السياسة الإسلامية ما بين هنا وهناك


جاءت تصريحات الأمين العام لجبهة العمل الإسلامي السيد حمزه منصور، خلال اللقاء الذي أجراه تحمل أسئله شرقيه إجاباتها غربيه ، اعتدنا في الفترة الأخيره من الحركة الإسلامية ،التخطيط والتنفيذ لعدد من المسيرات في جميع محافظات المملكة، والتي تحمل مع كل مسيره مطلب جديد وتوجه جديد، أوجدت لدى الشارع والوسط السياسي حيرة في صياغة معادلات جديدة ،مدة كل معادلة لا تتجاوز الأسبوع، كل هذا التسارع بالتأكيد ليس روتين سياسي، ولكن خلط للأوراق بشكل مستمر.

خلال تعقيبي على بعض تصريحاته ،وضّح أن الحزب يبحث عن حكومه حزبيه وجلالة الملك لم يعارض ذلك ولكن حتى يتحقق هذا المطلب تتطلب منا المرحله المقبله خطة عمل مطوله ودراسه لمطلب الشعب وليس لمطلب حزب لحظنا من الدول التي أسقطت حكوماتها وطالبت بحكومات ديمقراطيه إتحاد لإسقاط حكومه وبعدها لم نلاحظ إلى تضارب وجهات النظر وتخالفها وإنشقاقات أدت لإنقلابات أودت بحيات أبرياء (صوره عن الحرب الأهليه) !!، منذ تسلم دولة الرئيس عون الخصاونه حقيبته الوزاريه كرئيس للوزراء، وهو يسعى جاهداً للحوار مع الجبهة الإسلامية ،والدليل القاطع على ذلك إجتماعه معهم في منزله الخاص!، والذي جرى فيه التباحث في مواضيع المنطقة من الفساد ،الإصلاح والأحداث التي تعيشها المنطقه بشكل عام ،والأردن بشكل خاص وقد أبدى دولة الرئيس التعاون التام معهم، لكن هم يبحثون عن حكومه حزبيه ،فلِمَ لَمْ يطلبوا ذلك في ذاك الإجتماع قبل الإعلان عن الشتكيل الوزاري لدولة الرئيس سؤال موجه لهم وغير ذلك الموضوع أكبر بكثير من إعتقاد البعض الذي يعتقد أن السياسه ومتغيراتها وخططها هي بيع وشراء سلعه وأن الموضوع موضوع هين، قضيه تثير العديد من التساؤلات رغم إبداء الرئيس رغبته باستشارتهم والتحاور معهم ،وفي صوره أخرى ومشهد أخر من ذاك الإجتماع المغلق هو أن التشكيل الحكومي كان للحظة ما بيدهم !، السؤال الذي يطرح نفسه ماذا أبدت تلك الجماعه في إطار المقابله؟ جاء أن الحركه الإسلامية لا تبحث عن الصفقات، وتبحث عن مصلحة الوطن وكيف ذلك؟! مصلحة الوطن تتمثل بتقديم الحلول للمشاكل المطروحه، مصلحة الوطن تتمثل بفتح أبواب الحوار مع الحكومه المتعاونه معكم تحديداً، بدلاً من التحاور مع أصحاب الأجندات الخارجية بل وعلى العكس المشاركه في صنع القرار الذي فيه مصلحة الشعب ، وإبداء التعاون المشترك بينكم وبين الحكومه والمشاركه في تعزيز موقفها ،بعيداً عن المسيرات وتعطيل وعرقلة مسيرتها، تحديداً في هذا الوقت الذي ينتظر فيه الشعب جهد وزاري مكثف، لإعادة المياه لمجاريها ونسج حاضر ينعم فيه الجميع في استراحه سياسيه وليس العكس ،يقع على جبهة العمل الإسلامي واجب وطني في هذه الفتره حيث يعتبر هذا الحزب صاحب الأصول والثوابت القديمه ،الأعرق والأكثر تأيداً داخل الوطن ،فهو منبع لتصرفات الكثيرين ومواقفهم أي أن الواجب الأولى قبل المعارضه ما ذكرته التفكير في مصلحة الوطن وليس المصلحه الشخصيه ،أما في ما يتعلق في حل مجلس النواب تحدث عن أنه ليس في حسابتهم لعدم إنجاز بعض الأمور وأنا أخالفهم الرأي وكأنهم يلمحون بطريقه غير مباشره لا مكان لنا في سلطه تشريعيه أو سلطة تنفيذيه ما لم تكن جاهزه لنتسلمها أو أنهم غير واثقين من المؤازه الشعبيه لحزبهم أهذا تصريح أم هذا هدف ،أبديتم في بيانكم لدولة الرئيس عدد من البنود ،نتسأل لِمَ لم تقدموا له حلولكم ومرشحيكم لتنفيذ مطالبكم ،من محق للفساد ودعم الحريات وغيرها من المطالب ،كل هذه التساؤلات إجاباتها واحده نيتكم لتسلم زمام الأمور في ظروف مواتيه لذلك، بعيداً عن المشاكل وبعيد عن بذل الجهد لإعادة رسم المستقبل المشرق للأردن فأي حق هذا وأي أسلوب ذاك وأي واجب وطني ديني ذاك ؟!

إسلام سياسي:- تحدث سعادة السيد حمزه منصور عن أنهم حملة دعوة إسلامية، قبل أن يكونوا حزباً سياسياً ،أنا أجزم أن الدين الإسلامي ومنهجه المنظم لسير الحياة، هو منهج ناجح والدليل على ذلك سمو الدوله الإسلامية وعلو كعبها في العهد العثماني وعهد الراشدين والنبي صلى الله عليه وسلم، باتباع السياسه الإسلاميه بالتعامل مع الأوضاع الراهنه لديها، أمام التحديات والنظرات الخارجيه ، حذر القرأن الكريم في الآيه الكريمه الآتيه من الفتنه ( والفتنة أشد من القتل) ،في وقت يشهد المجتمع فيه إنقسام واضح، ليس على نظام الحكم وإنما في الفكر الذي أوجده تشابك الخيوط ،مما جعل الفرد منا بين هنا وهناك ، شاهدنا من جبهة العمل الإسلامي فكراً مناقضاً للدعوة الإسلاميه، التي تحذر من الفتن وتدعو للتحذير منها، الدين الإسلامي وعقيدته دين يجادل بالحق والموعظه الحسنه وبوضوح بعيداً عن الألغار والتصريحات المبهمة فالدعوة الإسلاميه منذ سطوع شمسها وهي دعوه واضحه، هدفها معلن لا تملك أهداف غير معلنه وغير ذلك ،فآية المنافق ثلاث إن حدث كذب وإن إؤتمن خان وإن وعد أخلف ،أقارن بين أهداف وتطلعات الحزب ومسيرة الحزب في الوسط السياسي تناقض ظاهر كعين الشمس والشمس لا يمكن أن تغطّء بالغربال.

الملك والإسلاميين :- منذ الأزل كان الهاشميون وما زالوا اصحاب رسالة عنوانها الإبداع والإخلاص، منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم مروراً بالشريف الحسين بن علي بمواقفه المخلصه لعروبته، إلى أن نصل لجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين الذي يسعى جاهداً لتوفير حياة كريمة لشعبه الأردني، وكلنا نعلم وندرك ما يملكه جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين من العلم والمعرفه في السياسه والفن الذي يملكه في إدارة الأزمات، والدليل على ذلك موقفه أمام الحكام العرب وسياسته وأسلوبه الناجح في احتضان الربيع العربي وتفهمه لمطالب الشعب الحقيقيه والعمل على تنفيذها بشكل يضمن تقديم الأردن وشعب الأردن بصورة شامخه مليئه بالإنجاز،وليس لمطالب بعض الأحزاب التي تهدف لتشويه صورة الأردن المشرقه ولكن هيهات هيهات!! فعبدالله الثاني بن الحسين رمز للإبداع والإنجازات والجرئ ، عندما يتحدث الإسلاميين عن الديمقراطيه وهذه هي مشكلتنا ومركز ثقل خلافنا، نفسرمعناها على ما نهوى من التفاسير وبما يحقق مطالبنا ،الديمقراطيه في المجمل وفي النتاج العام لها هي مصلحة الشعب وحريته بالتعبير واختيار من هو أهل في الدفاع عن حرياتهم، وحقيقةً لن نجد أقوى من جلالة الملك عبدالله الثاني لقيادة المسيره الأردنيه فهو ملك يملك ما يملك من الخبره العمليه، وكان يملك ونملك معه جد وأب اسمه جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال، وكلنا نعلم ماذا يعني هذا الإسم الذي تخشاه القوى جميعها، فبأي حق تسمحون لأنفسكم يا جبهة العمل الإسلامي بالتدخل في صلاحيات الرجل الذي ينصف الشعب ،ويعمل جاهداً لرفعتهم وعلو شأنهم، بل وعلى العكس المعارضه للدستور بمطلبكم الذي تطلبون أن يصبح مجلس الأعيان منتخب ،إذاً ماذا تركتم من صلاحيات لجلالة الملك المفدى؟ وماذا تركتم له من إمتياز حتى ينصف من أنجز لهذا الوطن إنجازات وخدم الوطن بكل أمانه وحس وطني وإخلاص بتعين هذا الشخص كعين في مجلس الأعيان ؟أنتم تعرقلون ما بدأه الملك عبدالله من خطة جادة للإصلاح وتنظرون لصغائر المواضيع غافلين عن قضايا الفساد وقبل الفساد الفتنه التي لا تقدم لنا سوى صورة الحروب الأهليه، نحن لا نريد تجربة سوريا ومصر وليبيا ولا نبحث عن يونان جديده !!نحن بحمدلله نملك نظام حاكم حكيم لا يستحق منا إلى الوفاء لهذا النظام والولاء الحقيقي له، بالفعل قبل القول كما يريد من النظام والإنتماء والولاء له قلباً وقالباً إن كنتم تطلبون المصلحه الوطنيه، شاركوا بتقديم النقد البناء وشاركوا في تقديم الحلول والتفاسير بعيداً عن التحدث في الألغاز ،والتصريحات المبهمة فالأردنين مهما تعددت آرائهم وأفكارهم الولاء سيبقى حتى قيام الساعه للهاشمين الأطهار الأشراف . بقلم قصي حرب

الرساله الحقيقيه للأردنين :- لقد عقّبت على بعض ما جاء في التصريح ملاحظاً كما لحظتم معي الغموض الذي يلتف بالمطالب فالمسيرات هي عرقله للعمل الحكومي وللمسيره الحكوميه تطلبون الإصلاح ومحاربة الفساد وتطلب الحكومه منكم الحد من هذا الحراك المنهك والمؤثر سلباً على أجهزتها امنحوا فرصةً للحكومه ضمن جدوله زمنيه ومن ثم أبدأوا تحركاتكم عبر المسيرات وغيرها فالحوار المنهج الإسلامي الناجح والتعاون والتشارك من أجل مصلحة الوطن رسالة الإسلام كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم عند بناء الدوله الإسلاميه ورموزها مثل المسجد النبوي الشريف عودوا قليلاً للدين واستخدموا أحكام عقيدته وسنته النبويه في السياسه المتغيره فالعقيده والقرأن الكريم من أبرز خصائصهما مواكبة العصر وأنا أؤكد على أنه يجب الفصل بين السياسه والدين ولكن هذا تذكير بالمنهج الإسلامي والمدرسه الإسلاميه التي لا تعلم شبابنا ونواة مجتمعنا على مهاجمة الدولة التي احتضنته بجميع أشكال الأمن فيها بل تعلمه الولاء والإخلاص لمن أنعم علينا بالأمن والأمان وهو الله أولاً وثانياً الولاء للشخص الذي ساهم في إيجاده في هذا الوطن الشامخ (الملوك الهاشمين) ولكن العوده بقوة للإصلاح بالطرق الديمقراطيه والمعاير الدمقراطيه الحقيقه هي الأساس للنهضة من أجل البقاء في ظل وحماية راعي النهضة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات