P.L.O


الشعب الفلسطيني الذي أعطى الشرعية للمنظمة وفوضها لتكون المدافع عن حقوقه منذ عام 1965 كان خياره هذا ضمن ما أجمع عليه الشعب الفلسطيني وأقره الميثاق الوطني وهو الدفاع عن حقوق ومصالح الشعب الفلسطيني متمثلة باستعادة أرضه المحتلة وحق العودة واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الأرض الفلسطينية التاريخية.

في ذلك الوقت لم يكن المحتل من فلسطين إلا ما أقام الكيان الصهيوني دولته عليه عام 48 وهجّر منه الفلسطينيين ولم يكن في ذلك الوقت لا الضفة ولا غزة محتلتين مما يعني أن هدف انطلاق المنظمة الأساسي هو تحرير ما احتل عام 48 وعودة اللاجئين إليها وعندما توالت النكبات على الأمة العربية وسقطت الضفة عام 67 التي كانت في وحدة مع الأردن وغزة تحت الوصاية المصرية. وواجهت المنظمة الكثير من الصعاب كونها لم تكن تقف على أرض فلسطينية.

والشعب الفلسطيني كان وحدة واحدة خلفها ولكنها حين بدأت الدخول في دهاليز السياسة طالبت أولاً بتمثيل أهل الضفة المفترض أنهم أردنيون بحكم الوحدة حيث ان الضفة احتلت إبان وجودها ضمن الأردن وكان هذا بمثابة حصر للقضية الفلسطينية ورفع العبء عن الدولة الأردنية التي يجب أن تأخذ على عاتقها القسط الأكبر عسكرياً وسياسياً في تحرير الضفة والقدس ولكن نزع هذه الورقة من الحكومة الأردنية الذي اعتبرته المنظمة في حينه انتصاراً لم يكن إلا سبباً في حرفها عن مهمتها الرئيسة مما أدخلها في مفاوضات شائكة ومعقدة وعبثية أرغمتها نتيجة الظروف الدولية الى
التنازل عن هدفها الرئيس وهو تحرير كامل الأرض الفلسطينية والموافقة على إقامة دولة على ما احتل عام 67 وتوالى مسلسل التنازلات في أوسلو حتى وصل الأمر إلي ما هو عليه الآن من مجرد سلطة بيد طغمة فاسدة افرغت المنظمة من محتواها وجعلتها أشبه ما تكون بتراث للشعب الفلسطيني تبرزه في المناسبات عند حاجتها اليه مما أدى إلى تقوية الحركات الاسلامية التي استغلت تراجع المنظمة عن أهدافها وجنوحها للسلم بمسلسل من التنازلات وتخليها عن سلاحها فاستفادت من ذلك وحققت انتشاراً سريعاً في اوساط الشعب الفلسطيني وشعبية عربية كاسحة ولم يدرك أولئك القادة أن على المنظمة أن تحتوي كل الحركات التي أصبح لها ثقلاً في مكونات الشعب الفلسطيني وإلا فإن العاقبة ستكون وخيمة على القضية الفلسطينية وزاد الطين بلة أن هذه الحركات بعدما قويت شوكتها أصبحت لها مطالب أبعد من إطار منظمة التحرير وتحلم بأن تشكل مرجعية جديدة للشعب الفلسطيني بسبب الصلف الذي واجهته من قبل من تسلقوا في غفلة على أكتاف شهداء المنظمة وأسراها وأبنائها المخلصين ليحتلوا قيادتها. 

مما سيؤدي إلى زيادة الفرقة في صفوف الشعب الفلسطيني وبعد تصريحات قادة أكبر الفصائل الإسلامية بهذا الخصوص وجدنا أكثر الناس تخريباً للسلطة يدّعون الحرقة على المنظمة ويتباكون عليها مع أنهم غارقون في الوحل حتى انوفهم وبالمقابل لم نجد عندهم طرحاً واحداً عملياً ومقبولاً يعمل على لملمة الفصائل على مدى السنوات الماضية بل جعجعة بلا طحن وكان الأجدى بهم العمل على البحث عن أسباب الفرقة بين الفلسطينيين وإيجاد حلول لها تكون مقنعة لكل أطياف الشعب الفلسطيني بداية من اللاجيء المشرد منذ عام 48 في المنافي وانتهاء بالمقاومة على أرض غزة الذياختار عن قناعة أن يقدم روحه فداء لفلسطين المُعرّفة تاريخياً والمطلوب تحريرها حسب الميثاق الوطني الفلسطيني وإقامة الدولة المستقلة على كامل ترابها الوطني.

نقف هنا لنؤكد أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد بتمسكها بالثوابت الفلسطينية دون أن تنحرف عن مسارها دون احتكار من قبل طغمة فاسدة ونرفض أي مرجعية بديلة بل البحث عن آليات تضمن وحدة الشعب الفلسطيني وعلى الشرفاء في صفوف المنظمة من كافة الفصائل أن يُفعّلوا نضالهم من أجل الخلاص من الفاسدين الذين سيطروا على مقدرات المنظمة وقراراتها لنضمن وحدة شعبنا بكافة أطيافه خلف قضيتنا العادلة.


يونس الطيطي
2/2/9002م

esmel68@yahoo.com



تعليقات القراء

مناهض
p l o إسرائيل no
05-02-2009 10:49 AM
عربي
فلسطين لحماس وحماس لفلسطين
واي عميل من رجالات فتح لا يحسب على مشروعنا الوطني الفلسطيني
05-02-2009 10:50 AM
؟؟؟؟؟؟؟
ضاعت البلاد وراء البحث عن السلطة
سلاماااااااااااااااااااااااااات
05-02-2009 10:51 AM
البقعاوي
بعيدا عن اللغو الذي تتشدق به السلطة الفتحاوية
القرار الفلسطيني الان بيد اهل غزة لا غيرهم
خاصة ان دماء اطفالهم لا زالت على ثرى غزة
ودمتم
05-02-2009 10:53 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات