لا نريد العدالة!!!


سأل موسى ربَّه : أريد رؤية العدالة ,فقال له ربُّ العزَّة :أتريد رؤية العدالة حقّاً؟ قال : نعم , فقال :اذهب الى مكان كذا وكذا حيث توجد عين ماء يتبعها جدول , وبجانب الجدول في مكان ليس ببعيد توجد شجرة اختبئ خلفها ياموسى وسترى العدالة.

فعل موسى عليه السلام ما طُلِب منه لأنه شغوفٌ برؤية شيءٍ من العدالة وأشكالها , وبعد وقت قصير جاء فارسٌ على خيل له ونزل الى نبع الماء فشرب وغسل وجهه , وبدون أن ينتبه أو يشعر سقطت منه صُرّةً مليئة بالمال في جدول الماء,وانطلق الفارس مُكملاً طريقه, بعدها بقليل جاء طفلٌ ليشرب من ماء الجدول المنبثقة من النبع فوجد صرَّة المال فأخذها وانطلق فرحاً بما وجد , ثم جاء رجلٌ عجوزٌ أعمى فنزل الماء وأخذ يشرب ويرتاح على النهر, في هذه الأثناء عاد الفارس بعد أن فقد على ما يبدو بعد انطلاقه صُرَّة المال فوجد العجوز,وسأله عن المال فأخبره العجوز أنه رجل أعمى ولم يرَ شيئاً مما يقوله الفارس ,فأصر الفارس على اتّهامه للعجوز بأخذ صرة المال , والعجوز ينفي حتى وصل الأمر بالفارس الى قتل العجوز بسيفه وجزِّ عنقه ,ثم عاد الفارس من حيث أتى.

هنا عاد موسى سائلاً ربَّه أهذا عدلٌ يارب؟ فقال له الله تعالى نعم هذا العدل بعينه, فالفارس كان في السَّابق من الأيام قد سرق مال والد الفتى الصغير فعاد إليه مالُ والده , والعجوز كان في السَّابق قد قتل والد الفارس , فالفارس بهذا قد انتقم وثأر لوالده .

من هنا نجد أن كل ما يحصل معنا من مصائب نَعُدُّها نحن مصائب ,لا نعاتب الرَّب ونقول (ماذا فعلنا حتى يكون بنا كذا وكذا)وكأننا نعاتب ربنا على المصائب ,بل فلنعاتب أنفسنا ماذا فعلنا من آثام مع النَّاس حتى نلاقي ما نلاقي في بعض الأحيان من مصائب؟؟ .

وهنا نقول هذا في تقصيرنا وذنوبنا مع الخلق يُيَسِّر اللهُ لنا القصاص من حيث لا ندري , ولكن...ذنوبنا مع الله ماذا لو أراد صاحب الحق جلَّ جلاله الذي قصَّرنا في شكره وليس فقط في عبادته على الوجه الأمثل ,ماذا لو أراد أن يعاملنا بالمثل وبعدالة معه؟؟!!.

لذلك نقول يجب ردُّ الحقوق الى أصحابها من البشر ولا نظلم فالرد سيكون إلينا ولو بعد حين,وأما بذنوبنا مع الله فلا نطلب منه العدالة بمعاملتنا بل نطلب الرحمة ولأن الرحمة والرأفة هي صفة الله التي يحب ان يستعملها مع المخطئين معه فهي مطلبنا , وأما إذا طالبناه بالعدالة ونفَّذ بنا ذلك فستكون نهاية السَّعادة وبداية عهود من الشقاء , لأنه لا سعادة مع غضب الرحمن .

( الّلهم )أعنّا على أن لا نظلم ,وإذا ظلمنا أن نرد الحقوق إلى أهلها قبل القصاص الدنيوي أو الأخرويّ.

( اللهم ) وعاملنا بما أنت أهله ولا تعاملنا بما نحن أهله...آمين



تعليقات القراء

صقر1
الله يعطيك الف عافيةعلى هالمثال.نعم ربما عاقبنا ربنا ببعض ذنوبنا .فليفتش كل انسان منا نفسة بماذا قصر بحق الخالق .ثم لا يلوم الا نفسة. فالجزاء من جنس العمل.
04-03-2012 04:44 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات