المملكة والحديقة


عندما خلق الله تعالى الخلق ميَّز كل مخلوق بأسلوب معيشته وأعطى كل مخلوق طريقةً في العيش تتناسب و طبيعة خلقِهِ , والبشر من المخلوقات التي لا يتناسب معها إلا العيش بأسلوب وطريقة حياة المملكة , التي تقوم بتنظيم أسلوب العيش على مبدأ التعاون والتّحابّْ , وعلى أسلوب الرحمة والتفكير بالآخرين.

فعلى سبيل المثال هذه مملكة النمل التي تتعاون صيفاً لنقل الطعام الى بيتها التي تعيش فيه لتأكله في الشتاء , وهذه النملة التي تنتمي لمجموعة المملكة والتي اتسمت بالرحمة توصي وتحذر زميلتها في نفس المملكة التي تعيش معها فيها بالقول:"حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا ايها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنَّكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون" النمل 18 , فالنملة تحذر ابنة مجموعتها وتشفق عليها وتتصف بالرحمة تجاهها حتى لا تتحطم وتموت ,وهذا ما يميز من يسكن في مملكة تضم الناس بمنظومة ورابطة واحدة ,يُفرح الجميع ما يُفرح الواحد ويُحزن الجميع ما يُحزن الواحدو والعكس ايضا أي ان الواحد يفكر بالجميع ويشعر معهم .

وفي مملكة النحل يكون العمل والبناء والعطاء دون كلل او ملل ,ودون توقف او اتكال على الغير , بل الكل يعمل ويتسابق للعطاء والنتيجة انتاج العسل والشمع اللذان يعتبرا شفاءً وغذاءاً ومصدراً للجمال وكل هذا ياتي لأن العيش بأسلوب ونظام مملكة تضم الجميع تحت لوائها لا عنوان لها الا التعاون والرحمة على افراد المجموعة ,قال تعالى:"واوحى ربك الى النحل ان اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون ,ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف الوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لأيةً لقوم يتفكرون"النحل 68 و69, في الآيات دعوة من الخالق للعيش بنظام مجتمع فيه العيش المشترك في بيوت واماكن محددة ثم العمل للعطاء وبذل الخير والجمال وان هذا الاسلوب في الحياة فيه العبرة للمتفكرين والمتبصرين لما يعود بالخير والبركة على جميع افراد المجموعة.

وأما العيش بأسلوب الحديقة فهو الفردية والأنانية والافتراس , حيث تجد في حديقة الحيوان التي تضم الاسد او النمر حتى لو كان حرا في الغابة تجده فرديا ,أينما وضع عينه يضع يده , ويفترس ويبطش ولا يهتم بغيره , لا يرحم , اناني يفكر كيف يقتل وياكل , والمهم نفسه , وباقي الافراد في مجموعته لا يلتفت اليها مادام انه بخير .

المطلوب أن نلتفت كبشر الى أسلوب حياتنا ولنتذكر أن المطلوب منّا أن نعيش في نظام حياة المملكة التي تتسم بالتعاون والرحمة والتفكير بمن يعيش معي من الآخرين وأن لا نعيش بنظام الحديقة التي تتسم بالفردية والبطش!!!!!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات