الراقصة والكازينو !


كثيرة هي مبررات ما أصاب البلد من تشوهات إقتصادية أدت إلى بروز مطالبات عالية السقف من قبل الشعب بوقف الضحك عليه تحت مسميات عدة ومتكررة ، ومن هذه المبررات ما يصرح به مجموعة من الساسة في الأردن أنه قد تم التغرير بهم أو تم تظليلهم وبالتالي فهم مُظَللون والمُظَلل به لايجوز أن يحكم عليه أو يعاقب لأنه قد رفع عنه القلم تحت حجة التظليل والتغرير وبقية المسميات التي لاتغني ولاتسمن من جوع .

وفي هذه الحالة من التيه والتغرير والتظليل الذي تعرض له المسؤولين في قضايا الفساد في الأردن سيأخذ التحقيق مجرى الاسئلة الروتينية المعتادة من خلال من وقع في البداية ومن وقع في الوسط ومن وقع في النهاية ، وهنا سيكون من وقع في النهاية خارج إطار المسؤولية لأن هناك من سبقه ووقع وهو وقع بناء على التوقيع الأول والثاني ، وهكذا تصبح القضية قضية من يتبع من في التوقيع وأخر واحد وقع يكون هو المُظَلل به أو المغرر به وبالتالي هو من يرفع عنه القلم ويكون قد ظُلل وعليه أن يقوم بتظليل الشعب وسلطاته .
وفي حكاية الكازينو تفاصيل كثيرة ربما يصعب تتبعها من قبل الجهات ذات العلاقة في التحقيق ، وبالذات الجانب المتعلق بالاجتماعات الخارجية وكولسات محاضر الجلسات والحضور والغياب وتسيير المركبات لأماكن هذه الاجتماعات ، لأنه من غير المعقول أن يسأل المحقق الشخص المعنى سؤال من مثل مع من ذهبت ؟ واين اجتمعتم كونه لم يذكر مبنى الوزراة مكان الأجتماع ؟ ومن حضر هذا الاجتماع ؟ وماذا شربت في الاجتماع ؟ ومن الذي كان يوزع عليكم الورق على طاولةالاجتماع ؟ والكثير من الأسئلة التي يصعب على المحقق طرحها .
وكمقترح من مواطن يشاهد الكثير من الافلام والمسلسلات المصرية أن توجه الاسئلة إلى العناصر الاساسية في مكان الاجتماع لأننا نتحدث عن كازينو فليس من المعقول أن يتم الاجتماع من أجله داخل مطعم أو مقهى أو دائرة حكومية وذلك لضرورات أن تتطابق الاجواء العامة مع موضوع البحث ، وهذه العناصر تتمثل في رجل البار الذي وضع كمية الكحول المطلوب في دم المسؤول كي ينتشي لحظة الاجتماع ، وإلى الكرسون الذي أحضر المزة وبقية لزوم الجلسة من مكسرات وخلافه ، وأخيرا أن توجه الاسئلة الى الراقصة في الكازينو لأنها الوحيدة التي انتهت عندها سهرة الشباب وقام كل واحد منهم بإخراج ما في جعبته من كلام وطعام وشراب في حجرها ما تم من اتفاقيات بين الحضور .
أذا لنبحث عن تلك الراقصة لأنها الوحيدة التي تمتلك سر التغرير والتظليل الذي أصاب المسؤولين لحظة تنفيذ مشروع الكازينو العظيم وغيره من مشاريع الوطن الفاسدة ، وعندما يجدها المحقق وبعد أن يسألها .. ستقول .. وشرفي ما بعرف شيء ... وسلملي على الشرف ؟



تعليقات القراء

السعودي
خيال خصب وسرد قصصي رائع وكأني اقرأ لنجيب محفوظ واتخيل سي السيد الذي يعود لابسا اثواب الفضيلة لزوجته المسكينة بعد قضاء ليلة مع الراقصات لكنهم هنا لا يعودون الى زوجاتهم المخدوعات بل يظهرون في اليوم الثاني باثواب الفضيلة امام شعب وصل تعداده الى ستة مليون وقول لكل من وضع خيمة لابن عشيرة متهم بالفساد حديث سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام عندما طلب منه الرفق بامرأة من علية القوم سرقت وهي ليست بحاجة ( والله لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها) فعمر بن الخطاب لم يحاسب من سرق في عام الرمادة بسبب المجاعة لكنه عاقب من سرق في ايام الرخاء ولم يطن بحاجة.
06-03-2012 10:01 PM
كنفوشيوس
هههههههههههه يعني في الاخر صفت الحقيقة عند ال ......وهذا يذكرني بكلام الشاعر الذي يقول الفراولة بتاع الفراولة يا فراولة حيفرولوكي ولبرا حيصدروكي وايها الشعب العظيم اعملوا بنصيحة اخر حكيم في هذا الزمان ......
07-03-2012 07:47 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات