التاريخ يعيد نفسه : الاب الشهيد المجالي ونجله الفريق


بتاريخ 15/ 12/ 1955 شكل دولة الشهيد هزاع المجالي حكومة اردنية في ظروف صعبة ، حيث كانت الحكومة البريطانية وبدعم من الادارة الامريكية تمارس ضغوط شديدة على الاردن لادخاله في حلف بغداد ؛ وهو حلف كانت بريطانيا وامريكا تحاولان تشكيله ليضم كل من العراق وتركيا وباكستان والاردن، وذلك للوقوف في وجه ظاهرة المد الشيوعي في المنطقة العربية ،فعهد جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال للرئيس هزاع المجالي بتشكيل الحكومه في الظروف الصعبه، فأعلن صراحة بقبول تشكيل الحكومه من منطلق الولاء للقياده الهاشمية فكان صادقا مع نفسه مؤمنا بخدمة المواطنين واضعا نصب عينيه مصلحة الاردن العليا ، فكان مقتنعا بأن من مصلحة الاردن دخول حلف بغداد، ولكنه أكد في ذات الوقت أنه لن يتصادم بأي شكل من الاشكال مع أراء ومشاعر ورغبات المواطنين اذا أصرت أغلبيتهم على رفض دخول الاردن في حلف بغداد، فتعهد بأنه سيتخلى عن رئاسة الحكومه اذا صوتت الاغلبيه في المجلس النيابي ضد ذلك باعتبار ان موقفهم يمثل الشعب الاردني .


وعلى اثر دخول الاردن حلف بغداد عمت مظاهرات صاخبة في العاصمة عمان وفي سائر مدن الضفتين منددة بحلف بغداد ،وشاركت جميع القوى والاحزاب الاسلامية والقومية واليسارية في تنظيم وقيادة المظاهرات ،وعندما تفاقمت الاوضاع وازدات الاحتجاجات مارس الفريق كلوب باشا الذي كان قائدا للجيش والشرطة ضغوط كبيرة على الرئيس هزاع المجالي من اجل قمع المظاهرات بالقوة بما في ذلك استعمال الرصاص الحي، فرفض الرئيس المجالي بشدة تلك الضغوطات مؤكدا انه يرفض رفضا قاطعا وتحت اي مبرر ان يكون سببا في اراقة قطرة دم من اي مواطن اردني ، بسبب ذلك ولما راى المجالي ان اغلبية المواطنين ضد دخول الاردن حلف بغداد بالاضافة الى غالبية اعضاء المجلس النيابي إحترم رأيهم وتوجه على الفور الى اذاعة عمان والقى كلمة تاريخية اعلن فيها انه حرصا منه على امن الوطن وسلامة المواطنين يتقدم بأ ستقالته واستقالة حكومته لجلالة الملك المغفور له الحسين بن طلال وكان ذلك بتاريخ 20/12/1955 اي بعد خمسة ايام فقط من تشكيل حكومته ، فسطر بذلك اروع الملاحم في التضحية والفداء وإحترام الرأي وحب الوطن .


وهاهو التاريخ يعيد نفسه مع نجله الفريق الركن حسين هزاع المجالي الذي عهد اليه جلالة الملك عبدالله الثاتي بتسلم منصب مدير الامن العام بتاريخ 10/5/2010 لأهمية هذه المرحله وذلك استنادا الى ماضيه المشرق وسيرته الحافلة بالعطاء وزاخره بالانجازات منذ بداية خدمته بالقوات المسلحة بتاريخ 23/1/1982، فتبؤ مكانة عظيمة في فترة تاريخية من تاريخ الاردن، لنشرالأمن والطمانينة في ربوع الوطن واضعا نصب عينيه مصلحة الاردن العليا كماهو والده، فمنذ بدء الحراكات الشعبية التي عمت المملكة من اقصى الجنوب لاقصى الشمال وبناء على توجيهات جلالة الملك، سارع عطوفة حسين المجالي مدير الامن العام بوضع استراتيجية أمنية شاملة ضمن رؤية واضحة وخطط وبرامج عمل مدروسة ،لبث الامن والطمأنينة في نفوس المشاركين بالمظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات ، فأشرف عليها شخصيا وبصورة مباشرة ايمانا منه بحرية المواطن في التعبير عن رأيه وفي ابداء وجهة نظره تجاه الاحداث والمواقف ضمن سيادة القانون ، فاستطاع بكل مهنيه وحرفيه وحسه الامني التعامل مع الاحداث الامنية القائمة ومع الظروف المستقبلية المحتملة ، فكان لهذه الاستراتيجية التي اطلق عليها عطوفة الباشا ( الامن الناعم في التعامل ) دور كبير في حماية الارواح والممتلكات ومكنت المواطنين من التعبير عن ارائهم تحت مظلة امنية وفرت اقصى درجات الامن والطمانينة في نفوس المواطنين ، فساهمت تلك الاستراتيجية بفضل لله تعالى بعدم اراقة الدماء او وقوع مواجهات بين رجال الامن والمشاركين بالحراكات الشعبية على اختلاف أرائهم ، وأثبتت وعي الاردنيين وادراكهم العميق لمسؤولياتهم الوطنية تجاه الوطن فكان المشهد الاردني خلال هذه الحراكات في أرقى تجلياته وتعبيراته الحضارية التي عكست المدى الواسع لهامش حرية التعبير ضمن أجواء أمنيه مريحة فأصبحت هذه الاستراتجيه مرجعيه لكثير من دول العالم .


نعم التاريخ يعيد نفسه رجل من رجالات الوطن كان هاجسه خدمة الوطن والمواطن قضى شهيدا بخدمة وطنه ذو شخصية بطولية تركت ورائها ذكر عطر وماضي زاهر وارث مشرف رحم الله البطل شهيد الوطن والواجب دولة هزاع المجالي وحمى الله نجله بطل الامن والامان عطوفة حسين هزاع المجالي الذي قاد سفينة أمن الوطن في بحر الاحداث الى بر الامان رغم تلاطم الامواج العاتيه فكان العنوان الاسمى امتداد طيب لغرس طيب اجتمعا على حب الوطن والتضحية في سبيله .

الحمد لله الذي هيأ لهذا الوطن الغالي من يسهر على امنه واستقراره ويحافظ على مكتسباته ومقدراته تحت ظل صاحب المسيرة جلالة الملك عبد الله الثاني .




تعليقات القراء

مجالي
نعم خير خلف لخير سلف رحم الله دولة الشهيد هزاع المجالي وحمى الله نجله الباشا حسين المجالي
11-03-2012 11:16 AM
ضابط أمن
الامن والاستقرار عاملان مهمان لمقومات اي دوله في العالم لذلك لابد من وضع الرجل المناسب في المكان المناسب
11-03-2012 11:21 AM
بلقاوي
استراتجيه الامن الناعم في لتعامل استراتجيه ناجحه نتمنى ان تستمر حتى وصول سفينة الامن الى بر الامان
11-03-2012 11:27 AM
ابن وطن
من قراءة المقال يدل ان الكاتب جزاه كل خير لديه خبره ومعرفه بتاريخ الاردن وذلك من خلال سرد الاحداث التاريخيه في عام 1955 فكل الشكر للكاتب
11-03-2012 11:32 AM
غيور
مرحله تاريخيه تتطلب فيها ان يكون الامن في أعلى جاهزيته نشكر الكاتب
11-03-2012 11:34 AM
طفيلي حر
رجل دوله الشهيد هزاع المجالي همه كان مصلحة الاردن العلياونجله يسير على نفس الطريق حمى الله الاردن وشعبه وفائده
11-03-2012 12:06 PM
من ابو ظبي
استراتجية الامن الناعم في التعامل ناجحه بكل المقايي وكل اهل الامارات يتحدثوا عنها لانها استراتجيه امنيه صحيحه شكرا للكاتب على هذا المقال القيم
11-03-2012 12:27 PM
رمثاوي
استراتجية الامن الناعم استراتجيه صحيحه والكاتب عندما كان مدير شرطه للرمثا قام بتطبيقها بكل اقتدار ليت الزمان يعود يوما...
11-03-2012 12:31 PM
ابن عجلون
الله يحمي الاردن وشعبه ويجعل البلد واحة امن واستقرار مقال يربط الماضي بالحاضر خير سلف لخير خلف
11-03-2012 12:35 PM
ضابط سابق
ربط الماضي بالحاضر من خلال هذا المقال يدل ان الاحداث متواصله من حيث السياسه والاقتصاد والوضع الاجتماعي الله يديم الامن
11-03-2012 12:57 PM
السيد المحامي ابراهيم وماذا عن دور ضباط وافراد الجهاز
لا ينكر أحد دور الباشا ولكن الدور الرئيس والمحوري يعود الى كفاءات ضباط وافراد الامن العام بنسبة 99و99% يعني يجب التركيز على ان النجاح يعود لمؤسسة الامن العام وشكرا
11-03-2012 01:23 PM
الى رقم 11
ليس دفاعا عن الكاتب ولكن المقصود جهاز الامن العام والباشا يمثل الجهاز فلا احد ينكر جهود نشامى ونشميات جهاز الامن العام وشكرا الى رقم11 على هذا الحس الامني
11-03-2012 01:58 PM
الى رقم 12
كل الشكر على تعليقك المفيد والهام جدا وتوضيحك في مكانه انا من خلال فقرات المقال لم أجد كلمه او جملة واحدة لضباط وافراد الامن العام او ثناء على مهنيتهم العالية وانا اعرف انهم من خيرة ابناء الوطن على الدوام وأغلبهم يقدمون مصلحة الوطن على مصالحهم وحتى والله ان احدهم يكون ابنه مريض او زوجته فيطلب من احد الاقارب مساعدتهم ويبقى في الواجب يكمل عمله لحماية الوطن والمواطن فكان عتبي على الكاتب المهذب ان يذكر شيء من ذلك

مع تقديري العالي لعطوفة الباشا وتاريخه الذي نحترم ونقدر
11-03-2012 02:59 PM
هزاع ابوجاموس
جزيل الشكر الى ابن الوطن المخلص للوطن والمليك على هذا المقال
11-03-2012 03:07 PM
14
........
رد من المحرر:
نعتذر........
11-03-2012 03:10 PM
عضو في الحراك
رجال الوطن القدماء برفعوا الراس نتمنى ان يكون الجيل الحالي بنفس التضحيه والفداء رحم الله دولة الشهيد هزاع ونشكر الكاتب على تذكيرنا برجالات الوطن العظماء
11-03-2012 05:10 PM
متابع
الباشا يمثل جهاز الامن العام وهذا المقال فيه شكر لجميع العاملين في جهاز الامن العام لان الاستراجيه عمل جماعي لا يقتصر على احد
11-03-2012 05:17 PM
سعد قندح
مقال جميل و رائع يا ابا مهند و هذا يدل على ان جهاز الامن العام في هذا البلد هو من اعظم الاجهزه الموجوده في العالم التي على راْسها الباشا حسين هزاع المجالي
11-03-2012 08:09 PM
اسامه الرفاعي
حفظ الله بلدنا الجميل بقاياداته الفذه وسنبقى لبلدنا درعا وحصنافي وجه من تسول له نفسة بالخراب فهذا الاردن وقيادته هاشمية وسنبقى بالمرصاد لان من يضيع وطنه لايمكن ان يعثر على وطنا غيرة واشكرك على هذا المقال فعلا رائع
12-03-2012 10:54 AM
حويطي
رحم الله رجالات الوطن العظماء أمثال الشهيد البطل هزاع المجالي وحيا الله رجال الوطن أمثال الباشا حسين المجالي عاش الوطن عاش الملك
13-03-2012 07:11 PM
معتدل وسطي
نشكر الكاتب على هذا المقال كان الاجدر بالكاتب ان يشير الى ان الاستراتجيه بجهود جهاز الامن العام من ضباط وضباط الصف والافراد اضافه الى حكمة الباشا مدير الامن
13-03-2012 07:20 PM
شيخ كركي
حفظ الله ابا الحسين وحفظ الله الاردن وحفظ الله رجال الامن العام ونشكر الكاتب على مناقب رجالات الاردن

قال : صلى الله عليه وسلم من لا يشكر الناس لا يشكر الله
14-03-2012 10:22 PM
ابو حسام مشاعله
هذا الشبل من ذاك الاسد واللي خلف ما مات والله يديم الوطن
15-03-2012 10:19 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات