موازنة 2012 .. عقبات وتحديات


بعد إقرار مجلس الأمة الموازنة العامة للدولة لعام 2012, تحوم العديد من التسأولات حول هذه الموازنة ومنها :هل الحكومة قادرة على تطبيق بنود هذه الموازنة دون الحاجة إلى أية تجاوز بعض بنودها ؟,وهل ستضطر الحكومة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة إلى إصدار ملاحق بالموازنة نتيجة لزيادة المصاريف و الإنفاق الجاري؟,وهل أخذت الحكومة بعين الاعتبار حجم المساعدات والمنح الخارجية بشكل دقيق؟.

الحكومة الحالية وفريقها الاقتصادي يواجه العديد من التحديات الداخلية والخارجية التي بدأت تشكل عقبات حقيقية أمام الموازنة العامة للدولة لعام 2012 ,والتي بدأت ملامحها جلية في بداية هذا العام, ومن أهم تلك العقبات:-الانقطاعات المتكررة والمتوالية في أنابيب نقل الغاز المصري,والذي يشكل الشريان الرئيسي لإنتاج الطاقة الكهربائية في الأردن, الأمر الذي اضطر الحكومة إلى رفع أسعار الكهرباء في بداية هذا العام ,ثم ما لبثت الحكومة إن علقت العمل بالتعرفة الكهربائية الجديدة نتيجة للضغوط الشعبية والنيابية ,كما كانت الحكومة تنوي تحرير أسعار المحروقات في مطلع شهر نيسان المقبل لمواجهة الارتفاعات المتوالية في أسعار النفط عالميا, و وصولها إلى أكثر من 120 دولار للبرميل لخام برنت,وعادة مرة أخرى وعدلت عن قرارها بتحرير أسعار المحروقات إلى أجل غير مسمى, بالإضافة إلى الارتفاعات العالمية في أسعار الغذاء وخاصة القمح وما يترتب عليه من زيادات في حجم الدعم المقدم للمواد التموينية,وأخيرا الزيادات في رواتب العاملين والمتقاعدين المدنيين والعسكريين التي تجاوزت كلفة زيادتهم 300 مليون دينار والرقم مرجح إلى الارتفاع إلى أكثر من ذلك بكثير في ضوء الاعتصامات والإضرابات المتوالية من كافة الأطراف, هذا كله من دون احتساب النفقات والمصاريف التي تذهب هدرا والتي تشكل جزء كبير من المشكلة.




إن مواجهة تحديات بمثل هذا الحجم ليس بالأمر السهل ,ويحتاج إلى الكثير من العمل,ومن ضمن الخيارات المطروحة حاليا, الاستعانة بالمساعدات الخارجية وخاصة الخليجية لتغطية عجز الموازنة والتي من الممكن إن تكون مرتبطة ببعض التنازلات....,كما يمكن زيادة حجم الإيرادات من خلال زيادة تحصيلات ضريبتي الدخل والمبيعات ,عن طريق رفع الضرائب على بعض السلع الكمالية ورفع الإعفاءات عن سلع أخرى غير الضرورية,كما يمكن رفع ضريبة الدخل على كبرى الشركات والبنوك,والتشديد على مكافحة التهرب الضريبي وتغليط العقوبة على من يثبت تهربه,والسعي الجاد إلى ضبط الإنفاق والمصاريف الجارية على كافة قطاعات الدولة المدنية والعسكرية,والبحث عن مصادر دخل جديدة, دون المساس بالطبقة الوسطى والفقيرة.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات