قد يرى البعض في هذا العنوان المستفز بأنه يمثل حالة من الغرور والإنكار للأخرين وهذا أبدا لا يفسر من وجهة نظري بهذه الطريقة ، فنحن جميعا الأن و أقصد بهم هنا مجتمع المعلمين والمعلمات على موعد قريب وعلى بعد عدة أيام أمام إستحقاق لطالما كان يراه الكثيرون بانه سراب لن يطاله المعلمون ! هي نقابة المعلمين يا سادة ذاك الجسد الذي مزقت أوردته حكومات الأحفاد والأولاد على مدى عقود طويلة ، نراها الان وقد أضحت بين ظهرانينا جسدا مهنياً سيرفع من سوية مهنتنا ويعلي من شأن كل ذرة فكرة سحقت خلال السنوات الطويلة التي مضت ، لذلك فلا أعتقد بأن التنزيه والكمال في التصوير والتعبير للمعلمين الذين غيبتهم الأجهزة الحكومية عن ممارسة العمل النقابي سيظهرون للمجتمع الأردني كخبراء وعلماء ومتفلسفين كغيرهم من الذين يدعون ذلك ، فهم أمام تجربة جديدة و سيثبتون بعد فترة قصيرة من الزمن لكل من يراهن على ثباتهم بأنهم أصحاب الصولات والجولات إذا ما تطلب الأمر منهم ذلك ، وليس أقرب علينا من الأمثلة أبسط من إنتزاعهم لنقابتهم بعد طول غياب .

تدور الحلقات النقاشية الان في المجتمع التعليمي ككل عن الإنتخابات القادمة لإختيار اعضاء نقابة المعلمين وهي بالطبع كغيرها من الإنتخابات الاخرى كالنيابية والبلدية ولكن من وجهة نظري أجد بانها أكثر شانا من حيث التأثير على مجتمعنا من الإنتخابات البرلمانية لأسباب نعلمها جميعاً بإعتبار أن مقاعد البرلمان في مجملها تدور رحاها بين الكوتات والإسترضاءات والحالة الجهوية والعشائرية وهذا ما لا نرغبه في نقابة المعلمين القادمة ، لأنها بإختصار تمثل نخبة عوام الشعب الأردني ، فلا يعقل أن يكون التمثيل في نقابة المعلمين مبنياً على كوتات عشائرية ومحاصصات مناطقية أو أطر حزبية الى حد معين كما يراها الكثيرون ، ولكن من المفترض ان يكون الإختيار على نسق واحد فقط وهو المعلم الأقدر على تحقيق الحد الأدنى من مطالب المعلمين ، والاقدر على إيصال الرسالة بأفضل التعابير ، والأصلح للوقوف في مقدمة المترافعين في حالة إحقاق حقوق المعلمين ..... وغيرها من تلك الحالة التي لا يجب ان يجادل أو يحاور بها بعضنا بعضاً .
رحى السجال الدائر الأن بيننا زملائي وزميلاتي يتمترس خلف عبارة واحدة ذاك أضرب وتلك لم تضرب !! وهي لا تمثل الا جزءا قليلاً من تلك الفكرة التي ينبغي أن يبنى عليها قاعدة إختيار المرشح الأفضل ، فلما لا نقول بأن مرشحنا المفترض ينبغي ان يكون مؤمنا إيماناً عميقاً بمساوئ التعليم وأركانه وهنا لا يمكن ان يتم إستخدام أشعة الليزر والأشعة فوق البنفسجية لمعرفة الموقف الحقيقي للشخص الذي ينوي ترشيح نفسه !! لانه و بإختصار شديد لا يمكن ان يخفى لأي معلم او معلمة حقيقة زميله او زميلته من حيث قناعاته وأفكاره فمجتمعنا صغير ولا يصعب علينا التحليل في نقطة صغيرة كهذه ، فالمعلم الواحد في غرفة صفية تحوي خمسين طالبا له القدرة على تحليل نفسية كل واحد منهم بعد شهر على أبعد تقدير .
لم أكن أنوي الكتابة في هذه المرحلة تحديدا ولكنها مجرد خربشات وددت ان أفرغ بها بعض الشحنات وأتوق كما تتوقون أيها الأعزاء ان يصل لنقابة المعلمين الأفضل والأصلح بإذن الله ، وأحمد الله بأنني سأكون جندياً من جنودكم لإنجاح هذا العرس الديمقراطي الحقيقي وعذرا للتشبيه الحكومي فأعراسهم الإنتخابية تكون دائما بلا عروس وبلا مهر ، و أعلمكم بانني لن اكون مرشحاً لانتخابات النقابة لانني اجد الكثيرين أكفأ وأقدر مني على تحمل هذه المسؤولية .