حرية تعبير أم تعهير وتدمير .. ؟


- بين حرية التعبير كحق دستوري وبين تعهير الوطن وتدمير منجزاته بون شاسع ، بين المطالب السياسية ، الإقتصادية والإجتماعية بطرق سلمية وحضارية ، وبين الإعتداء على رجال الأمن وطعنهم بالسكاكين، وتكسير وحرق الممتلكات العامة والخاصة ، تحت أي عنوان يصبح الأمر بحاجة إلى وقفة تأمل ، بحث وتفتيش لمعرفة خلفيات الفاعلين وماهية الأجندات التي تحركهم ، وبالضرورة تقديمهم للقضاء، خاصة في بلد كالأردن تحرص فيه الدولة وأجهزهتها الأمنية ، على إتباع الأمن الناعم في التعامل مع الحراكات الشعبية ، حتى في بعض الحالات الخارجة على القانون ، والمتجاوزة على الأعراف والتقاليد الأردنية ، التي ما تزال بمطلقها تؤكد حرص الأردني على منجزات الوطن ، إلا من نفر هنا أو هناك يسوقهم الجهل أو ينفذون تعليمات جهات تسعى إلى إشاعة الفوضى في المملكة ، وهنا يستوجب التحقيق والوقوف على الحقيقة ، كواجب وطني لا يجوز لعاقل أن يرفضه أو يقف ضده .
- من هم رجال المخابرات العامة ، الأمن العام ، الدرك والدفاع المدني ، وهل بينهم مستورد ، خائن ، عميل ويعمل ضد الأردن وأهل الأردن...؟ ، أليسوا جميعا أبناء ، أشقاء وآباء لكل أردني وأردنية ، وهل في الأردن أقليات من طوائف ، مذاهب ، قوميات وأعراق تتحكم وتستأثر بالقوات المسلحة والأجهزة الأمنية ، تقمع وتقتل على الهوية ، كما نشهد ونسمع في غير مكان حولنا...؟
- لكن ، وأنا مسؤول عن هذه أل لكن المؤسفة حتى المرارة ، أن بعضا من شبان الوطن الأبرياء والمحقين في أغلب الأحيان ، في حراكهم الإصلاحي أو المطالبي، فيما يتعلق بالبطالة ، محدودية فرص العمل ، ضيق ذات اليد وأحيانا الفقر ، هم ضحايا لأشخاص أو مجموعات مؤطرة في أجندات غير أردنية ، ولا تمت للأردن والأردنيين بأية صلة ، وإن كان هؤلاء بحكم الدستور ، القانون والتاريخ وتسلسل النسب ولدوا أردنيين ، لكنهم شبوا عن القاعدة الأردنية كشواذ ، فذهبوا إلى أبعد مدى كشياطين فتنة ، يتلاعبون بعواطف الشباب ويستغلون ظروفهم المعيشية وحاجتهم للعمل ، لإخراجهم من بوتقة القيم الأردنية الأصيلة ، لتحويل غضبهم وحمأتهم على واقعهم الصعب إلى أدوات تخريب وتدمير للمقدرات الوطنية ، وإلى عداوات مع أشقائهم في الأجهزة الأمنية ، ومن ثم يزداد الأمر سوءاً عندما يذهب أحدهم بوعي أو بغير وعي ، إلى إيذاء الذات الأردنية بالتطاول على مؤسسة العرش ، وعلى جلالة الملك شخصيا ، وهذا يُشرّع السؤال حول نوايا المخططين لهكذا خطاب ...! ، ولحساب من يعملون ...؟ ، وماذا يريدون...؟
- صحيح أن الدولة الأردنية لا تفرض رسوما جمركية على الكلام ، ولا يُضيرها تغليث الأمعاء مما يردده بعض الإمعات ، الذين تُعَبَأ أدمغتهم بالأوهام ، لكن ونحن في أتون النيران المشتعلة ، في سورية ، العُراق ، غزة هاشم وما تؤشر عليه أوضاع الإقليم من تداعيات خطرة ، قد تُشعل حروبا وإختلالات أمنية وإقتصادية مُرعبة ، فإن الحالة الأردنية لم تعد تحتمل أية مهاترات ، ولم يعُد مقبولا الخلط بين حرية التعبير ،الذي يمارسه سلميا الوطنيون العقلاء في سعيهم الإصلاحي والمطالبي ، وبين التدمير والتعهير الذي تمارسه فئات بتحد سافر للقانون ، لأجهزة الأمن وحتى للعرف والتقاليد الوطنية الأردنية .
- لم تكن البذاءَة والتطاول ولن تكون سمة أردنية، ولن تسمح الوطنية الأردنية بتخريب ، تكسير وحرق ممتلكات الوطن الرسمية والشعبية ، وقد يُبدي الأردني عتبا شديداً على مؤسسة العرش ، من منطلق ثقافة أردنية تقليدية ، تتمثل بشعور كل أردني أن جلالة الملك له ، أبا ، أخا ، صديقا وملاذه الأخير ، لكن ليس لأردني عاقل أن يسمح لنفسه أو لغيره ، الدفاع عن البذاءة والتطاول ، عن التخريب والتدمير ، إستفزاز الأجهزة الأمنية والإعتداء عليهم وطعنهم بالسكاكين ، وإدراج هكذا ممارسات نشاز تحت بند حرية التعبير ، فأي تعبير هذا يذهب بنا إلى تقويض هذا الوطن الأعز ...؟ .
نبيل عمرو-صحفي أردني
nabil_amro@hotmail.com





تعليقات القراء

سلمان
لازم الدولة تفعّل القانون ، وما بجوز الخلط بين الحراك الاصلاحي وبين مظاهرات واعتصامات البلطجة والغريب ان كتير ناس بطالبوا الافراج عن معتقلي الطفيلة وهم طعنوا شرطي وكسروا السيارات وهاجموا الامن والدرك
13-03-2012 06:03 PM
طفيلي
الطفايلة ما هم ضد سيدنا ، بس ما بصير تكميم افواه واهل اللي طعن الشرطي سلموا للامن
13-03-2012 10:57 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات