لا لطرح البدائل بالأردن


من مفرزات الحرب العالمية الأولي وسقوط الامبراطورية العثمانية وبحسب اتفاقيات سايكس-بيكو التي تم تأيدها لاحقاً بقرارات من عصبة الأمم والتي أجازت نظام الانتداب على المناطق العثمانية المتفككة بحجة المساعدة في إنشاء مؤسسات للدول الجديدة, دخلت فرنسا الى لبنان واصبح تحت الانتداب الفرنسي, في أيلول من العام 1920 أعلن المفوض السامي لدولة الانتداب الفرنسي الجنرال غورو قيام "دولة لبنان الكبير" على ان تكون بيروت عاصمة لها، قوبل هذا الإعلان برفض المسلمين وطالبوا بالانضمام الى "الدولة العربية" برئاسة الامير فيصل. وبعد صراع سياسي، توَصل عدد من اللبنانيين أمثال رياض الصلح وبشارة الخوري وفي الفترة ما بين 1930 و1943 إلى "صيغة" عرفت فيما بعد بالميثاق الوطني اللبناني, يتمحور الميثاق حول الاتفاق على وجود لبنان سيد ومستقل يتخلى فيه المسلمون عن المطالبة بالوحدة مع سوريا مقابل تخلي المسيحيين عن الحماية الفرنسية، وأعلن عن استقلال لبنان عام 1943 وانسحبت القوات الفرنسية كليا بحلول 17 نيسان 1946.
بناءً على نتيجة إحصاء 1932، تضمن الميثاق توزيع السلطات والمناصب على الطوائف اللبنانية بحيث أعطيت رئاسة الجمهورية للموارنة، ورئاسة مجلس الوزراء للسنة ورئاسة مجلس النواب للشيعة. إلا إن اتفاق الطائف عدل بنسب المشاركة السياسية حيث جعلها مناصفه بين الطوائف الإسلامية والمسيحية بدل من التفوق المسيحي.
على الرغم من أن الميثاق الوطني هو اتفاق عرفي غير مدَون , فإنه ظل حجر الزاوية في الحفاظ على علاقة الطوائف المختلفة ضمن إطار الكيان اللبناني، وكثيراً ما تم اللجوء اليه لتهدئة الأزمات التي يشهدها لبنان بين الحين والاخر. حافظ اللبنانيون على هذا العرف حتى إبان الحرب الأهلية محاولين إعتباره بمثابة صمام أمان.
ومن ناحية أخرى ، فإن ما يميز الأردن هو مناخ الإستقرار السياسي والإجتماعي الذي يتمتع به بالرغم من تعدد ألوان تركيبته السكانية , فالأردن دولة دستور يحكمها نظام نيابي ملكي.
من المزعج أن يتغنَى بعض المنادين بالإصلاح بالبحث في إختلاف أنواع الأنظمة السياسية ومحاولة تصنيف نظام الحكم في الأردن طبقاً لمعايير حرفية وجدوها في بطون الكتب ليطالبوا بأنماط من أنظمة الحكم التي نحن في غنى تام عنها. على عكس غيرنا من الشعوب فنحن كأردنيين لسنا بحاجة لهذه البحوث أو غيرها، لأننا وبكل بساطة محصَنين بصمام أمان فولاذي يجسده العرش الهاشمي الذي طالما حفظ لنا الأمن والأمان وشكّل لنا الدرع الواقي داخليا وخارجيا ، وما على هولاء الباحثين سوى الرجوع لتاريخ الأردن المعاصر للحصول على الأدلة الدامغة على هذا. الرغبة في الاصلاح يجب أن تنم عن وعي ولا بد من أن تخضع للمنطق ، لا يجوز بأي شكل من الأشكال تقديم سيناريوهات يعتبر تطبيقها ضرب من ضروب المستحيل. محاولات التلميح إلى أيجاد بدائل لنظام الحكم في الأردن مرفوضة جملةً وتفصيلاً, مليكنا خط أحمر لا يمكن لأصحاب العقول الراجحة مجرد التفكير بالإقتراب منه أو المساس به.
بعيدا عن المشاعر والشعارات, أردننا مظلته ملكية ورايته هاشمية , المواطنة الصالحة تقتضي بأن تجمعنا هذه المسلمات مهما فرقتنا الألوان والأصول و المنابت والتوجهات والمعتقدات لما فيه خيرنا ودوام أستقرارنا.



تعليقات القراء

محمد راجي
صح السانك يا اساذ
26-02-2012 11:40 PM
صفاء
مقال رائع ومعبر الله يحمي الاردن و مليكها
26-02-2012 11:59 PM
خالد بلتاجي
مقال رائع للمحامي سامر برهم يعبر عما يجول بخاطر كل المواطنيين المخلصين للوطن
وانا وغيري من المواطنيين الغيوريين على هدا البلد نشاركك الرأي وعلى الشعب تقديم
الفعل قبل الكلام والعمل جميعأ من أجل الاردن الحبيب
27-02-2012 12:03 AM
امين جداية
من صفات الحاكم النادره في هذا العصر ما يتصف به الهاشميون من التواضع والحس الانساني النبيل والعفو وبعد النظر ---وماسمعت يوما بفعل لهم كما كان يحصل للمعارضين للحكم في دول العرب والعجم---انهم من ال البيت وعلينا شرعا واجب الالتفاف حولهم --وجل من لايخطئ --فالدين النصيحه --اللهم ارزق ملك البلاد البطانة الصالحه -واهدنا جميعا لما فيه خيري الدنيا والااخره
27-02-2012 12:04 AM
محمد الكركي
مشكور اخي برهم على المرور الطيب

ان شاء الله يكون هنالك المزيد
27-02-2012 12:18 AM
امل مجدلاوي
انت رائع يا استاذ سامر برهم وشكرا جراسا
27-02-2012 12:20 AM
اردنية
صح السانك يا كاتب المقال صحيح انك اصيل ومحب للوطن والله يحمي بلدنا
27-02-2012 12:21 AM
امين جداية
من صفات الحاكم النادره في هذا العصر ما يتصف به الهاشميون من التواضع والحس الانساني النبيل والعفو وبعد النظر ---وماسمعت يوما بفعل لهم كما كان يحصل للمعارضين للحكم في دول العرب والعجم---انهم من ال البيت وعلينا شرعا واجب الالتفاف حولهم --وجل من لايخطئ --فالدين النصيحه --اللهم ارزق ملك البلاد البطانة الصالحه -واهدنا جميعا لما فيه خيري الدنيا والااخره
27-02-2012 12:23 AM
الفقره
"من مفرزات الحرب العالمية الأولي وسقوط الامبراطورية العثمانية وبحسب اتفاقيات سايكس-بيكو التي تم تأيدها لاحقاً بقرارات من عصبة الأمم والتي أجازت نظام الانتداب على المناطق العثمانية المتفككة بحجة المساعدة في إنشاء مؤسسات للدول الجديدة, دخلت فرنسا الى لبنان واصبح تحت الانتداب الفرنسي"

المبجل

سامر برهم

الفقره

بحاجه

ل

"تدقيق تاريخي\اجتماعي\سياسي\قومي"

اظافه(بالظاء)

ل

عربوي
27-02-2012 09:11 AM
حسن العدوان
صح والله كل الي تفضلت فيه يا استاذ صحيح و يجب ان يكون من اليوم شعار كل اردني غيور لا لطرح البدائل بالاردن
27-02-2012 04:11 PM
صوفي
الله يحمي الاردن من كل حاقد ونشكر كاتب المقال
27-02-2012 04:29 PM
صقر1
على بال مين ياللي بترقص بالعتمه..
28-02-2012 03:21 PM
صداع
مقال ممتاز و صحيح 100% التعليق( 9) ما قصدك (اظافة ) بالظاء ؟؟؟

المهم احنا بالاردن ما بدنا تغيير الا تخفيف الضرايب وتخفيض اسعار المحروقات و نحنا بألف خير و شكرا للكاتب عالمقال .
10-03-2012 10:34 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات