فلسطين وأمريكيا


....قال الرئيس الأمريكي اوباما إن أمر الحفاظ على أمن إسرائيل أمر ٌ مقدس .وهذا الخطاب من رئيس أكبر مؤسسة أمنية في العالم, له ُ معانيه ومغازيه ,وله ثلاثة إتجاهات, أولاها يخاطب الصهاينة ,فهو يطمئنهم ويؤملهم بإستراتيجية نفسية ,وأخرى عملية, قوامها أن إسرائيل هي أمريكيا ,وأمن إسرائيل من أمن امريكيا , والدفاع عن أمن إسرائيل بنفس درجة الدفاع عن أمن امريكيا. وثاني هذه الأتجاهات العرب ,خاصة ً عندما قال الحفاظ على أمن إسرائيل أمرا ً مقدس ,والعرب يدركون معنى مقدّس ,أي أن امريكيا تدافع عن الكيان الصهيوني بواجب ديني و عبادة .والأتجاه الأخير هو ايران ,فأمريكيا لن تسمح لأيران بالأعتداء على الكيان الصهيوني ,وأن الأمر إذا وصل لهذه الخطورة فإن امريكيا ستستعمل الخيار الأصعب وهو الخيار العسكري .

الكلام من رأس أعتى قوة بالعالم واضح وجلي ,فالسؤال أين نحن العرب من هذا الموقف الواضح ؟ هل وصل بنا الحد الى البلادة واللامبالاه لما يحدث حولنا ؟ هل كلام أوباما يعنينا كعرب أم نؤيد ما يقول ؟

والواضح الجلي كذلك من هذا الكلام أن امريكيا تدعم إسرائيل في كافة الظروف السلمية وغير السلمية , وأن ما تقوم به إسرائيل من إحتلال أرض وتهجير سكان وتدمير الشجر والحجر وبناء المستوطنات وإزالة كافة معالم الأمة العربية والاسلامية في فلسطين حتى تدمير المسجد الأقصى هي أعمال مقبولة بإمتياز عند الأمريكان ولا ضير َ في ذلك , والسبب أننا إستضعفنا أنفسنا كأمة صاحبة حق شرعي متوارث . فأمريكيا ما وجدت من العرب موقف حازم يعبر عن غضب ولا حتى مبالاة ,فعلماء النفس والأجتماع أجمعوا على أن حضارة اوروبا والأمريكان قائمة على أساس تقديس وعبادة القوي , ويزدرون ويكرهون المسكين الضعيف, بعكس نظرتنا كمسلمين بالعطف والشفقة على المسكين الضعيف , فلماذا نظهر وكاننا ضعفاء مساكين ننتظر الرحمة والشفقة من أعدائنا ؟

المطلوب الآن أن نعيد حساباتنا مع الكيان الصهيوني ,فأين أصبحت وادي عربة وكامب ديفيد بعد هذا الكلام ؟ ألا يُفهم منه إعملي إسرائيل ما بدا لك ِ ونحن (امريكيا ) ظهرك ؟

إن هذا الكلام حقيقة إستهتار بنا كعرب وبمن وقع مع الكيان المعاهدات و الأتفاقات ,ولكننا كشعوب نقول لأمركيا وإسرائيل لا والف لا ,إننا واثقون من وعد ِ ربنا ,وستحرر فلسطين ويعود القدس حرا ً أبيا برغم الصعوبات و المعوقات , اليس الربيع العربي ربيع ُ خير للأمة ,ونذير شؤم لأعدائنا ومن والاهم .

rramadneh@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات