غسالة منزلي تعطلت بالأمس وهذا يعني أننا لن نرتدي ملابس نظيفة يوم الأحد ونحن الأن في فصل الشتاء الذي يزداد به عدد مرات تغيير الملابس وخصوصا للأولاد ، وبعد مباحثات طويلة مع زوجتي والبحث عن الحلول كانت أول كلمة قالتها لي .. لن ترضى بتسليك الأمور تسليك ولن ترضي بعمل أفرهول للماتور أو إستبدال فراشة الغسيل بواحد مستعملة ومجددة حديثا أو بندقة الأمور تبندق ، بل لابد من حل جذري وإن كان هذا الحل يتطلب دفع مبلغ من ميزانية هذا الشهر ربما تسبب لنا عجز لمدة اربعة شهور قادمة ، وفي النهاية رأي زوجتي هو الذي سار عليه القطار ( محسوبكم ) .
ولكن المفارقة ما بين تسليك أمور غسالتنا في البيت وتسليك أمور الدولة لدينا أن قرار الحل الجذري في بيتنا كلفنا مبلغ مالي محترم جدا ، والدولة لدينا تقوم بتسليك الأمور تسليك ومع ذلك يكلفها ذلك مبالغ طائلة تعود على خانة المديونية من باب النفقات الجارية بمبالغ كبيرة .
وهنا دعوني أشبه دولتنا بغسالة منزلنا ، فعندما تتعطل أمور إدارة شؤون البلاد ولانعود نعلم متى تتحسن وكيف ؟ ، يقوم الملك بعمل تسليك للدولة بشقيها التنفيذي والتشريعي ، وهذا التسليك يكلف الدولة مبالغ ضخمة جدا من باب رواتب وزراء ومستشارين وكبار موظفين وكلهم طبعة جديدة مجددة ، وفي نفس الوقت رواتب تقاعد لوزراء ومستشارين وكبار موظفي الدولة سابقين قطع مستهلكة، والمصيبة عندما يصل التسليك للسلطة التشريعية ويتم التخلص من مجلس النواب عندها تبدء نفقات الإعداد لأنتخابات جديدة وتوضع لها ميزانية وتصب في النهاية في خانة المديونية تحت بند نفقات ويأتينا نفس القطع المستعملة سابقا وأن تم إعادة تجديدها ولكنها تبقى مستعملة.
وهنا أطلب من الملك أن يقوم بإتخاذ قرار يشابه قرار زوجتي وهو أن يقوم بإلقاء كل القطع القديمة والمستهلكة في الدولة سواء رجال أو قوانين أو تشريعات ، ولايقوم بعمل أفرهول لرجال الدولة أو عمل لف لماتوراتهم أو إستبدالهم برجال مستهلكون ولكن مجددون ، ويستبدلها بجهاز دولة كامل جديد كغسالة منزلنا وإن كلفنا ذلك مبالغ مالية ضخمة قد تصيب ميزانيتنا بعجز لسنوات قادمة ، ولكن على الأقل يكون لدينا دولة بقوانين وتشريعات ورجال جديدة تخدم لفترات زمنية طويلة تغنينا على إستخدام اسلوب التسليك والتغيير بالقطعة فقط .