الحكومة والعنف المجتمعي


يمر المجتمع الأردني بعادات وسلوكات وقيم لم تكن موجودة سابقا ,غيرت معها أساليب حياة الناس وأصبح العنف هو القاسم المشترك بين جميع فئات الشعب فهل للحكومات المتعاقبة دور في ذلك؟
وهل لسياسات تلك الحكومات الخاطئة دور في ذلك, لقد آلت الحكومات المتعاقبة وقطعت شوطا كبيرا في التضييق على المواطن لتمس ابسط شيء في حياته , ولم يعد المواطن الأردني قادرا على كسب لقمة العيش فتراكمت نتاجات تلك السياسات الخاطئة وتحولت بركانا لدى المواطن البسيط فانتشر العنف والقتل , تفككت الأسر, ولقلة المال وفقر الحال صار رب الاسره مقيدا , لا يجرؤ على مخاطبة فلذة كبده . انتشرت الفاحشة وزادت أساليب العنف الأسري لتتحول إلى عنف مجتمعي . يا لسياسات الحكومات الخاطئة التي أرهقت المواطن وربما جعلت أكثر من ثلثي الشعب يطلبون المنحة والمنة , تآكلت الرواتب وتأكل معها قيم وعادات وتقاليد أصبحت غريبة عن مجتمعنا , وما زاد الطين بله أن هذه السياسات أفرزت الشعب الأردني إلى طبقتين الغالبية العظمى والتي تشكل نسيج الوطن والتي تمثل 85% تحت خط الفقر أما تلك الطبقة التي ربما لا تمثل 5% هم في قمة الهرم ,وأفرغت الطبقة الوسطى من ذلك الهرم المجتمعي.
ربما يكون الابتعاد عن الدين أحد نتاجات تلك السياسيات الخاطئة حتى أن المواطن أصبح غريبا في وطنه وهو يرى مقدرات الوطن وثرواته تنهب لفئة معينه, ما يهمهم أن يزداد رصيدهم على حساب التعليم والصحة وقوة الشعب.

أيكون الحل بتأميم تلك الشركات والمؤسسات العامة التي تم خصخصتها !! أيعقل أن تجني تلك الشركات ملايين الدولارات ولا تلتفت حتى للمجتمع المحلي لتعطيه غيض من فيض لتنميته ولو بأبسط الخدمات العامة , وعلى سبيل المثال لا الحصر فشركة البوتاس تجني الملايين وأبناء الأغوار يتضورون جوعا وشركة الفوسفات كذلك الأمر , أما مشروع الصخر الزيتي الذي لم يرى النور بعد هل سيكون هذا الحلم حقيقة, أن آلت الحكومة قليلا من الاهتمام به , هل ستقوم هذه الحكومة الوليدة بتحويل العنف والخوف إلى استقرار ؟

أي شعب عظيم يقاوم الجوع والحرمان ! يا لك من شعب عظيم تصبر حينما لا يصبر الآخرون , وتجوع وتقاوم الجوع حتى عندما يصاب الأثرياء بالتخمة , لك الله يا وطني ولك الله أيها المواطن وليكن الله عونا لك على الفقر والجوع والحرمان .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات