يا صاحب الجلالة .. الوطن ليس بخير


لأننا على عهد الآباء والأجداد الذين صدقوا الوعد ، لأننا الأردنيين الذين تحملنا ما لا طاقة لنا به ، لأننا من الأحفاد الذين ما خانوا العهد، نقولها بكل صدق وأمانة وتجرد ، بعيداً عن النفاق والتملق ، نقولها بحسرة تسكن القلوب ، وخوف من القادم نقول لولي الأمر الوطن ليس بخير و (( الشعب يحتضر )) .

يا سيد البلاد :

كلما أردنا خلع رداء الصمت الذي يرتدينا ، نتذكر الوطن والحسين الذي بكت له السماء نتذكر الهاشميين الذين لم يسفكوا قطرة دم واحدة من أجل السلطة الهاشميين الذين لم يعدموا معارضاً واحداً من اجل العرش ، نتذكر أشياء كثيرة تجبرنا طائعين على البقاء صامتين ..... ولكن إلى متى يا سيد البلاد .

يا سيد البلاد :

في الوقت الذي تزداد فيه ثروات الفاسدين تزداد أعداد الفقراء في وطني ، في الوقت الذي لا يستطيع الشعب دفع فاتورة الكهرباء التي أكلت ثلث رواتب الأردنيين ينعم الفاسدين بالتدفئة المركزية ، بينما فقرائنا يبحثون عن الحطب بين الأزقة والشوارع الضيقة لتدفئة أطفالهم ، ينعم أطفال الفاسدين بالحياة الرغيدة فهم أولاد ذوات أما أطفال الفقراء فهم أولاد ..... .

يا سيد البلاد :

في وطني تم تقسيم الشعب إلى ثلاث طبقات :

الطبقة الأولى : رؤساء الوزارات والمستشارين والوزراء ، والذي يتحمل فقراء الأردن الضرائب الباهضة من أجل دفع رواتبهم التي ما أنزل الله بها من سلطان ،وليتهم قانعون بما أرسل الله لهم ، بل لو بحثت ورائهم لرأيت العجب العجاب والأنكى من ذلك أنك تجد في وطني أن الجد رئيس وزراء والأب رئيس وزراء والحفيد رئيس وزراء حتى أن الخادمة الفلبينية أصبحت تتقن لغة الازدراء إذا ما طرق احد الفقراء الأردنيين أبوابهم .

الطبقة الثانية : شيوخ ووجهاء وأعيان ونواب العشائر ، والذين وللأسف أصبحوا في واد وأبناء العشيرة في واد ، فهم بعيدين كل البعد عن هموم وآمال وتطلعات أبناء عشيرتهم والخوف كل الخوف إذا ما ظهر أحد أبناء عشيرته من الشباب أصحاب العلم والقلم فأنهم يحاربونه خوفاً على كرسي النيابة والوجاهة ، فهي ايضاً وراثة ، بل إننا لا نراهم إلا عند الانتخابات وهمهم الأكبر تحسين أوضاعهم وأوضاع الحاشية أما باقي العشيرة فلتذهب في (( ستين نيله )) ناهيك عن أوضاعهم المادية التي تشبه لحد بعيد أوضاع الطبقة الأولى فقلما تجد أحد الشيوخ القلائل الذين لا يمتلكون طبع تكاسي وباصات على جميع الخطوط ، بينما الفقراء في وطني يقفون صفاً طويلاً في مؤسسات البريد من أجل استلام ستين ديناراً من صندوق المعونة الوطنية .


الطبقة الثالثة : حماة العرش ، والكاظمين الغيظ ، والعاشقين للهاشمين ، الفقراء الذين يحبونك يا سيدي ، الفقراء الذين يدافعون عن مؤسسة العرش كالأسود ، الفقراء الذين لا حول لهم ولا قوة ، الذين إن كشفت عليهم ستجد في حلوقهم ( خنجر ) فإذا تكلموا فيعز عليهم عِشرة العمر مع الهاشميين ومتهمين بأنهم طابور خامس وإن صمتوا فإنهم مذبوحين بالأسعار وفساد الفجار .

يا سيد العرش :

دائماً ما تقول مخاطباً أبناء الشعب الذي أنت على يقين بمدى محبتهم لك بأن (( كرامتهم من كرامة الملك )) وإليك يا سيدي هذه الحادثة (( احد الفقراء من أبناء العشائر تم فصل التيار الكهربائي عن بيته ، فذهب مسرعاً إلى فرع شركة الكهرباء التابع لها ، فدخل على المدير ورجاه أن يُعيد الكهرباء لمدة يومين أو ثلاثة أيام حتى يستطيع دفع فاتورة الكهرباء ، فلم يستجيب له المدير وأصر على دفع الفاتورة حتى يتم إعادة التيار الكهربائي ... للعلم يا سيد البلاد ... الذي تم فصل التيار الكهربائي عنه هو أحد الفقراء الأردنيين الذين خدموا في القوات المسلحة الأردنية مدة 25 عاماً وتقاعد في الثمانينيات من القرن الماضي ،،، هو يعشق الهاشميين ، ولكنه لا يملك ثمن فاتورة الكهرباء ، هؤلاء هم حماة العرش ،،، وليسوا أصحاب الملايين ،،،، فأحذرهم يا سيدي ،،،، أنهم منافقين ، والله من وراء القصد يا سيد البلاد .
m.jor27@yahoo.com



تعليقات القراء

شاهر السويطي
ولكن بعزمنا وصبرنا سنعيد الخير للوطن
07-03-2012 10:22 PM
امجد زعتر
يسلم فمك
07-03-2012 11:01 PM
حسن المومني
للمرة الثانية وحتى المليون ...
اقدم الاحترام الشديد والتقدير الكامل لابن عشيرة الاسود ...حماة الوطن ...الاهل والعشيرة....
استاذ محمد...لعشيرتك الحق ان تفتخر بكاتب وابن بار مثلك ...
وانا ايضا اتشرف بانك ابن وطني ...اردني حر
بكفي انك ما اجرت قلمك ...
08-03-2012 12:12 AM
المحاميه وصاف الكعابنه
سلمت يمينك التي خطت هذه الرساله التي تعبر عما يدور في خلد السواد الاعظم من الاردنيين وخاصه الفئه الثالثه حماة الديار والتي يقع عليهم عبء حماية الفئتين الاولى والثانيه دون ادنى تقدير بل بالعكس هذه الفئه التي افتدت امن الوطن والمواطن بالروح وبراحتها واستقرارها تعاني من اوضاع اقتصاديه مريره فبالكاد تعيش عيش الكفاف وبالكاد توفر قوت يومها في ظل هذه الموجه من الغلاء وارتفاع الاسعار للسلع الضروريه فبينما يصرف احد المتنفذين مئات الدنانير يوميا على كمالياته واسرته ومقربيه يشقى المتقاعدون ممن خدموا بالدوله سواء مدنيون او عسكريون للحصول على الحد الادنى من الدخل ليحافظ على ستر الحال نعم للاسف هذه هي المفارقه وهذه هي الاحوال وهذه هي عدم العداله الاجتماعيه وهذه ابسط حقوق المواطنه التي نص عليها الدستور الاردني والمواثيق الدوليه توفير الحد الادنى للفرد كي يضمن العيش بكرامه
انني على يقين بأن الفقر يورث كما تورث المراكز والمناصب فارى ان ابن الفقير يظل فقيرا وان ابن الزعيم يولد زعيما دون ان يسعى لذلك اما الفقير فرغم طموحاته وتطوير نفسه بالتحصيل العلمي رغم صعوبة اوضاعه الا انه يظل سنسنا طويله دون عمل فتتحطم اماله على صخرة البطاله والفساد وهدر الكفاءه وعدم العداله الاجتماعيه هذه هي بعض من كل مما نعيش في وطن عشقناه وضحى الاجداد والاباء من أجل رفعته ومع ذلك ورغم المعاناه ستجد ان المنتمين لهذا الوطن والغيورين على مصالحه هم هذه الطبقه مهدوره الحقوق التي تخاف عليه اكثر من خوفها على نفسها
08-03-2012 08:14 AM
اردنيون
....
رد من المحرر:
نعتذر
08-03-2012 09:28 AM
ابوماهرالغويري
تسلم يا اخ محمد وهذا فعلا زمن اللهم جيرنا منة الفاسدين والمفسدين نهبو البلد.
08-03-2012 12:13 PM
كلام في الصميم
اخ ابو سامر فعلا مقال يستحق الوقوف والتوقف عنده لا بل والتآمل

هكذا يكون شبابنا واما بلا ، حماكم الله
08-03-2012 06:29 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات