لماذا اختفت الا بتسامة من وجوه الاردنيين ؟

الأسباب كثيرة و ربما لا يمكن حصرها و توضيحها في مقالة قصيرة مقتضبة لكن سأكتب ما أستطيع من الاسباب المباشرة و الغريبة وراء ذلك
ام ان هذه الابتسامة لم تكن موجودة اصلاً؟؟؟؟

مثلاً....

اذا ابتسم الولد امام والده شك بأمره و سأله شو مساوي يا ولد قر و اعترف ..؟
و اذا ضحك بصوت مرتفع ولو قليلاً قال له الوالد وجع يخلع نيعك تضحك بلا اسنان انشالله ..!!!!! طيب خليه يضحك .
و اذا ابتسمت بوجه شخص لا تعرفه و قابلته بالصدفة سألك بغضب خير انشالله حضرتك بتعرفني ؟؟؟؟؟!!!!!
اذا ابتسمك و أنت مع أصدقائك يقولون اسم الله عليك شو مالك انهبلت ؟؟؟!!
الطالب اذا ابتسم اثناء الحصة ناله ما ناله من بهدلة و عقاب ..
طالب الجامعة اذا ضحك أو تبسم يطرد من المحاضرة فوراً .
السائق اذا ابتسم بوجه الراكب شك في أمره و دخلت الريبة قلبه و خصوصاً اذا كان الراكب امرأة ..

و الاسباب كثيرة و على هذه الشاكلة ...
نعم اختفت الابتسامة من وجوهنا بسبب جديتنا و حدة طبعنا الزائدة و أصبح الطخ أسرع الطرق للتفاهم ..
أنا شخصياً حدثت معي حادثة بسيطة بهذا الخصوص حيث ذهبت أثناء للقاء مهندس أجنبي و الله مجرد أن نزلت من السيارة بادرني بالسؤال you need to smile رغم أنني كنت على طبيعتي ..
يظهر أن الكشرة و الحزن مرسومين على جباهنا !!!
لما كل هذا التجهم يا ترى و لماذا نصر على أن تكون الكشرة سمتنا الرئيسية و التي نشتهر بها رغم أنها سمة قبيحة و ديننا الحنيف و نبينا الكريم نهونا عن التجهم و التشاؤم و أمرنا بالتبسم في وجوه الاخرين بل أكثر من ذلك اعتبرها صدقة ( و تبسمك في وجه أخيك صدقة )
أعرف جيداً ما يمر به مواطننا من ظروف ماديةٍ متردية و التزامات و أعباء ثقيلة تنوء بحملها الجبال فالدخل لا يكفي و الغلاء لا يتوقف و العيال كبرت و مصاريفهم زادت و هموم اجتماعية و مشكلات في ثقافتنا و الكثير الكثير و أنا أحد الناس الذين يعيشون هذه الظروف بشتى انواعها و الحمد لله رب العالمين .. و لا أنسى الامراض الكثيرة و الجديدة و الخطيرة التي تفشت في زمننا هذا فهي أكبر مبعث على الهم و الاحزان ..
يعجبني اشقاءنا المصريين فهم يضحكون مهما اشتدت المحن عليهم مالفرق بيننا و بينهم ربما هو الكشري الذي اشارت دراسة جديدة انه السبب وراء ذلك طبعاً انا غير مقتنع بهذه الدراسة و نتائجها
و أظن أن اهم اسباب كشرتنا و بوزنا هي الثقافة التي تربينا عليها بالدرجة الاولى و التي تعتبر الكثير من السلوكيات الطبيعية و الفطرية في الانسان عيب و قلة أدب .
لكن اتساءل ...هل الحزن و الغضب و الاكتئاب و العصبية و التكشيرة تعتبر وسائل ناجعة لمعالجة تعقيدات الحياة ؟؟؟
اترك لكم الاجابة و هي معروفة لدي.
لا و لن تكون هذه العادات و الصفات سبباً في الحل بل تزيد الامور تعقيداً و تزيد الكرب كرباً ..
فلنسلم أمورنا لله و نسعى لحل مشاكلنا بتفاؤل و توكل على الله من قلب مخلص..
ابتسموا و اضحكوا و عيشوا حياتكم و لا تهدروها بين الحزن و الغضب فذلك معصية و و اعتراض على قضاء الله عز و جل و الله أعلم ..

جهاد ابراهيم عثمان البستنجي .