تحية إلى كل معلم ومعلمة


تطاول البعض على المعلمين في أثناء إضراب الكرامة، وجهل هؤلاء أنهم انتهكوا حَرَمَاً يجب أن يُصان، وأكلوا لحماً نيئاً، واعتدوا على كرامة لا تُهدر، ومكانة لا تُرتقى. ليس لأنَّ المعلم معصوم مقدس، ولكن لأنَّه يُؤدي رسالة مقدسة، ومهمة جليلة، وعملاً لا يُطيقه إلا القديسون. ونسى من سمح لنفسه أن يَمسَّ المعلم بكلمة سوء أنَّ المعلم يقوم بدوره الذي عجز عنه هو وهرب منه، وألقى بعبئه وكلكله على المعلم، كل ذلك في ظروف قاسية، وأحوال بائسة. تركه مجتمعه ووزارته وحكومته وحيداً غريباً لا سند ولا معين، إلا بقية من إيمان وإخلاص وهمَّة، يفت من عزيمته إعلام وصحافة وإنترنت واتصالات وفضائيات عابرة للقارات، ومجتمع وثقافة الشارع والسوق والحارة. فهو الجندي المجهول، والفارس المغوار، والبطل الهُمام، لا يُسبق ولا يُلحق، وأنَّى لهم ذلك، وهم أجبن وأضعف وأعجز من أن يجرؤ أحدهم أن يعطي حصة واحدة. يقطِّرون الراتب على أيام الدوام، يحسدونه على عطلة قد تطول، وكأنَّ الأجر يُقاس بالزمن، فبئس لهم وما يحسبون. وما درى هؤلاء الغفلة أنَّ حصة واحدة تعادل أسبوعاً من عملهم وما يعدون. أولم يأتهم نبأ الذين يقبضون الرواتب ولا يعملون، بل وهم في بيوتهم قابعون!
وللمعلمين: لا يضركم قولهم وسبابهم وتطاولهم... فأنتم القامات العالية والأشجار الباسقة، كونوا كالشجر يرميه الناس بالحجر فيعطيهم أحسن الثمر، وحسبكم أنكم صبرتم واحتسبتم ولم تلوثوا أيديكم بعمولات ولا سرقات ولا فساد، فأنتم أنظف وأطهر من عليها، ولا أحد يزاود على وطنيتكم وولائكم وإنتمائكم، فرايتكم بيضاء، وصفحتكم ناصعة مشرقة.... ارفعوا رؤوسكم ولتطال هاماتكم عنان السماء فأنتم معلمون!
وبمناسبة يوم المعلم الأردني (21-2) لم أجد أفضل من قصيدة للشاعر الدكتور محمد حسن المرسي، بعنوان "إلى كل معلم ومعلمة؛ اعترافاً بالفضل وتقديراً للمكانة" أهديها لكم:
أنت معلم...
هذا يعني...
أنك تصبحُ...
أنت القدوة والنبراس...
أنك تصبح نوراً...
يهدي كل الناس...
أنك تصبحُ...
نبعَ الحبِّ...
أنك تُعطي...
الوطن الغالي...
نبضَ القلب...
***
أنتَ معلم...
هذا يعني...
أنك تصبحُ...
أنت القمة...
أنكَ تبني...
جيل الأمة...
أنكَ أنتَ...
المثلُ الأعلى والإلهام...
أنكَ تبني...
العقل الواعي والإفهام...
***
علِّم جيلكَ...
كيفَ يفكرُ...
كيف يطورُ...
كيف يُحبُ...
أيقظْ فيهم...
صوتَ القلبِ...
علِّم جيلكَ...
أنَّ بناءَ الأمةِ فرض...
ازرعْ فيهم حبَّ الأرضِ...
اجعلْ كلاً منهم...
يؤمن ُ...
أنَّ الأرضَ...
تُساوي العرض...
***
علِّم جيلكَ...
كيفَ يُفاخرُ بالأجداد...
كيفَ يحققُ...
كلَّ طموحٍ للرواد ...
علَّم جيلكَ...
كيفَ يُحلقُ في الآفاق ...
رسِّخْ فيهم...
قبلِ العلمِ...
كلَّ أساسٍ للأخلاق...
***
لا تتألمْ إنْ عانيتَ...
مِنْ إهمالٍ أو إقلال...
أو لاقيت...
مَنْ يتجاهلُ ما أعطيت...
***
أحْسنْ دوماً...
سوفَ نسابقُ...
كلَّ الدنيا...
إنْ أحسنت...
***
حسبكَ ذُخْرَاً...
حبُّ اللهِ...
حسبكَ شرفاً...
أنكَ أنت.
mosa2x@yahoo.com





تعليقات القراء

معلم
الف شكر لك اخي موسى ,, بكلماتك ترتفع هممنا ان شاء الله
22-02-2012 09:18 PM
العبادي-معلم
سلمت الانامل الذهبيه التي كتبت هذا المقال وسلمت الفم التي اخرجت هذه الدرر جزيل الشكر لمن يقف مع الحق لن يضيرنا احد مادام امثالك الشرفاء موجودين
22-02-2012 09:54 PM
مدرس
well done .keep up the hard work .
23-02-2012 08:03 PM
شوبكي
الف شكر لك اخي موسى ,, بكلماتك ترتفع هممنا ان شاء الله
29-02-2012 11:50 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات