حماس .. احذري من الخونة


دائما في الأزمات والأوضاع الصعبة، والحروب واحدة منها، تعمل كل الدول أولاً على تأمين الصف الداخلي أو الجبهة الداخلية لأنها الأساس المتين، الذي إن تم ضربه وانهار، فإن النتيجة النهائية للعدو ستتحقق بسرعة كبيرة، وهذا ما تم الانتباه إليه مبكراً من قبل حكومة إسماعيل هنية في غزة، وأيّد ذلك تقرير صحافي نشرته جريدة «العرب» أمس كواحدة من عشرات الأدلة، التي تثبت كل يوم أن هذه الحكومة قد نذرت نفسها فعلاً لله، ووضعت نصب عينيها صالح الشعب وبما يرضي الله.. وهذا الذي سبب لهم عدم رضا وقبول من الآخرين من البشر، وصارت التحالفات من القريب والبعيد لوأد هذا النموذج من الحكم في مثل هذه المنطقة..

نعود لموضوع الخونة.. فقد جاء في التقرير أن الناطق باسم وزارة الداخلية في حكومة هنية إيهاب الغصين أن الوزير الشهيد سعيد صيام ظل يؤكد على كوادر وزارته بأن «الجبهة الداخلية في نفس أهمية جبهة المقاومة الحدودية، بل تكاد تكون أهم، لأننا هنا نحمي ظهر المقاومة ونثبّت حاضنتها الشعبية وهو ما يمنحها إمكان الاستمرار».. وأضاف أن الوزير الشهيد قد أصر على متابعة عمل الشرطة بنفسه عبر التنقل الدائم بين مناطق تواجدها، وذلك الذي سهّل عملية رصده من قبل قوات الاحتلال واغتياله لاحقا، معتبرا أن اغتيال الوزير صيام لم يكن إنجازا عسكريا بأي معنى من المعاني لأن الرجل لم يكن مختفيا بل كان بين الناس.

نعم لم يكن اغتيال الوزير نجاحاً لجيش اليهود المتوحش، ولكنه خسارة لحماس، فإن الرجال لا يأتون بسهولة في مثل هذا الزمن.. وهذا الاغتيال مؤشر واضح إلى أنه لم يكن ليحدث لولا الخونة من الداخل. كيف عرف سلاح الجو اليهودي بموقع الوزير لو لم تصله معلومات من خونة الداخل أو من منافقي الداخل وبدقة شديدة؟

هؤلاء الخونة بالنسبة للجيش اليهودي كنوز استخباراتية كما وصفهم تقرير صادر عن جهاز الاستخبارات، وفقدهم خسارة كبيرة له، وهؤلاء الخونة ليس لهم أي نصيب من الرحمة الإنسانية، لأن جريرتهم كبيرة وشنيعة، يكفي أنهم باعوا دينهم ووطنهم وشعبهم وفي أصعب الأوقات.. وتسببوا في مقتل الكثيرين في سبيل حفنة شيكلات أو دولارات.

جهاز الأمن في غزة عليه أن يصل إلى أولئك الخونة بطرائقه المختلفة، ومن يعترف وتثبت عليه الجريمة، فإن تصفيته هو العقوبة المناسبة له، دون أن تكون هناك رأفة أو أن يكون هناك اعتبار لمسألة الاعتراف وأنه سبيل لتخفيف العقوبة، فمن شارك في خلخلة الصف الداخلي، مصيره إسالة دمه ليس فجراً في السجن، بل ضحى في ساحة عامة، وليكون ذلك عبرة لمن يعتبر.. أليس في كل الدول المتحضرة، هناك جريمة تسمى الخيانة العظمى، المتمثلة في معاونة العدو وقت الحرب والإعدام هي العقوبة؟ إذن.. لن يتكلم أحد في هذا الشأن، لا دول ولا منظمات ولا جمعيات حقوق إنسان أو رفق بالحيوان، أعزكم الله.

atyaf_emadi@hotmail.com



تعليقات القراء

جويعد
...... حماس احذري من عباس
06-02-2009 12:27 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات