هذيان نقابي : القائمة القرمزية


1_ حقيقة: جرت العادة في معظم انتخابات النقابات المهنية أن تتشكل قائمتين بشكل رئيسي: البيضاء وتمثل الاتجاه الإسلامي، والخضراء وتمثل التيار القومي واليساري بالتحالف مع فتح، وقد تناوبت القائمتان على استلام دفة النقابات في الثلاثين سنة الأخيرة، فيما غاب التيار الحكومي بشكل شبه مطلق عن النقابات التي اعتُبرت تاريخياً معقل المعارضة، وكان مهنيو الحكومة – إن جاز التعبير- يضطرون للانضمام بشكل مباشر أو غير مباشر لإحدى القائمتين.
2_ تاريخ: لعبت النقابات في فترة الأحكام العرفية دوراً هاماً على صعيد الحركة الوطنية الأردنية، كما كان لها دور بارز في مواجهة معاهدة وادي عربة ومجابهة التطبيع ودعم القضية الفلسطينية.
3_ واقع مرير: الجامعات الأردنية التي تخلو من الكوليسترول والسياسة، وتلعب دوراً كبيراً في تجهيل الطلبة وتغييبهم بالمطلق عن العمل العام والتطوعي والحزبي، هذه الجامعات أصبح خريجوها يشكلون الغالبية في عضوية الهيئة العامة للنقابات المهنية وذلك بالتزامن مع سقوط المنظومة الاشتراكية وانخفاض أعداد خريجي الجامعات العربية والدولية الذين عادة ما يأتون وهم حاملون لأفكار سياسية.
4_ واقع أكثر مرارة: نتيجة للواقع المرير (نقطة 3 أعلاه) بدأت الخارطة الانتخابية النقابية بالتغيّر، وأصبح لدينا تدريجياً ثلاثة قوائم انتخابية أو بشكل أدق ثلاثة اتجاهات نقابية : البيضاء، الخضراء، والتيار الحكومي، حيث يتحالف هذا التيار الثالث تارة مع الخضراء وتارة مع البيضاء وفي بعض النقابات التي بدأ يشعر نفسه قوياً فيها أصبحنا نراه يشارك بقائمة مستقلة.
مع ملاحظة أن التحالفات أصبحت (ولسوء الحظ) تتشكل -في معظمها- من على قاعدة المصالح الانتخابية، وأضحى “اللون” لا يعكس حقيقة تركيبة القائمة وتوجهاتها أو حتى تحالفاتها
5_ نكتة: قام بعض أطباء الأسنان بالترويج للقائمة التي حصدت كافة مقاعد المجلس للدورة الحالية بأنها القائمة الخضراء في النقابة، مع ملاحظة أن الشعار التسويقي الرئيسي لهذه القائمة كان "مهننة النقابة"، ومع ملاحظة أن هذه القائمة تضم في عضويتها وزارة الصحة والخدمات الطبية الملكية، فيما مرشحها لمنصب النقيب( النقيب الحالي) ما هو إلا حليف استراتيجي للإسلاميين لفترة امتدت لأكثر من 20 عاماً.
6_ ماخذين غفوة: تركيبة مجالس معظم النقابات حالياً لعبت دوراً كبيراً في إضعاف الدور الوطني أو العروبي “المأمول” من هذه النقابات وثقلها التاريخي، بل إن صوتها كان خافتاً إلى درجة الغياب الكامل –أحياناً- فيما يتعلق بالحراك الشعبي..
7_ المستقبل: لا يمكن للنقابات أن تنهض من "غفوتها" إلا بعودة الوعي السياسي لدى منتسبيها، ولايمكن أن يحدث هذا دون السماح بالعمل السياسي في الجامعات ... "ذبحتونا"
2 آذار 2012



تعليقات القراء

خالد@الدعجة
سؤال هل هذا الكاتب يتحدث باسم الشارع الاردني ؟مستحيل هل يعرف تاريخ الاردن من ايام الثورة العربية الكبرى العظيمة الى يومنا هذا استبعد فلا علاقة له بالاردن يتحدث عن احكام عرفية فصلها حسب المزاج المفروض عليه وتحدث عن نقابات هو فاشل بها اي من يمثلهم الاحكام العرفية انتهت من 89 ويقول انه ناضل ضد عربة ولما لاتناضل في عرابة ومقاومة التطبيع وهذا كله بعد 89 فكيف ناضل في العرفية ثم يقول من اجل القضية الفلسطنية والاردن قدم الشهداء على مدى الصراع وحضن القضية وعرف العالم بها فماذا قدمت للقضية انت غير الشعارات وغارات بلونية وتهاجم الانتخابات اعملك قائمة حمراء ديمقراطية وشعبية وناكف فتح والاخوان وفكنا من التغريد المزعج والمعروف.
04-03-2012 08:15 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات