في ذكرى يوم التعريب


في الذكرى السادسة والخمسين لتعريب قيادة الجيش
التعريب نقطة تحول مهمة في توطيد أركان الدولة الأردنية
في الأول من شهر آذار من كل عام آذار الخير نحتفل بذكرى مناسبة وطنية عزيزة وغالية علينا وهي من المناسبات التي نعتز بها ونفتخر حيث كان يوم استقلال الإرادة
لقد كان يوم الجمعة الاول من آذار من عام 1956 من الأيام الخوالد التي يعتز ويفتخر بها الأردن حيث استحقت الخطوة الأخرى على طريق الاستقلال والمتمثلة بالقرار التاريخي والجريء لجلالة الحسين بن طلال طيب الله ثراه والمتمثل (بتعريب قيادات الجيش من السيطرة والقيادة الأجنبية لتزول كل المعوقات التي كانت تحول دون تطور القوات المسلحه الجيش العربي . وبناء علية جاء هذا القرار لتكون القيادة بأيدي عربية آمنة.

فكانت كلمات الحسين القائد عبر أثير إذاعة عمان مدوية وملبية رغبة القائد في الاستقلال فكان لهذا القرار وهذا النبأ الذي بث عبر إذاعة عمان في تمام الساعة السابعة من نفس اليوم كان له رجه مذهلة في النفوس حيث وجه جلالة القائد الحسين العظيم طيب الله ثراه خطاباً قومياً وتاريخياً مسجلاً بصوته وموجهاً إلى أبناء شعبة جاء فيه:

( أيها الضباط والجنود البواسل أحييكم أينما كنتم وحيثما وجدتم ضباطاً وحراساً وجنوداً , وبعد فقد رأينا نفعاً لجيشنا وخدمة لبلدنا ووطنا أن نجري بعضاً من الإجراءات الضرورية في مناصب الجيِش فنفذناها متكلين على الله العلي القدير , ومتوخين مصلحة امتنا وإعلاء كلمتها وأنني آمل فيكم كما هو عهدي بكم , النظام والطاعة ......) .

وبناء على ذلك تنفيذا للرغبة السامية فقد أصدر مجلس الوزراء قراره رقم 198 الذي نص على النقاط التالية:
1. إنهاء خدمة الفريق جون كلوب من منصب رئاسة الأركان في الجيش الأردني.
2. ترفيع الزعيم راضي عناب لرتبة أمير لواء وتعينه لمنصب رئيس أركان حرب الجيش العربي الأردني بدلا الفريق كلوب .


3. إنهاء خدمة القائم مقام باترك كومهل ( مدير الاستخبارات العسكرية) .
إنهاء خدمة الزعيم هاتون (مساعد كلوب للعمليات) وتنفيذ هذا القرار اعتبار من 1/3/1956 .


بعد هذا القرار التاريخي والجريء لجلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال رحمه الله توالت ردود الفعل العربية والأجنبية وكان أهمها ردة الفعل للشعب الأردني حيث اكبر الشعب الأردني هذه الخطوة الشجاعة والتي كان الاردن بحاجة ماسة لها من اجل تتويج الاستقلال الحقيقي والمتمثل بايلاء القيادة العسكرية لضباط أردنيين وبإرادة عربية ليتمكن الجيش الأردني من استقلال إرادته العسكرية دون أملاءات من الأجنبي
فلقد كان لقرار الحسين العظيم رحمه الله ردود فعل مختلفة وعلى الصعيدين الدولي والعربي فقد أكبر العالم بأسره خطوة الحسين وهتف المجد من أعماقه لهذه الخطوة الجريئة التي كانت انتصار للكرامة العربية وأضافت سفراً مضيئاً في سجل الهاشميين الخالد .

ردود الفعل الدولية والعربية على القرار:
رد الفعل البريطاني : جاء على لسان " جيمس لنت" في كتابة " الحسين حياة وسيرة" حيث يقول :
كانت ردة الفعل في بريطانيا على طرد كلوب اكثر من صاخبة ... فعندما سمع رئيس الوزراء البريطاني آنذاك بالخبر انفعل وأصيب بحالة من الهيستيرييا....) .

رد الفعل الأمريكي : جاء ذلك عندما خاطب ايزنهاور جلالة الملك القائد الحسين المفدى فيقول له : انك بطل والبطولة ليست ملك شعبك بل هي العالم .

رد الفعل الفرنسي : جاء على لسان كاتب مقال في جريدة لوموند الباريسية قال فيه : إن عزل الفريق كلوب من رئاسة أركان حرب الجيش الأردني يدل على انهيار أخر أعمدة الحكمة لبريطانيا في الشرق الأوسط , وان الأحداث التي تجري في عمان تجبر البريطانيين على أن يعترفوا في نهاية الأمر أن احد فصول التاريخ قد انتهى .


رد الفعل في الاتحاد السوفييتي : جاء رد الفعل في جريدة نيويورك " هيد الد تربيون " كتبت تقول" أن عزل كلوب كان خدمة حاسمة لنفوذ البريطانيين الأخذ في الأقوال ولنفوذ الدول الغربية في الشرق الأوسط بشكل عام .

أما ردود الفعل في الصحافة العربية فقد كانت على النحو التالي:

جريدة الجمهورية المصرية : الصادرة في 4 آذار 1956 نشرت مقالاً بعنوان " سلمت يداك يا حسين " وهي عبارة قالها الرئيس المصري الراحل جمال عبدا لناصر عندما سمع النبأ .

جريدة الفيحاء السورية : الصادرة في 4 آذار 1956 :
(.... وقرارك بالأمس يا حسين هو أروع تعبير عن هذا الوعي العربي الأصيل الذي يرى العزة في شق طريق التحرر والكرامة في القضاء على السيطرة التي تأتي من الخارج ).

جريدة الجهاد اللبنانية : نشرت في عددها الصادر في نفس اليوم الرابع من آذار 1956 كلمة بعنوان " خطوة ملكية شريفة" قالت فيه : ( لقد انزاح الكابوس عن معجزة ما أشبهها بمغامرات الملوك الشريفة حين يحققون لبلادهم وافر السيادة والسعادة وارتعدت لندن وارتجفت واشنطن...)

وكما أشرت أنفا كانت أهم هذه الردود ما جاء على لسان الجماهير في الأردن التي انطلقت مرحبة بالقرار مبتهجة ومهللة وهي تنشد الأهازيج الشعبية والأغاني الوطنية هاتفة لحياة جلالة الملك صاحب الحزم والعزم والجرأة حيث اتجهت هذه الجموع المحتشدة إلى قصر بسمان العامر حيث استقبلهم جلالته المغفور له الحسين بن طلال رحمه الله وألقى فيهم كلمة من أهم ما جاء فيها :

( أرحب بكم في بيتكم هذا أهنئكم بجيشكم العربي، لقد وفقنا الله له والان لقد شاء أن نطمئن وعلينا جميعا أيها الأخوان أن نعمل يداً واحدة في سبيل خدمة هذا البلد وكلنا فداء له ) .

وبعد فقد كانت خطوة جلالة الملك الراحل العظيم طيب الله ثراه بتعريب قيادة الجيش بارقة أمل على الطريق الصحيح للمسيرة الخيرة لهذا البلد المعطاء وتحقيقا للأماني القومية العربية وعلى رأسها الشعب الأردني الذي أراد ان ينعم بالاستقلال الحقيقي والحرية والحياة الفضلى وكان له ما أراد و في هذه المناسبة الخالدة لا بد لنا إلا ان نترحم على معرّب الجيش وصانع المجد وباني نهضة الاردن الحديثة الحسين رحمه الله كما ونتوجه إلي الله العلي القدير ان يوفق أبا الحسين جلالة الملك عبدا لله الثاني القائد الأعلى للجيش العربي الأردني حفظه الله ورعاه الذي سار على نهج والده لما فيه خير البلاد والعباد انه سميع مجيب الدعاء .
e-mal—hassan_abo_zaid@yahoo.com



تعليقات القراء

دفاعا عن الرأي الاخر
المبجل و الكريم
حسن ابو زيد
دفاعا عن الرأي الاخر
والغائب
لم تدرج
راي الجنرال جلوب
مع عظيم مودتي و احترامي
29-02-2012 01:07 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات