الفنان الأردني .. حراك و إنتخابات


مرحلة جديدة .. للفنان الأردني .. تبدأ في الثاني من آذار القادم .. وهو الموعد الذي حدده مجلس نقابة الفنانين الأردنيين ، لإنتخاب نقيب و مجلس جديد ، لدورة نقابية جديدة ، تستلم مقاليد المسئولبة للسنتين القادمتين ، وحسب نصوص قانون النقابة.

وكعضو هيئة عامة ، في النقابة ، وأحد مؤسسي مجموعة .. من سينتصر للفنان ، ومنذ مدة تجاوزت الأربعة شهور الأخيرة ، وضعت فيه المجموعة تصورات أعضائها المؤمنين بالفكرة و الرؤية ، أهدافا ومقترحات و مطالب من مجلس النقابة القادم و من الحكومات الأردنية ، في محاولة لصياغة إستراتيجية فنية وطنية شاملة ، من شأنها ، لو طبقت ، أن ترسم مسارا فنيا وطنيا ملموسا لنهضة فنية شاملة ، ترقى لمستوى طموحات جل الفنانين والمثقفين ، بل و المؤازرين و الداعمين للحركة الفنية الأردنية.

طموحنا أن يكون المجلس و النقيب وحدة حال .. يمتلك رؤية بناءة .. ومنهجا موحدا واضحا .. وليس لتصفية الحسابات الشخصية و الكيدية لحساب تيارات لم تفز في الإنتخابات ..

إن الإنتخاب الإنتقائي للأشخاص .. رغم مرجعيتهم الفنية و الإدارية المهمة .. لا يحقق هذه الرؤية الموحدة .. إنما يحقق رؤى متعددة ، تتصارع فيما بينها ، لإثبات وجهة النظر ، من هو الأصح ومن هو المخطئ .. ليضيع وقت و جهد المجلس .. و الخاسر الأكبر هو الفنان ، والحركة الفنية.

فرق كبير أن ينتخب برنامج عمل واحد ، يتحمل مسؤولية تنفيذه نقيب و مجلس ، يتفقون على هذا البرنامج ويحاسبون على تنفيذه .. أو أن تنتخب برامج متعددة لمرشحين كثر .. لتتصارع البرامج وأصحابها .. ولا يتحقق أي منها ..

إن تشكيلة مجلس النقابة الجيدة لا تختلف أبدا عن تشكيلة لفريق مسرحي جيد أو أوركسترا موسيقية جيدة .. فالمخرج العادي يمكنه أن يظهر ممثلا ممتازا ، كومبارس .. والعازف العادي لا يستطيع أن يظهر إبداع المؤلف الموسيقي .. والعكس أيضا صحيح ..

وإن من حق الفنان ، الناخب ، أن يسعى للطلب من المرشحين أن يقدموا رؤيتهم وبرامج عملهم .. بالإضافة إلى شركائهم في المجلس ، الذين سيتمكنوا .. معا .. من تنفيذ هذا البرنامج ..

ما يحدث .. ومنذ فترة طويلة .. هو الخلط الغريب بين .. العمل النقابي و العمل الفني .. ومن يملك مشروعه الفني لا يحتاج لنقابة لتنفيذ مشروعه .. وربما تفشل النقابة في تنفيذه بسبب تعدد الرؤى و الإجتهادات ..

إن الأصل في تنفيذ أي مشروع فني .. هو رؤية صاحب المشروع الفنية ( النرجسية ) .. والعمل النقابي .. عمل عام .. لا نرجسية فيه .. وهو يحقق رؤية الأغلبية النقابية .. لا الفنية ..

بين أوراقي النقابية أكثر من 30 بيان إنتخابي لمرشحين في مجالس النقابة السابقة .. وفي محتواها برامج طموحة و رائعة .. كما في حوزتي بيانين (2) فقط .. لكتلتين نقابيتين .. فازت إحداهما بالأغلبية ..

كل البرامج و الطموحات التي إطلعت عليها .. تدل على تطابق كبير في الرؤية و الأهداف لدى جل المرشحين ..مما يجعلني أستنتج أن تطابق هذه الرؤى ، والمستمدة من الهيئة العامة .. أن الهيئة العامة بخير ..

وعليه ، ولضمان نجاح الرؤى والأهداف .. يجب العمل على توحيد الأشخاص .. في برنامج عمل موحد، تتحمل تنفيذه كتلة أو إئتلاف نقابي مكون من نقيب و أعضاء مجلس ، وبذلك ، تتحقق العملية الديمقراطية في إنتخاب البرامج ، لا الأشخاص ، كما في منح الثقة أو حجبها .

الحراك الفني يشكل جزءا مهما من الحراك الوطني الشامل ، ونتحدث عن الحراكات المنضبطة و المبنية على مبدأ الحوار و النقاش والوضوح في المطالب وإمكانية تطبيقها على أرض الواقع .

عادل الحاج أبوعبيد
22-2-2012



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات