حين يفتح تاجر بقاله ويزج فيها ببعض أصناف السلع التموينية الفاسدة و المتداولة بقوة بين الشعب الأردني كالجميد والسمن البلدي والشراك يدرك تماما بأنه مهما وضع من محسنات سيكتشف أبسط مواطن أردني بأن اللبن والسمن (مغشوش وغير صالح ) فذوقنا لا زال سليم وان جاء الكاتب اساف بمقال نشره في يديعوت أحرانوت ودس السم فيه سيكشف بأن ذوقنا سليم والحمد لله وأن الهجمة الشرسة التي تشن على الأردن وقيادته الهاشمية ستتحطم على عتباتنا ...تناول الكاتب الإسرائيلي الوضع الأردني وشرع يحلل حيث يقول: الوضع الداخلي في الأردن مهزوز والحكم الملكي بدأ يضعف والقبائل انسلخت شيئا فشيئا عن دعم الملك وانضوت في حزمة المعارضة والمدن الكبيرة المكتظة في السكان من أصول فلسطينية تنالها الخدمات والمدن في المحافظات من أصول أردنية مهمشة ويسهب في دس السم في السمن والجميد ويكرر بأن الأردن علاقته ضعفت مع إسرائيل وكأنه يحمل بوقا ليصل لمسامعنا ويحرضنا على الانخراط في الحراك الشعبي والتخلص من النظام حيث غاب عن ذهنه بأن (صمام الأمان للأردن بكافة المقاييس هو الملك) حتى لو نسج بصوف من جلد خنزير خيوط لا يفلح في قلب الحقيقة فالدين عندنا هو الدين لا يتزعزع والثوابت باقية والأردن قوي فالعزف على نغمة الإسلام ليتراقص عليها اساف مقتولة ونشاز فالزج بنا لساحة المعارضة يدخل دائرة الوهم اليهودي الذي يطل علينا كل يوم بتقرير يؤجج للنيل من الملك والواقع المر بأنهم لا يزالون يضحكون علينا بحفنة من الأكاذيب التي يحكمونها وتخر منها المياه ترشق وجوههم وتبين زيفهم في أحد التقارير الإسرائيلية أطل علينا الباحث التاريخي اليهودي يقول ان أكذوبة ارض فلسطين واضحة المعالم فهذه الأرض يهودية زرعناها بشجر الزيتون المبارك ونسوق زيتنا المغموس بالرحمة والمتعارف عليه عالميا المحفوف بالديانة اليهودية فالفلسطينيين جاؤا محتلين عبر مخططات عالمية لتنغيص حياتنا وطمس تاريخنا واليوم يطل علينا الكاتب المرموق اساف يخاطبنا وكأننا لا زلنا نتلقى التعليم الابتدائي في الكتاتيب وغاب عن ذهنه بأن المواطن الأردني من أصول أردنية وفلسطينية أصبح قادرا على تميز الغث والسمين وإجادة التحليل والتعرف على مكامن الخطر القادم من مقالات معدة في المطبخ الإسرائيلي كقنابلهم التي تهاجم الإخوة الفلسطينيين في أرض فلسطين.