الانتحار .. ما بين السويد والأردن!


قبل بضعة سنوات وأثناء تواجدي في السويد في بعثة طبية في مجال عملي استمرت بضعة أشهر, وفي وقت فراغي في الفندق الذي كنت أقيم فيه, وأثناء تصفحي للمواقع الالكترونية, قرأت خبرا تداولته معظم المواقع الالكترونية الأردنية ومفاده أن فتاة في اربد حاولت الانتحار لرفض ذويها لها بإكمال دراستها رغم تفوقها وحصولها على معدل عالي جدا في امتحان الثانوية العامة, حيث أراد لها والداها بأن تتزوج ابن عمها رغما عنها.
وفي اليوم التالي أخبرت زملائي الأطباء السويديين بالخبر الذي وقع عليهم كالصاعقة, تشبه إلى حد ما تلك التي وقعت علي بعد قراءة الخبر.
وقد أخبرني أحد الزملاء الأطباء بأن نسبة الانتحار في السويد تعتبر من أعلى النسب في العالم, وقد قادتني هذه المعلومة لدراسة هذا الأمر, فوجدت بأن الدول الاسكندنافية تسجل أعلى نسبة في العالم في حالات الانتحار الفعلي, ومن المعروف أيضا أن هذه الدول وخاصة السويد تعتبر من أكثر دول العالم استقرارا ورفاهية, فالاشتراكية المدروسة والممنهجة هي طبيعة نظام الحكم وعليه فان الفرد لا يشغل دماغه وفكره في كيفية تعليم أولاده, وكيفية دفع الضرائب ورسوم العلاج وغيرها من الأمور التي يواجهها المواطن العربي, والسؤل الذي يطرح نفسه, لماذا تتصدر هذه الدول قائمة دول العالم التي تسجل أعلى نسبة في الانتحار؟ والجواب, انه الملل ووقت الفراغ الزائد, فتجد الفرد حائرا كيف يقضي يومه ووقته وعطلة نهاية الأسبوع.
"الانتحار في ابسط معانيه، يعني أن شخصا ينفي وجوده في الحياة، ويمسح جسده الانساني وبقائه، ويغير ديمومة حركته وحيويته ونشاطه نحو الفناء والسكون الابدي".
أشارت الدراسات في شمال أوروبا إلى لجوء أشخاص يتمتعون بمستويات ثقافية عالية بما فيهم كتاب ومبدعون إلى الانتحار، ومنهم الكاتب السويدي الشهير "وليام موبيري" الذي كتب أروع ما يفتخر به الأدب السويدي اليوم, وقد علل إنتحاره الذي أقدم عليه فعليا برمي نفسه إلى النهر وقضائه غرقا, بأنه قرر وضع حد لحياته لأنه لم يعد بامكانه مواصلة الكتابة والابداع كما قال في وصيته.
هذا في السويد, وأما في الأردن وقصة الفتاة التي ذكرتها في بداية مقالي, فتجعلني أن أسأل:هل نحن فعلا خير أمة أخرجت للناس؟, أم فعلا اننا أمة ضحكت من جهلها الأمم؟.
ان ظاهرة الانتحار التي تكاثرت في السنوات الأخيرة بشكل لافت للانتباه حتى تحولت لظاهرة اجتماعية تستحق دق ناقوس الخطر قبل تحولها إلى مرض خبيث يستحيل معالجته..ومن المؤسف جداً أن يكون وقود هذه الظاهرة شباب في ربيع العمر لم يجدوا حضناً دافئاً يرتمون إليه في لحظة يأس, فكان الانتحار ملاذهم الوحيد انتقاماً من أنفسهم ومجتمعهم وهروباً نحو الضعف والعجز الذي لا يحل المشكلة بل يفاقمها ويزيدها تعقيداً وذلك في ظل غياب واضح للرادع الديني والقانوني والأسري والتربوي, وعيه فان كل هذه الجهات مطالبة بالتدخل الفوري لوضع حد لهذه الظاهرة كل حسب تخصصه وموقعه.
د. صلاح عودة الله-القدس المحتلة




تعليقات القراء

حق الرد
...
رد من المحرر:
نعتذر....
27-02-2012 09:11 PM
اياد الخصاونة
موقف الأديان من الانتحار:

ممّا لا شك فيه أن الأديان السماوية كانت على الضدّ من ظاهرة الانتحار البشري، وخصوصاً الإسلام بينها الذي حرّم قتل النفس. قال تعالى في سورة النساء (الآية 29): "يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراضٍ منكم، ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً". وقال تعالى: "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة".. وقال جلّ ثناؤه: "ولا تقتلون النفس التي حرّم الله إلا بالحق" (صدق الله العظيم).



وكان من نتائج هذا الموقف الإسلامي التحريمي أن خفّت نسبة الانتحار في وسط الشعوب الإسلامية. فهي كادت لا تذكر مقارنة بغيرها من نسب المنتحرين في الدول الغربية، وخصوصاً العلمانية منها. فقد بيّنت دراسات معاهد لاهوتية في إيطاليا أن نسبة المنتحرين في الدول الأوروبية، والغربية بعامة، وصلت حدود الـ 37% في مقابل أنها لم تبلغ في البلدان العربية والإسلامية 1.3%. ولذلك دعت الجهات اللاهوتية المسيحية في إيطاليا إلى تفعيل دور الدين المسيحي في المجتمعات الغربية، وفرض إلزامية تعليمه في المدارس والجامعات بغية الحدّ من ظاهرة الانتحار. وهذه الدعوة تبنّتها أحزاب ديمقراطية مسيحية في الدانمرك والسويد وفنلندا وألمانيا وسويسرا.



وإذا كانت هذه الدعوات اللاهوتية المسيحية قد لاقت بعض الصدى في دول مثل إيطاليا واليونان والبرتغال وإسبانيا وبولندا ورومانيا وقبرص، إلا أنها لم تؤثر أيّ تأثير يذكر على مجتمعات دول الشمال، وخصوصاً الاسكندنافية منها. ففي السويد وفنلندا وآيسلندا مثلاً، ارتفع معدل الانتحار على نحو غير مسبوق، منتشراً هذه المرّة – ويا للخطورة – في أوساط الشباب المراهق وصغار السن..............وشكرا للدكتور صلاح على لفتته هذه!!



28-02-2012 01:13 AM
الى
الى المبجل

اياد الخصاونه

ارجو ان تقف

على سبب التنزيل :

للا يه الكريمه:

" "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة"

و ستنبهر

مع عظيم مودتي و احترامي
28-02-2012 08:38 AM
المبجل
المبجل و الكريم

د.صلاح عودة الله

اني

من نفس بلد

الل

حاولت "الانتحار"

ومتخرج باكثر من تخصص من بلد مجاور

للسويد

قللي(بتفخيم اللام)

لويش بنروح )

للسويد

وخلافيت

السويد

و بنحاول

نوخظ(بالظاء)

جنسياتهم؟؟؟؟؟؟؟؟

جراسا الغاليه!!!!!!!!

المحرر المبجل؟؟؟؟؟؟؟؟



الكاتب المبجل:بانتظار اجابتكم الكريمه
28-02-2012 08:44 AM
للفائدة
شرح حديث سبب نزول آية (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)





قال المصنف رحمه الله تعالى: [ باب في قوله تعالى: وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ [البقرة:195]: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح حدثنا ابن وهب عن حيوة بن شريح و ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أسلم أبي عمران قال: غزونا من المدينة نريد القسطنطينية وعلى الجماعة عبد الرحمن بن خالد بن الوليد ، والروم ملصقو ظهورهم بحائط المدينة، فحمل رجل على العدو فقال الناس: مه مه، لا إله إلا الله، يلقي بيديه إلى التهلكة! فقال أبو أيوب رضي الله عنه: إنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار، لما نصر الله نبيه وأظهر الإسلام قلنا: هلم نقيم في أموالنا ونصلحها، فأنزل الله تعالى: وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ فالإلقاء بالأيدي إلى التهلكة أن نقيم في أموالنا ونصلحها وندع الجهاد، قال أبو عمران : فلم يزل أبو أيوب يجاهد في سبيل الله حتى دفن بالقسطنطينية ]. أورد أبو داود [ باب قول الله عز وجل: (( وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ )) ]، وأورد حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه في بيان سبب نزولها، وهو أنهم كانوا يجاهدون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أعز الله رسوله وأظهر دينه قالوا: لو أننا بقينا في أموالنا نصلحها ونعنى بها؛ لأننا قد قمنا بالجهاد وظهر الإسلام وانتشر، فنزل قول الله عز وجل: وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [البقرة:195] ففسرت التهلكة بكونهم يقعدون عن القتال. وقيل لقعودهم عن القتال تهلكة لأنه يطمع أعداءهم بهم، حيث يجعلهم يضعفون أمام أعدائهم ويقوي رغبة أعدائهم فيهم، فيكون ذلك سبباً في هلاكهم، وبهذا يتضح أن كونهم يلقون بأيديهم إلى التهلكة بترك الجهاد أن الكفار لا يحسبون لهم حساباً ولا يقيمون لهم وزناً؛ لأنهم أخلدوا إلى الأرض، فيطمع فيهم الكفار كما هو حال المسلمين في هذا الزمان؛ لأنهم رغبوا في الدنيا وأقبلوا عليها وأعرضوا عن الجهاد في سبيل الله، فصار المسلمون في ضعف وخور، يخافون من الكفار والكفار لا يخافون منهم. فقوله: (( وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ )) هذا هو سبب نزولها، لكن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب كما هو معلوم؛ فإذا عرف الإنسان أن الغالب الهلاك فلا يقدم على شيء فيه إهلاك نفسه، ولكن إذا كان يعرف من نفسه أنه يعمل نكاية بالعدو دون أن ينالوه فإن هذا لا بأس به، أما كونه يقدم على عمل يؤدي إلى هلاكه فهذا يدخل تحت قوله: وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ [النساء:29] ومثل هذا ما يفعله بعض الناس من كونه يُفجَّر نفسه من أجل أن يلحق النكاية بالعدو، فإن هذا لا يسوغ وليس للإنسان أن يفعل مثل هذا الفعل، ومثل هذا الفعل إذا حصل فالعدو لا يقف عند هذا الحد، بل يعاقب ويحصل منه النكاية بالمسلمين، ويزهق من النفوس ويتلف من الأموال أضعاف أضعاف ما حصل بسبب هذا الإقدام الذي حصل من هذا الذي قتل نفسه، وهذا قاتل لنفسه وليس شهيداً ولا مجاهداً، وإنما هذا منتحر قاتل لنفسه، ولا يترتب على ذلك مصلحة للمسلمين، وإنما يترتب على ذلك مضرة للمسلمين؛ لكون الأعداء يقدمون على أن يفتكوا بالمسلمين، بل ويمكن أن يلحقوا الضرر بأبرياء ليس لهم دخل في مثل هذا العمل الذي قد حصل. وإذاً: فـأبو أيوب رضي الله عنه بين سبب نزول الآية، ومعلوم أن ذلك واضح جلي في أن الإخلاد إلى الدنيا والرغبة فيها والإعراض عن الجهاد في سبيل الله، مما يضعف المسلمين ويقوي أعداءهم ويجعلهم هائبين بعد أن كانوا مهيبين، وهذا هو الواقع المشاهد المعاين في هذا الزمان. وقوله: [ على الجماعة ] يعني الجيش الذي ذهب من المدينة أميره عبد الرحمن بن خالد بن الوليد . وقسطنطينية هي مدينة كان فيها ملك الروم، وهي الآن إسطنبول. قوله: [ والروم ملصقو ظهورهم بحائط المدينة ]. معناه أنهم خرجوا من المدينة من مدينة القسطنطينية، وظهروا منها واستعدوا للقتال.

28-02-2012 09:52 AM
السقط القميء
مقال حلو كتير لكن الكاتب ببالغ
28-02-2012 09:52 AM
د. صلاح عودة الله
الى المبجل رقم 4 أرجو توضيح سؤالك لكي أرد عليك وشكرا!
28-02-2012 10:36 AM
د. صلاح عودة الله
الى ..أين المبالغة في الموضوع؟
28-02-2012 10:37 AM
الى المبجل\5
الى الكريم و المبجل
صاحب التعليق 5
انت استاذ
مثقف
وانا معجب
"بكل مثقف و ذكي"
اني
صاحب التعليقين:3\4
مع عظيم مودتي و احترامي
28-02-2012 09:05 PM
الكاتب المبجل
المبجل و الكريم

د.صلاح عودة الله
اني
صاحب
التعليقين3\4
السؤالين واضحين
انا و انت
انسانين ,ملتزمين
لماذا نذهب للغرب؟
لماذا يتهافت بعظنا(بالظاء)للحصول
على:
جنسياتهم؟ (التجنس و الحصول على جوز السفر العائد لدولهم)
مع عظيم مودتهم
جراسا الغاليه
المحرر المبجل
28-02-2012 09:10 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات