من منّا لا يعرف مجلة فوربس الامريكيه وهي تعيش بيننا تتابع شاشات التلفزيون في بيوتنا معنا وكاميراتها مخفيه بين اروقة مؤسساتنا وغرف نوم البعض من الساسه لتجميع اخبارهم و كل سنت يدخل او يخرج من بين اصابعنا ويتجه بسرعة الضوء الى حسابات بارقام سريه في سويسرا...المجله تفصح دائماً عن ممتلكات الرؤساء ورجال الاعمال وسيدات المجتمع المخملي وعارضات الازياء والممثلين وغيرهم لا للوقوف على حقائق نجهلها بل لارغامنا في دخول عالم الاكتئاب والفصام الذهني فحسب..
طالعتنا المجله المذكوره في احصائيات عام 2010 ان قطر هي اغنى دوله في العالم وما الجديد في ذلك وشيخها يضع كرسي ملكه على محيطات من الغاز المسال تدعم وجوده ورفاهية عقيلته والشيوخ من أعوانه مرتادي افخم الفنادق ودور الازياء وهم يمتلكون الشركات العالميه الكبرى ومفاصل في الاقتصاد العالمي ,, ودخل الفرد هناك قد راوح ال 88 الف دولار سنوياً, يصرف منها عشرون أو أقل لخدمة المواطن هناك والباقي في.....ومواخر الرذيله في ايلات..تباً لهم انهم يهدمون الأمه.
لكن ما اثار انتباهي هو ان سنغافوره في المركز الثالث عالمياً بعد لوكسمبورغ بدخل حوالي 56,7 الف دولار للفرد من التصنيع والتقنيه والاستثمار لا من البترول ولا الغاز المسال, ورافق الخبر صوره لناطحات سحاب كما منهاتن ودبي...للعلم لقد استقلت سنغافوره عام 1965 عن بريطانيا أي بعدنا بحوالي العشرين عاماً ومنذ ذلك التاريخ وهي في صعود مستمر برغم الازمات التي اصابت الاقتصاد العالمي,وبرغم محدودية السكان الذي لم يتجاوز الخمسة ملايين كما نحن ايضاً,اعتمدت الدوله على التجاره والصناعات التحويليه وتكرير النفط حتى أضحت من اكبر اقتصاديات شرق اسيا ,كما انها من اقل الدول فساداً في العالم وهنا مربط الفرس,وقد لا نختلف عنهم كثيراً هنا في الاردن من حيث ضعف الموارد ومحدودية السكان لكن نحن على النقيض منهم فلدينا فساد يؤهلنا لنكون الدوله الاكثر فسادا في المنطقه ومن الاوائل عالمياً..
تعتبر سنغافوره من الدول الناجحه سياحيا لما تمتلك من بنيه تحتيه تجعلها تزاحم كبريات الدول, ففنادقها من افضل الفنادق العالميه وشوارع مدنها والخضره التي تلفها والماء العذب من كل صوب تجعل منها اضافة الى انتماء ساكنيها برغم تعدد مذاهبهم واصولهم ودياناتهم الى الوطن الذي جعلوا منه محجاً للسياح وطالبي الاستجمام من كل اصقاع الارض, في الوقت اننا في هذا الوطن المبتلى بأزمات الجوار منذ استقلاله وبضآلة ومحدودية موارده الا اننا نمتلك الكثير فيما لو تم استغلال موارده, فلدينا تنوع بيئي بين شماله وجنوبه وبين جباله وغوره, ولدينا اماكن سياحيه معروفه على خارطة العالم السياحيه كالبتراء والبحر الميت ولدينا سياحه دينيه وأخرى علاجيه لكن هنالك عائق واحد ان لدينا من اعلى النسب العالميه في الفساد جعلتنا دوله مدينه تستجدي العون والمساعدات, اقتصادها هش كما ضمائر مسؤوليها ..آه يا وطن الاحرار وارض الرباط, فكم على ترابك قضى من الصحابة والشهداء ممن خضّبوا بدمائهم الزكيه ترابك,,لكن المرتزقة من زناديق التخاصيه وسفلة المال المسروق من عوائد الاستثمار, واشياع السوق الحر ممن باعوك في وضح النهار وشربوا قهوتهم,,لِمن نشتكي ونحن نساق صباح مساء الى مقاصل الجوع والتشريد نُذبح كما خراف العيد وتحت أعين جلادينا ممن استباحوا حرماتنا ودلقوا كرامتنا على قارعة الطريق ولوثوا ماءك الزلال..ننتظر الفرج من ربٍ عدل وننتظر عدل الارض والقصاص ممن تبغددوا بقوت الفقراء والمحتاجين ممن يرفعون ايديهم صباح مساء الى السماء..يا رب يا رب..اليك يشتكي طفل جائع وشيخٍ هرم وأمٍ ثكلى تجبَر الظلّام فلا تردهم..ودمتم.. نياو.. نياو..