البتراء ومشروع الطريق الخلفي في تقرير اليونسكو الاخير .. !!


منذ حوالي عام تبّنت مفوضية سلطة إقليم البتراء السياحي التنموي فكرة إعداد طريق خلفي لاعادة زوار البتراء بالسيارات اياً كانت مواصفاتها الى مركز الزوار، في محاوله للتخفيف على الزوار عنّاء الرحله، وكنت آنذاك احد اعضاء الفريق الذي تم إختياره لدراسة الفكره، وتقديم تقرير فني عن مدى توافق الفكره مع طبيعة الموقع التراثي المسجل على قائمة التراث العالمي، وتقديم التوصيات المناسبه تمهيداً لاتخاذ القرار الصائب.
ذهبت برفقة زملاء الى الموقع وفكرنا بصوت مرتفع، وتبادلنا حديث علمي فنـّي وكتبنا تقريرنا الذي إرتأينا فيه ان الفكره برُمتِها ليست في مصلحة البتراء، ولا اهلها ولا زوارها والاهم من كل هؤلاء، ليست في مصلحة موقع تراثي مسجّل على قائمة التراث العالمي لاسباب كثيره لا يتسع المقام للحديث عنها بنوع من التفصيل.
بعد ان قدّمنا تقريرنا الى رئيس المفوضية آنذاك، قامت الدنيا ولم تقعد، لان اللجنة كانت غطاءً شرعياً لاناس تولوا امر البتراء بلا شرعيه مهنيه، وذلك بسبب صور الفساد الاداري الذي هو عنوان المرحله اليوم، ولذلك تتعالى الاصوات كل جمعه وفي كل مكان تطالب بإجتثاث الفساد وتجفيف منابعه، ومحاربته بكل الادوات والوسائل، اما التقرير الذي قدّمنا والذي من المؤكد انه يخفى على معظم الناس فهذا هو محتواه:
تعاني صخور البتراء الرملية من تشققات وصدوع بسبب الهزات الأرضية المتكررة التي حدثت في المنطقة لوقوعها بالقرب من حفرة الإنهدام، وبالتالي فان استخدام حافلات وبشكل مكثف في هذه المنطقة سيؤدي على المدى البعيد إلى الإضرار بالموقع الأثري الذي يجب أن تكون حركة الحافلات به محدودة جداً.
إذا أمكن استقراء المستقبل وبحسبه بسيطه، فإن عدد زوار احد شهور المواسم النشطة في البتراء وهو شهر نيسان 2010 هو اكثر من 120000 زائر، ونقلهم الى خارج الموقع في حافلات أو أية وسائط نقل بقدرة إستيعابية 20 راكب في كل رحلة، معناه أننا سننظم في بعض الشهور أكثر من 6000 رحله شهرياً، بمعنى 200 رحله يومياً، وخصوصاً ما بين الواحده ظهراً والخامسه مساءً، وهذا يستوجب طريقاً بمواصفات خاصة تتحمل هذا الضغط الشديد، وصيانة مستمرة ربما ستكون مبررات للعبث غير المنظم في الموقع تحت مبررات سلامة وأمن الزوار.
إن عدد الحوادث التي تأذى منها الزوار بسبب وسائل النقل التقليدي في البتراء عبر تاريخها لا تكاد تُذكر بالمقارنة مع حجم وأعداد الزوار بل تكاد تكون معدومة، ولكن الأمر سيكون مختلفاً في حال حدوث حوادث سير في ظل طريق حادٍ متعرج وزخم متوقع في عدد الرحلات على مدار السنة، وتحديداً في الأيام والشهور التي ستشهد مواسم نشطة، وتحديداً خلال الفترة المسائية.
إن الاثر البيئي لا يمكن تقديره حالياً إلا بالإستعانة بخبراء ومختصين يحتاجون الى بيانات دقيقه ومعلومات واضحة عن آلية تشغيل الطريق، ودراسة لأعداد الزوار المتوقع إستخدامهم لهذا الطريق، وأوقات الاستخدام.
يبدو لنا أن هذا المقترح لم يأتِ من خلال دراسه علميه لقدرة الموقع الاستيعابية، ومن خلال مختصين باسلوب إدارة التراث، ودراسة تحليلية لأعداد الزوار وأوقات الزيارة وغيرها، وبالتالي ربما لن يكون هذا هو الحل الأمثل لأية مشاكل، أو المبرر الأفضل لأية خطط.
إن الاستخدام الأمثل للتراث كأحد مصادر تنمية إقتصاديات الدول والمجتمعات المحيطة بالتراث مُبرر، إذا كان ذلك يتوافق مع كل القيم الثقافية والتاريخية للموقع، وبما أن المستفيدين من الموقع كأصحاب الجمعيات المرخصة في البتراء لم يُستأنس برأيهم، وكما نعلم فهم متضررون من هذا التوجه، مما سيخلق حاقدين على الفكره والموقع، وهذا قد يخلق ردود افعال المتضررين بما يسيء للسياحة والموقع على حد سواء، وعندها ستكون المكاسب المتحققة حالياً أقل من الأضرار التي قد لا تُعَّوض، وبناءً عليه، فإن الأجدى عمل إستبيان، وجمع معلومات من كل القطاعات المستفيدة حالياً من الموقع والسياحه؛ لكي يصار إلى إتخاذ القرار الأمثل في هذا السياق.
إن إنشاء طريق جديد لن يساهم في إطالة مدة إقامة الزوار في المنطقه والموقع، مما سيعزز سياحة اليوم الواحد بل جزء من اليوم، وسوف يكون المستفيد دول الجوار التي يباع لديها برنامج زيارة البتراء كهدية على برامجهم السياحية الوطنية.
أما قضية البعد الامني للطريق وتجمع الزوار في منطقه واحده، وتنقلهم من البتراء في طريق العودة ربما تكون عناصر مشجعه للذين يستهدفون أمن البتراء وزوار الأردن، وهذا مبرر لدراسة الأبعاد الأمنية لهذا القرار من الجهات المعنية بأمن البتراء.
أما أهم مبررات التريث في الإقدام على هذه الخطوة فهو منطقة التركمانيه (الترجمانيه) التي يوجد فيها أطول نقش نبطي، حيث يُشير هذا النقش الذي يعلو القبر النبطي الموجود هناك إلى العديد من المنشآت المرتبطة بالقبر والتي يبدو- وكما يرى أغلب الباحثين- أنها تتوزع في الجزء الأمامي للقبر، وللأسف لم نتمكن حتى الآن من معرفة المعالم التي اشار اليها النقش، وبالتالي فان الأولوية يجب أن تنصب على إجراء حفرية منظمة وشاملة في هذا المكان ليصار إلى ربط جميع محتويات هذا النص المتميز بالواقع، ولتقديم منتج سياحي جديد في البتراء.
هذا هو حرفيّاً التقرير الذي أعتبر منذ كتابته جريمه قمنا بها وما زلت وبعض الزملاء نعاني إرهاصات عدم التوافق مع ارباب هذا المشروع، وتحمّلت خلال السنه الماضيه الكثير لانني كتبت رأيي بكل حريه ومسؤوليه وامانه، وما زلت في كل يوم أزداد قناعة انني قلت رأيي ولست مستعداً لتغييره، لان البتراء في تقديري اهم من الاشخاص مهما طغى شأنهم، لانهم الى زوال، سواء بإرادة الوطنيين وعلى رأسهم جلالة الملك المفدى، او بإرادة الشعب الذي ما عاد يهمه ادوات الفساد ومُتنفِعيه.
المفاجأه التي تدلل على عمق فهمنا لواقعنا خلُصت الى تغيير اللجنه، وإجراء كشف جديد، وأُُوحي للجنة الجديدة ما اوحي، وبدأت دراسة لم ترْتقِ الى ادنى درجات المهنيه والعلميه والموضوعيه، وكانت غطاء لتبرير الفكرة التي تحّمس لها من لا يعنيهم امر البتراء واقعاً ومستقبلاً، والاخطر من ذلك إيهام الناس ان المشروع للمجتمع المحلي، وستعمم نتائجه على ابناء البتراء من دلاغه الى بيضه، فتحمّس الناس والعامه الى فكرة يجهلون ابعادها وغاياتها ونتائجها على مستقبل البتراء وبلداتهم، وعلى مستقبل أبنائهم.
اليوم وبعد تقرير اليونسكو الاخير الذي يُعتبر "الاسوأ" في تاريخ البتراء منذ تسجيلها على قائمة التراث العالمي عام 1985م، كان لا بد وان اقول كلمتي على ما جاء في هذا التقرير الذي كاد ان يُسقط البتراء من تلك القائمه.
لقد جاء تقرير اليونسكو الاخير في اكثر من 85 صفحه باللغة الانجليزية، وبحجم خط 16، بدون الملاحق والصور والرسومات، اما كله مجتمعاً فقد قارب الثلاثماية صفحه، وكما وصف فهو التقرير الاسوأ في تاريخ البتراء، ولقد ورد في التقرير 137 ملاحظه او بالاحرى مخالفه، مطلوب من الحكومة الاردنيه تصويبها قبل شباط 2013، لكي يُعد تقرير جديد نتمنى ان يُبقي ذلك التقرير البتراء على قائمة التراث العالمي.
الحديث عن تلك المخالفات يطول ويطول جداً، ولكن ما يهمني هنا، هو الاشارة الى موضوع المقال الطريق الخلفي، وسأضيف عن هذا الطريق ما لم يعلمه مُعدّي التقرير وما لم نذكره في تقريرنا الاولي لفوارق الفهم بين من اعدّوه وبين من تقدم لهم، وهو ما يلي:
اولاً: لم يثبت تاريخياً ان مخرجاً خلفياً أعد في البتراء لخروج الناس منها، ولذلك صُممت معالم المدينه للداخل اليها والخارج منها، فهي لوحه فنيّه يبقى الزائر يراها من كل زاويه ببعد جديد، ورونق مختلف، كما ان المعالم التي تشاهد في طريق العوده عبر السيق اكثر من تلك التي يمكن مشاهدتها في الطريق اليها.
ثانياً: هنالك دليل قوي يثبت ان للبتراء مدخل ومخرج آمن واحد الذي يُعتبر مكون أساسي لاحد ابرز قيم التاريخ والطبيعه وهو السيق، ، وهذا الدليل هو قافلة الجمال في السيق، المكونه من جملين يتجهان الى داخل البتراء مُحّملان بعينه من حِمْل القافله ُتقدم الى المعبد داخل البتراء، وآخران متوجهان الى خارج السيق والبتراء بدون حِمْل، وهي إشاره قدمها الانباط قبل الفي عام لمن بعدهم في دعوه الى عدم العبث بالقيمه التاريخية والوظيفية والتراثيه والمعرفيه للسيق والبتراء.
ثالثاً: في علم إدارة التراث الانساني، هنالك فرق بين "إستغلال" التراث و"إستثمار" التراث، وهذا الفرق لا يدركة إلا اهل الشأن والاختصاص، أما وقد آل امر البتراء الى غير اهله، فإن إستغلال التراث هو العنوان، لان الجاهل عدو نفسه كما يقال دائماً، ونحن دائماً وبكل قناعه وكما يفكر كل العالم مدعوون الى إستثمار وجود الزوار ولكن ليس على حساب قيم التراث، والاستثمار دائماً خارج الموقع وليس في ربوعه وعلى حساب تفاصيله بكل قيمها.
رابعاً: في علم إدارة التراث والمواقع التراثيه، فإن المطلوب دائماً ان يتكيّف الناس مع القيمه التراثيه والتاريخيه وليس العكس، بمعنى لا نُغير وظيفة الاشياء والجزئيات والمعالم، وإن كان لا بد من ان يتغير شيء، فالتغير مطلوب في المستحدثات وهم الزوار، ان يتكيفوا مع التراث وحاجاته وضرورات حمايته، وليس تطْويع التراث ليتوافق مع رغبات الناس واهواءهم ومصالحهم، ولذلك ُقلنا فيما مضى، وما زلنا نؤكد، لِم نعكس الاشياء دائماً؟!، والنتيجه لم يستحي منا احد ممن اعدوا التقرير الاخير، وانتقدونا رغم إشادتهم في بداية التقرير فيما نُحسن دائماً وهو كرم الضيافه، لانهم تعوّدوا ان يصْدقوا انفسهم ومتطلبات وظيفتهم، فيما تعودنا ان لا نصْدق انفسنا ومصالحنا الوطنيه وامانة المسؤولية التي تقلدنا.
خامساً: من المعلوم ان الشكل الطبيعي لسطح الارض ذات القيمه التراثيه والتاريخية او ما يعرف بـlandscape)) هو جزء من اثرية الموقع، ولا يجوز تحت اي مبرر ان يصار الى تغيير سطح الارض وطبيعتها، لان شكلها الطبيعي قد يفسر ظواهر اثريه مهمه تساعد في فهم تاريخ المنطقه والموقع ووظيفة المكان، لان طبيعة الارض إن كانت تركت أساساً بلا عبث فقد كان لغايه، وإن اعيد تشكيلها فلقد كان لذلك سبب، وفي كِلتا الحالتين طبيعتها جزء من اثريتها وخصوصيتها، ولا يجوز العبث به وتشويهه، وقد ثبت لدينا في البتراء اهمية الحفاظ على طبيعة الارض الاصليه لان ذلك يساعد في فهم المدلولات الاثريه، ففي عام 1993 عندما تم إكتشاف وثائق كنيسة البتراء، تبين انها تذكر اسماء مواقع وتصِفها من حيث الطبيعة الطوبوغرافية ومن حيث محيطها الطبيعي، وقد تمكنّا حينها من معرفة ما يزيد على خمسين موقعاً في وادي موسى بسبب إحتفاظها بشكلها الطبيعي، فيما ضاعت أسماء اخرى كما نجهل اماكن لمواقع مذكورة في تلك الوثائق بسبب المدّ العمراني والعبث المنظم لمظاهر سطح الارض، وفي نقش "الترجمانيه" ذكر لمنشئات ومرافق للقبر موجوده حوله وبالقرب منه ولم نتعرف عليها بعد، وهي عرضه للضياع والعبث بسبب طريق خدمي سياحي غير مبرر على الاطلاق في هذه المنطقه.
لقد أشار التقرير الى قائمة طويله من الاسماء التي قابلتها اللجنة مُعِدة التقرير، وهي قائمة من تولوا امر البتراء ممن لا يعنيهم الامر، وفيها كل اسماء من ساهموا في إصدار هذا التقرير المشؤوم، وكل من تلوثت ايديهم في البتراء، وفيها اسماء من تسلقوا على جسد البتراء الواهن، وأسماء اولئك الذين تواطئوا مع من أساءوا للبتراء، واسماء المؤسسات غير الحكوميه التي تاجرت بالبتراء وما زالت، وفيها وفيها، وسنعمل على بيان دور كل شخص او جهة في التسبب بهذه الجرائم في الوقت المناسب، لان الساكت عن الحق شيطان اخرص.
اما التقرير فليكن في علم الجميع انه جاء عندما غابت او ُغيِبت دائرة الآثار عن البتراء، وقد قلنا آنذاك ان هذه قضيه فنيه ولا يجوز تفويض امرها الى غير اهل الاختصاص، كما ان قانون الاثار بنصِه الصريح لا يُجيز إدارة او تفويض او بيع المحميات الاثرية لاي جهه داخلية او خارجيه، وللعلم فإن البتراء هي اهم المحميات الاثرية في الاردن والتي عُدِل قانون الآثار من اجلها وأضيفت اليه هذه الماده، وهي ايضاً اول ضحايا غياب المؤسسية والتحايل على القوانين، وهي دائماً مطيّه للطامعين بموقع وظيفي متقدم، وهي ايضاً اداة المتنفذين لصناعة إمتداداتهم في مواقع القرار.
واليوم نقول لكل الوطنيين والشرفاء: هل نجرؤ ان نسمي الاشياء بمسمياتها ونُحمّل كل من كان وراء هذا الاخفاق مسؤوليته بثقة المؤمنين بقدرة وطننا على محاربة الفساد والمفسدين؟!، والسؤال الكبير الآن، من سيتولى تقرير اليونسكو الاخير بكل ملاحظاته ومخالفاته لكي يحافظ على البتراء في قائمة التراث العالمي عام 2013 ؟!.

مدير آثار محافظة معان



تعليقات القراء

حسين الحسنات
كلام جميل علمي متخصص . كل هذه التساؤلات وغيرها تطرح على المفوضية غير المتخصصة والتي لا تتقن شئ غير بناء الجدران وهي غير ناجحة في ذلك .
01-03-2012 06:15 AM
سائح
المعروف ان كل شيء ياتي من الخلف غدر وجبن شكراً لصاحب المقال
01-03-2012 11:30 AM
طاهر
مقال رائع يدل على خبره وعلم ومعرفه، هذا هو قدر بلدنا ومؤسساتنا يتولى امرها جهلة والخاسر هو الوطن، نرجو جلالة الملك ان يتدخل لانقاذ البتراء ممن تولوا امرها، وحسبنا الله انه نعم المولى ونعم النصير..
01-03-2012 01:53 PM
ابو بشار
مقاله رائعه ومعلومات قيمه تكشف المستور نرجو من السيد هاني المتابعه في كشف كل الخبايا وما يحاك من قبل اشخاص ليسوا اصحاب اختصاص سوى انهم يركضون وراء مصالح خاصه...............
01-03-2012 06:31 PM
حسن الجلاد
كل الشكر لابن الوطن البارهاني الفلاحات وضعت اليد على احد الجراحات التي تسببت بهاالحكومات الفاسده بوضع من عو اعمى يقود مبصرين من سلطه فاشله وهزيله وجمعية المحافظه على تدمير البتراء وغيرها من الاسماء التي تفتقر للمعنى
26-04-2013 09:40 PM
شاهر الحسنات
نناشد جلالة الملك ودولة الدكتور عبدالله النسور التدخل المباشر لحماية البتراء من الذين هم بوادي والبتراء بوادي ااااخر
26-04-2013 09:45 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات