هل يبزغ في سماءنا هلالٌ جديد؟!


في صغرنا لم نكن نعرف غير هلالا واحدا نرقبه في السماء نصوم لرؤيته ونفطر لرؤيته وكبرنا قليلا لنعرف الهلال الخصيب كان مفهوما جغرافيا خالصا نفخر بأرضه وأهله كما نفخر بكل العرب وأرضهم كان يخص العراق وسوريا الطبيعية التي انقسمت فيما بعد إلى أربع من الدول إحداها محتلة وباقيها تعاني شتى الهموم أما العراق التوأم فمعتل عليل تمزقه طائفية بغيضة نخشى معها أن يمزق شر ممزق لم يكن الهلال الخصيب يتناقض مع خليج العرب أو مع حوض النيل أو مع غربنا العربي كنا نعتقد بتكامل ارض العرب تعلمنا أن السودان وحده هو سلة خبز العرب بقينا على إيماننا بوحدة الهدف والمصير لهذه الأمة لم يكن ذلك فذلكة أو فلسفة متعمقة بقي الإنسان العربي ينتمي لتراب وطنه الكبير لم يكن إقليميا أو طائفيا وبقيت مفاهيم الجغرافيا بعيدة عن التأويلات أو الاستخدامات الخاطئة إلا أن جاء من يسيس هذه المفاهيم و يحزبها وتدخل السياسة على الجغرافيا فتفسدها وتدخل في ثقافتنا فتقسمنا ونكبر أيضا لنرى جغرافية أمتنا وقد تقطعت أوصالها تبدو عروبتها منزوية خجولة .
اليوم يبدو أن مفهوم الهلال الذي كان رمزا لنا جميعا قد تعدد وتنوع فقبل سنوات وبعد قليل من تسلمه السلطة حذر الملك عبد الله الثاني من ظهور ما يسمى الهلال الشيعي وبعده بسنوات شكك الرئيس المصري آنذاك بانتماء المواطنين الشيعة إلى أوطانهم كانت تبدو تلك التصريحات على أنها فرز طائفي علني لأول مرة خشي الناس من عواقبه لنصل اليوم إلى تأكيد المفهوم وتثبيته صار مفهوما متناولا لا تناله الشبهات بل أنه يصبغ الخريطة العربية بلون حاد.
اليوم في دول الربيع العربي وغيرها يبدو الإسلام السياسي بأنه الأقرب لأن يكون خليفة أنظمة الاستبداد البائدة وفعلا فان جماعاته وأبرزها جماعة الإخوان الأكثر خبرة وتنظيما قد استلمت السلطة في بعضها أو على وشك أن تمسك بزمام الأمور في أخرى وأخذت تتصرف ببراغماتية لافتة مما بدا وكأن هلالا إخوانيا أو أكثر على وشك أن يولد في سماءنا نخشى أن يزيد من تصدع جغرافيتنا وانقسام امتنا.
يبدو اليوم أيضا أن الغرب لا يقع في عين العاصفة بل يعيش في أمن تام وبيده كنترول التحكم في عواصفنا وربما تحول الإسلام السياسي من عدو مخيف إلى صديق حليف وبدا الغرب أيضا أنه نصيرنا في الخلاص من القهر والاستبداد- مع أنه كان شريكا في صناعته- حيث عندما نفشل في الوصول إلى مبتغانا في أي أمر أو ثورة فلا نجد غير تدخل الغرب ودعمه لينجز لنا ثوراتنا.
في ثوراتنا جميعها كان ملفتا أننا لم نسمع شعارات عداء لإسرائيل أو الغرب ولم تكن هناك مواقف سالبة أو مشاعر عدائية بل لفت أن هناك نوعا من الغزل السياسي بين الغرب والإسلاميين وبالنتيجة سيجير كل شيء لصالح الغرب وعندها كيف يمكن أن نرى الغرب الذي خلصنا من حكامنا المستبدين ويتحالف مع حكامنا المستجدين؟ وهل يمكن في ظل هذا الوضع أن ننجز استقلالا أم أننا مقبلون على وضع جديد يكون الغرب فيه وصيا علينا كما في السابق في كل شأن من شئون حياتنا لكن مع فارق مهم هذه المرة أن ذلك يحدث برضانا ومباركة شيوخنا؟!
منصور محمد هزايمه – الدوحة -قطر



تعليقات القراء

سمع
(هل يبزغ في سماءنا هلالٌ جديد؟! )

سمع

عيارا(كذابا)ان من يحلف انه رأى

"هلال"

شهر رمضان المبارك

يأخذ بضعة دنانير( وكانت تلك البضعه في غابر الازمان لها قيمه)

فما كان منه في اخر ليله من شهر شعبان

الا ان ذهب

لمبنى الاوقاف

"وحلف اليمين انه راى الهلال"

فاعطوه الدنانير

فلما استحس المبلغ

"طمع"

واخذ نفسا وشهق وقال

وهظاك

كمان

"هلال"

المبجل

منصور هزايمه

مع عظيم مودتي و احترامي



01-03-2012 09:19 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات