قبل إقرار نظام هيكلة الرواتب الجديد ، خرجت علينا الحكومة بتصريحاتها (( سوف يلمس الجميع الزيادة على رواتبهم )) والأصح والأجدر أن الموظف قد (( لمسته )) الهيكلة بصعقة كهربائية كلفته زيادة على الفاتورة الشهرية للكهرباء المنزلي ما بين ( 15 ـ 50ديناراً ) علماً بأن أكثر من 70% من الموظفين الكادحين ( الحكوميين ) لم تتجاوز زيادة رواتبهم العشرين دينار ! ، وبمعادلة بسيطة ( رفع أسعار الكهرباء يعني رفع أسعار المواد الغذائية كما أعلن التجار ، ناهيك عن المواصلات وغيرها من الأمور التي تمس حياة المواطن الأردني ، وكل ذلك يحدث للشعب في ظل الربيع العربي ، الذي أجبر الحكومات العربية على تخفيف الأعباء على مواطنيها ، بعكس الحكومة الأردنية التي جاءت لتفرض العقوبات الاقتصادية القاسية بحق الأردنيين ، فأي عدل هذا بحق السماء ؟ !!! . فماذا لو لم يكن هناك ربيعاً عربياً فأي عقوبات أخرى ستفرض علينا ، وكل ما تم ذكره هو أول قطرة من غيث (( الهيكلة المزعومة )) ،
يا سيد البلاد :
قال تعالى (( ولا تزر وازرة وز أخرى )) صدق الله العظيم . فإلى متى سيبقى المواطن الأردني يدفع ضريبة فساد الفاسدين ، إلى متى سيبقى المواطن الأردني يتحمل وزر السارقين ، إلى متى سيبقى المواطن الأردني يتحمل ما لا طاقة له به ، إلى متى سيبقى المواطن الأردني يدفع ثمن برنامج التحول الاقتصادي ، لقد تعبنا يا سيد البلاد ، ونحن وكما يقول المثل الشعبي (( مثل اللي بالع الموس على الحدين )) فإذا تكلم أحدنا فهو متهم (( باغتيال الشخصية )) وإذا صمتنا فأنهم يتغولون علينا ، فبينما يتمتع الفاسدين بأموال الشعب لا يستطيع شعبك شراء ( كرتونة البيض ) التي قفزت بقدرة قادر وبفضل السياسات الحكومة إلى عنان الأربعة دنانير ! .
يا سيد البلاد :
نحن على يقين بأن عبدا لله الثاني ليس كبشار الأسد وأن النظام الهاشمي ليس كباقي الأنظمة الدموية الدكتاتورية ولكن الشعب الأردني يعاني وما زال يعاني مما عانته شعوب تلك الدول جراء الفساد ، فلا تستمع لهم ، فأنهم لا يريدون الخير للوطن ، لا تستمع لمن يقول لك ( الوضع تمام ، وعال العال ) أنهم كاذبين ، لا تستمع لأصحاب الخدود الحمراء (( الوردية )) فأنهم فاسدين ، لا تستمع لأصحاب ( الكروش ) التي تسبق كروشهم خطاهم فأنهم منافقين ، فهم لا يريدون الخير للعرش ، أنهم مداهنون يا سيدي ، أنهم منافقون يا سيدي ، فهم لا يريدون الخير للعرش ، فحماة العرش هم الأردنيين الفقراء ، حماة العرش هم أبناء العشائر والمخيمات ، حماة العرش يا سيد العرش هم الأردنيين الفقراء الذين لا يستطيعون شراء (( كرتونة البيض )) التي أصبحت تزاحم سعر كيلو اللحم المستورد . أما اللحم البلدي فقد شطبه الفقراء من مذكراتهم ! .
يا سيد العرش :
أنت ولي أمرنا ، انت ( رب البيت ) وليست الحكومات ، الأردنيين بشتى أصولهم ومنابتهم وعندما أشتدت ساعة العُسرة ، وقفوا وقفة رجل واحد ضد كل ما من شأنه ان يأخذ البلاد إلى المجهول ، فنحن لسنا بحاجة لثورة ، ولكننا بحاجة (( هيكلة حقيقية )) ، تعيد الأمل لنا ولأولادنا ، بوطن طالما تغنينا به ، ولطالما تغنينا بحبنا وعشقنا بقيادته الهاشمية ، كيف لا ونحن ما زلنا نبكي الحسين الباني رحمه الله ، ولا نريد أن يأتي ذاك اليوم الذي نبكي فيه على حالنا .
يا سيد العرش :
هناك من يعمل ليل نهار من اجل شرخ العلاقة بين النظام والشعب ، وبالتحديد بين (( الملك وشعبه )) ، وكلما خرجوا لوسائل الإعلام لا يتكلمون ألا عن الفساد وقضايا الفاسدين ، وعن برنامج التحول الاقتصادي ، الذي بيعت من خلاله مؤسسات الوطن بثمن بخس ، هم يقولون كلمة حق ولكن بعضهم يريد بها الباطل .
فيا سيد العرش :
العرش أهم من القائمين على برنامج التحول الاقتصادي ، العرش أهم من الأسماء التي تطالب الحِراكات الشعبية الصادقة بمحاسبتها اياً كانت صلتها بالعرش ، يا سيد العرش ، استحلفك بالله العظيم ، بأن لا تترك لهم الوقت والفرصة ليشرخوا علاقة الشعب بالمؤسسة التي كانت وستبقى الأغلى على قلوب الأردنيين . يا سيد العرش أغثنا ،،،،،، وأرحنا منهم فأنهم كاذبين .
m.jor31@yahoo.com