إلا إن كنتم تحيطون الأمر بالسرية والكتمان.
وهنا يحق لي التساؤل: هل مقرات الحكومة هي أكثر حرمة من مقرات الأحزاب وسلامة المواطنين؟ دعني أجيب "عطوفتك" ؛ في المنظور الأمني، كلها أموال البلد، وكلها أموال الشعب، والاعتداء عليها اعتداء على أمن البلد، وفي المنظور الأخلاقي كل ما ذكرت هو من صميم عمل رجل الأمن، إلا أن هناك تقصير واضح، ليس من رجل الأمن، وإنما ممن سيسوا رجل الأمن.
ثم هل لو ارتكب مواطن سرقة من بيت جاره أو من مؤسسة حكومية نختلف في تسميتها؟ بالتأكيد لا، وحينما يمثل السارق أمام القضاء سيعاقب بتهمة السرقة، فلماذا هذا التشنج فيما حدث في الطفيلة بينما لا أحد يتحدث عن الذين أصيبوا بحجارة البلطجية وطعناتهم. كلها جرائم يا عطوفة الباشا أليس كذلك؟ لهذا نريد أن نرى جهاز الأمن العام محايداً يحفظ الأمن ويضرب بقوة كل من يسيء لأردننا بغض النظر عن مكانة ذلك المسيء.
يا عطوفة المدير، الحراك الإصلاحي هو امتداد لضمير والدك المرحوم هزاع المجالي الذي أحبه الأردنيون لرجولته ووفائه، وهو امتداد لدم وصفي التل، كما هو ضمير حي في كل مواطن يحب الأردن. إن معاداة الحراك الإصلاحي لن يصب إلا في مصلحة من سرقوا البلاد ونهبوا خيراتها على مدار العقود الماضية، وعلينا أن نشكر كل من يساهم في الدفع بعجلة الإصلاح، كما علينا أن نحميهم من خطر الخارجين على أمن وطننا وشعبنا ومكنوزنا الوطني العظيم، وهذا هو دوركم إن أردتم أن تكونوا مهنيين وتتعاملوا مع الحدث وفق معطياته وحقائقه، لا وفق أجندة مسيّسة من قبل بعض المنتفعين من الحيتان وأسماك "الدينار" التي تبتلع حتى الحديد والفوسفات والكيماويات وحتى المصارف الصحية.
يا مدير أمن بلدنا، هي نصيحة أضعها اليوم أمامك إن كنت تقرأ ما أقول، كن محايداً ولن نلومك في مهامك وعملك، لا تخش الفاسدين ولا تخش أياً كان، وليكن الأردن قبلة وطنية نتجه نحوها في كل أعمالنا وحراكاتنا. ارفض أن تكون للسياسي، وارفض أن تكون لمن يريد أن يركب موجة الوطنية ممن باعوا البلاد. الوطن بحاجة لوقفة حرّة من رجال الأردن الأحرار، ولن ندعه للنهب حتى لو صارت الفاتورة مليارات الدولارت، بل نفدي الوطن بأرواحنا.
هذا هو سبيل الإصلاح، وهذا هو طريقنا نحو استعادة بلادنا، فمن شذّ عن الطريق ليس منّا، وإذا خيرنا بين الصفوف، فها نحن في صف الوطن نفديه ونفديه ولتكن التكلفة ما تكون. ومن أراد أن يكون في صفوف الفاسدين فليفعل وكما يقول المثل "اللي بده يرافق الـ ..... بده يشيل هدومها.
عاش أردننا، عاش الإصلاحيون، عاش رجل الأمن الحر النزيه، وحنا رجالك يا أردن.



تعليقات القراء

سياج المجالي
العنوان رائع ويكفي ولاداع للتفسير وهو خير رد على من يقبل ...
16-03-2012 10:42 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات