اللي على راسه بطحة بحسس عليها


شآبيب الرحمة هلت على الفاسدين، ليس من الفاسدين انفسهم اواتباعهم الظاهرين في المحافل والاعلام، لأعتبرنا الامر هينا ووقعه سهلا، ولكنه من (بعض) الصارخين او الاصح (الناعقين) على الفساد عبر سنين خلت،من (بعض) كتاب واعلاميين ومعارضين ومواقع وصحفيين..، وكأني بالشاعر يقول: ورحمة الفاسدين من بعض المصلحين (الذين كانوا يكثرون الحديث عن الفساد) اشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند؟.
يا سبحان الله.. كيف دبت فيهم الرحمة على الفاسدين، بعيد نقل اخبار ارتداء الظنين مدير المخابرات الاسبق محمد الذهبي افرغوا له السجن في الجويده، وبعد ان سمعوا ان تهمة غسل الاموال واستثمار الوظيفة والاختلاس قد وجهت له.
رحماءعلى الفاسدين وقد كانت نيرانهم مشتعلة، والسنتهم حداد، وقلوبهم غلف على الفساد المعمم المجهول ( فساد السواليف)، وكانت الخيانة على السنتهم على الفاضي والمليان، وسيوفهم دائما مسلولة دون مقدمات واذ بهم رحماء على الفاسدين والخائنين عندما اصبح حقيقة وعندما حان القطاف؟
هناك من يشكل ظاهرة محيرة تستحق الدرس والتمحيص فمرة هي اسلامية، تنقلب الى عربية من لون خاص، ثم وطنية ثم حربائية، اذ يقف البعض على مسافة واحدة من الاصلاح والرحمة بالفاسدين، ويطالب بشرعنة الفساد واستيعابه كجزء من موروثنا الشعبي والوطني، وباللهجة الشعبية كيف تضع الحية في عبك وتطبطب عليها بدعوى ترويضها؟. لا خوف من فاسد مكشوف، ولا تأثير لمناصر او داعم له معروف، ولكن الخوف كل الخوف من متخاذل او متواطئ او منافق امتطى صهوة معارضة الفساد ردحا من الزمن ثم انقلب على عقبيه خسر آخرته، ووصم في دنياه، الا يستحق حكم المرتد باعتبار ان عمق التاثير والضرر في العمل هو من يحدد العقوبة؟
التدليس اوالرحمة بالفاسدين كالنصب والاحتيال الذي يمارسه الفاسد نفسه، حالة ابداعية باتجاه الشر، وتحديدا فنون الدجل والخداع، لذلك نرى من اعتلى بعض المناصب، لا كفاءة لديه بل قدرة على اتقان فنون التزلف والتدلس واكل الاكتاف ولهف العقول، وعندما افتضح امره تبين انه نصاب محتال بامتياز.
الخلايا النائمة مصطلح استخباري، يعني فردا اوشبكة في حالة استعداد (احتياط) لتنفيذ الهدف المطلوب منها، لا تمارس أي نشاط او مهمات استخبارية، وعادة ما يدخرها الجهاز في حالات (الزنقة) اوعندما لا يجد سبيلا للخروج من ازمته الا من خلال تقديم هؤلاء (الاحتياط) للانتحار الجسدي او السياسي او الاجتماعي، من خلال مواقف غير معهودة منهم، بل مواقف تخالف تماما ما كان يتحدثون عنه.
الفساد وحيتانه وازلامه، كما المافيات التي تعمل في الدعارة والمخدرات، تعمل على اسس استخبارية اكثر دقة وتحوطا،ولها خلايا نائمة في السلطة والمعارضة ايضا، وكلا ينفذ على الاخر، بل ان حيتان الفساد يمثلون الاذرع القوية التي من خلالها يتم غسل الاموال وتبييضها،من خلال استثمارها او اعادتها الى البنوك.
تظهر الخلايا النائمة للعلن عندما تضيق الحلقة على كبار الفاسدين، اويتدهور الوضع الامني للعصابة، ويقدم الكبش الاول منهم، او تفتح اول ملفاتهم الشبكية، فيظهر ابطال هذه الخلايا خلافا لما عهدناه فيهم من مواقف سابقة، كانوا اشداء على الفاسدين فاصبحوا رحماء، كانوا يصرخون من قحف رؤوسهم لفتح ملفات الفساد اصبحوا يطالبون في طمرها. وهم يمارسون تلك المهمة القذرة خدمة للفساد وربعه في رداء انساني تارة، ورداء المسامحة تارة اخرى، ورداء الحرص على الاستثمار ورداء عدم اغتيال الشخصية ورداء خافوا الله من الفتنة! ورداء اياكم والفوضى ورداء الحكمة والعقل الطارئ على غير المعتاد ورداء المسامح كريم ورداء ربنا اللي يحاسب ورداء نفتح صفحة جديدة ورداء خلينا بالفساد السياسي والتزوير قبل الاموال لانها الاهم؟ (طبعا من اجل تحويل البوصلة عن الحيتان والنهابين وغاسلي الاموال؟!) وكذلك لاضاعة الوقت في الحكي والسوالف المكررة في الصالونات السياسية..؟!
والانكى والامرعندما يتحدث بعضهم في حالة من 'جنون العظمة' بان كلامهم عصي على الفهم من قبل العامة (ولا ادري من هم الخاصة) وانه يقرأ بين الاحرف (كنا نعرف بين السطور) وان مقصدهم كسب ود الفاسدين او تحييدهم (باعتبارهم متنفذين) واعادة الاموال من اجل كسب معركة التغييير لأن المعركة مع النظام.
يقال في الامثال الشعبية 'اللي على راسه بطحة بحسس عليها'، يستبق الأمر حتى لا تصله النيران، ظانا منه بان قادر ان يؤثر في الرأي العام، او في صاحب القرار من خلال خلط الاوراق واضاعة الوقت وخلق البلبلة لمنع الاستمرار في محاكمة الفاسدين؟!
وقد تناهى الى مسامعنا في الايام الماضية الكثير من الاخبار عن خطط واموال تدفع من الفاسدين او وكلائهم من اجل خلق الفوضى او الارباك بقصد منع محاكمتهم وعدم الاستمرار في تقديم الفاسدين ايضا كما تناهى ايضا ان ملفات اخرى ستفتح لشخصيات لم تخطر على بال وارصدة بالملايين لاموال عراقية ونفطية وغيرها..
لقد توافق المجتمع كله الآن على محاسبة الفاسدين، وبه يبدأ الاصلاح، واصبح الهدف المشترك للجميع هو مكافحة الفساد وجلب الفاسدين، وهو مطلب شعبي بامتياز، لا اخال ان احدا يتنازل عنه، ومن يتخاذل فيه لن يقبل منه أي امر بعده..
المشكلة في الرحماء (على الفاسدين) والتي تجعلني اركز عليها هذه الايام، ان هؤلاء الرحماء (الجدد) يبددون اجواء الحزم والعزم والاصرار على محاربة الفساد، ويقدمون خدمة جليلة للفاسدين لم يحلموا فيها من قبل، سيما ان بعض الرحماء له باع في الاعلام والصراخ والتنطع والاصلاح.. واذ به وبهذا الرصيد وما جمع يصب في خدمة الفاسدين، الا ساء ما يصنعون.
ومن هنا يجب ان نشعر بخطر رحماء الفساد اكثر من الفاسدين انفسهم، وهم اشد ظلالة واكثر ايلاما، لأنهم يوفرون الحماية والدفاع عن الفاسد ين ويمدونهم بحبل النجاة..
لقد بدأت الدولة بفتح ملفات الفساد، وراينا بعض الرؤوس، وهناك مطالبات شعبية ملحة للتسريع وتقديم الرؤوس اكثر واكبر،ولكن هناك من يضع العصا في الدواليب باساليب شتى وبدهاء احيانا منقطع النظير..
لذا اقترح ان يشكل اصحاب الفكر والقلم والراي والتاثير الحر شبكة وعي واسناد حقيقية، تاخذ على عاتقها تشكيل الرأي العام، ودعم الدولة وصاحب القرار، وكوسيلة ضغط فعالة، تحقق ادامة فتح ملفات الفساد وجلب حيتانه والتسريع بها ..
وكذلك فتح سجلا خاصا للرحماء (الجدد) ندون به اسماءهم الى جانب الفاسدين، ونحمد الله ان كشف لنا المستور وعرفنا بالباطن وما كانوا يضمرون.
drmjumian@gmail.com



تعليقات القراء

اني
(اللي على راسه بطحة بحسس عليها )

اني

نفسي

اببطحه

من

زمـــــــــــــــــــــان



27-02-2012 08:59 AM
صقر1
جزاك الله عن كل الاردنين كل خير .لقد قلت الحق وعبرت عما بقال على السنة الشعب وما يدور وفي عقلة .. ويا ريت فيه حدا بسمع كلامك وبنفذه ..بس كثر الخبث والفساد حتى طال رعاة الشاة ..
28-02-2012 03:44 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات